
إعترافات “حراگ” مراكشي: قصدت تركيا وعبرت مشيا على الاقدام 11 دولة الى إيطاليا

حنان القاسيمي – مراكش الآن
بعدما ضاقت الدنيا أمام طموحاتي لم أتردد في تنفيذ خطتي للهجرة نحو الضفة الاخرى وأنا الذي لم أكن اتصور يوميا أن أجازف بحياتي نحو المجهول، بهذه العبارة استرسل محمد ابن المدينة الحمراء سرد قصته التي وصفها بالملحمية ل”الحريگ”.
وكشف محمد تفاصيل قصته، أنه حصل على شهادة الباكالوريا قبل ثلاث سنوات طرق بعدها العديد من المؤسسات الدراسية أملا في مسار جامعي يؤمن له مستقبلا مهنيا محترما وهو الحاصل على نتائج دراسية مرتفعة، بيد أن جميع محاولاته باءت بالفشل قبل أن يجد ساحة الجامعة تضمه مع رفاقه في الدراسة.
يضيف، مرت السنة الجامعية الاولى المخيبة للآمال بعدما عجزت عن مسايرة ايقاع الدراسة بكلية السملالية لكنني لم أستسلم حيث أعدت التجربة ورغم كل محاولاتي لكن الرسوب لازمني على غير العادة، فقدت الرغبة في الدراسة وضايقتني نظرات عائلتي وتشفي زملائي السابقين ولو عن طريق الهزل و”القفشات” المراكشية.
عشت شهورا من التشرد الذهني مما أثر على نفسيتي التي تدهورت تدريجيا قبل أن تنتابني رغبة جارفة على ركوب صهوة “التيتانيك” رغم يقيني بغرقها، فقلت لنفسي سأحاول مهما كلفني الأمر، نعم مهما كانت النتيجة، كنت حاسما ومصرا على المغامرة.
وبعد مدة قصيرة جمعت انفاسي والقليل من المال بعض ادخرته من اعمال هامشية امتهنتها والأخر اقترضته أو بصريح العبارة جمعته ببيع بعض من الاشياء الخاصة، مثلا حاسوب محمول ودراجة نارية وملابس…، الوجهة تركيا ليس لسياحة واكتشاف ثقافة جديدة ولكن من أجل الهجرة، نعم “الحريگ” بصريح العبارة.
خلال إقامة بمدن تركيا، التقيت بالعديد من الشباب المغربي من الجنسين اكتشفت من مغامراتهم حجم المعاناة والاعتداءات التي تعرضوا لها خلال محاولاتهم للهجرة والتي باءت بالفشل، كل تلك الحكايات الصادمة لم تحبط عزيمتي على ركوب أمواج المغامرة.
تسلحت بايمان قوي ورغبة جامحة، وقصدت دول لم أتصور يوما على زيارتهم، مسار محفوف بالمخاطر وطرق وعرة ومخاطر تتربص بنا ليل نهار، لكن الرغبة والعزيمة كانت سلاحنا، دولة بعد دولة ولائحة رفاقي في المغامرة تتقلص يوما بعد الأخر، منهم من خارت قواه، ومنهم من أصيب فاعتقل، ومنهم من فارق الحياة بحثا عن جنة رسمها في مخيلته.
عبرنا دولا مشيا على الاقدام ومناطقا بواسطة شبكات تمتهن التهجير واخرى عن طريق “الاوتوسطوب”، حقيقة عشنا وقائع افضع من “حياة الماعز”، لكنني لم استسلم، وفي كل خطوة اخطوها استرجع انتكاسات الماضي لاستجمع قواي واستمر.
كيف عبرت دولا عبر مسار من الآلاف الكيلومترات من جبال ووديان، لعلها الرغبة في النجاح، الرغبة في مواجهة التحدي وركوب المغامرة، وصلت ايطاليا وقلت انتهت المغامرة، هل فعلا حققت ما صبرت الى تحقيقه، أكيد لا، المسار لازال مستمرا…..
