أكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، خلال كلمته في افتتاح النسخة الخامسة من أسبوع العلوم، أن إفريقيا يجب أن تكون في طليعة التقدم العلمي العالمي، لا مجرد مشارك فيه.

جاء ذلك خلال انطلاق الفعاليات يوم الإثنين 17 فبراير 2025 ببن جرير، تحت شعار “تشكيل المستقبل”، حيث شدد على أهمية تمكين المواهب الإفريقية من صياغة حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الكبرى التي تعيشها القارة.

وفي سياق حديثه عن ضرورة الاستقلال العلمي والتكنولوجي للقارة، أوضح الهبطي أن إفريقيا لديها الموارد والكفاءات التي تؤهلها للعب دور ريادي عالميًا، مؤكدًا أن جامعة محمد السادس تعمل على ربط البحث العلمي بالاحتياجات المحلية، من خلال تأهيل جيل جديد من الباحثين والمبتكرين الأفارقة، حيث تضم الجامعة حاليًا أكثر من 7200 طالب، بينهم 1000 مرشح للدكتوراه.

وأضاف أن العلم يجب أن يكون في خدمة المجتمع، موضحًا أن الحلول الناجعة للتحديات التي تواجه القارة، كالأمن الغذائي والتحول الرقمي، يجب أن تكون نابعة من القدرات والقيادة الإفريقية، لا أن تظل مستوردة من الخارج.

وأشار الهبطي إلى أن التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي تعيد تشكيل المشهد العلمي والتكنولوجي العالمي، لافتًا إلى أن إفريقيا يجب أن تستثمر في هذه التقنيات بدل أن تبقى مستهلكة لها.

كما استشهد بنموذج DeepSeek AI المطوّر في الصين، والذي يعتبر أكثر كفاءة في استهلاك الموارد، ليؤكد على ضرورة أن تتبنى إفريقيا تكنولوجيا مستدامة تتناسب مع مواردها وإمكاناتها.

وفي هذا السياق، شدد على أن إدارة الموارد بفعالية ستكون مفتاحًا لتقدم القارة، مشيرًا إلى أن المغرب يمتلك 70% من احتياطيات الفوسفاط العالمية، وهو ما يمكنه من لعب دور رئيسي في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، إذا ما تم استغلال هذه الثروة عبر تقنيات متقدمة وأساليب ابتكارية.

واختتم الهبطي كلمته بالتأكيد على أن إفريقيا ليست فقط مستقبل العلوم، بل ستكون المكان الذي يُعاد فيه تشكيل مستقبل الإنسانية، من خلال الاستثمار في الصحة، الأمن الغذائي، والصناعة. كما وصف أسبوع العلوم بجامعة محمد السادس بأنه منصة استثنائية تجمع العلماء، الباحثين، ورواد الصناعة لاستكشاف الابتكارات التي ستحدد ملامح العالم في العقود المقبلة.