مصطلح الطابور الخامس الذي ينسب إلى إميليو مولا فيدال خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، والذي اكتسب شعبية واسعة بعد أن استخدمه الروائي الأمريكي إرنست همنغواي في عنوان كتاب عام 1938، لذلك أصبح الطابور الخامس يعرف تقليديا على أنه مجموعة من المندسين من طرف الخصم أو متسللون ينشرون معلومات مضللة وإشاعات.
لقد اتسع مفهوم الطابور الخامس ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية والإعلامية. وفقا للموسوعة البريطانية.
الطابور الخامس هو مجموعة سرية أو فصيل من العملاء التخريبيين الذين يحاولون تقويض تضامن الأمة من خلال استغلال مخاوف الناس عبر نشر الإشاعات والمعلومات المضللة.
لقد لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نبرة الخطاب السياسي حول الطابور الخامس في أرجاء مختلفة من العالم، يعزى ذلك إلى عوامل متقاربة، حيث يرى هاريس مايلوناس، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، وسكوت رادينتز، أستاذ الدراسات الروسية والأوروبية في مدرسة جاكسون للدراسات الدولية بجامعة واشنطن، في مقالة لهما بموقع «فورين أفيرز»، أن أبرز هذه العوامل هو الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي الذي يسهل الانتشار الواسع لخطاب الطابور الخامس مما يؤثر على العديد من الدول وكذا على العلاقات في ما بينها، وبالتالي إن الدول الحاضنة لعملاء الطابور الخامس يجب أن تتحمل مسؤوليتها أمام المجتمع الدولي.
ويبدو أن أكبر المستفيدين من خطاب الطابور الخامس هم القوى الشعبوية التي تدعي المصداقية والوطنية والطهرانية…مما يغطي عن جرائمها البشعة…
وبالتالي إن مواجهة الطابور الخامس تقتضي وجود مناعة وطنية وبيئة حاضنة تعمل على غرس حب الوطن، كما يستدعي ذلك رد فعل حازم من أجل مقاومة الاستفزازات.
الطابور الخامس يبقى سلاح ضعفاء تائهين… تغيظه قوة المؤسسات واستقرار بلد وذاك الارتباط المقدس المتين تجسيدا لمسيرة حضارة ضاربة في عمق التاريخ.