جمعية “تراث” تشرف على تصنيف عمارة “فرايس” بمراكش كتراث وطني

جمعية “تراث” تشرف على تصنيف عمارة “فرايس” بمراكش كتراث وطني

وحيد الكبوري – مراكش الآن

في خطوة تاريخية مهمة، استطاعت جمعية “تراث” المغربية تحقيق إنجاز كبير في مجال الحفاظ على التراث المعماري للمدينة الحمراء، حيث تمكنت من إقناع الجهات المعنية بتصنيف عمارة “فرايس” الواقع في حي جيليز كتراث وطني، ليكون بذلك محميًا من التدمير أو التعديل.

هذه الخطوة ليست إلا نتيجة جهود جبارة بذلتها الجمعية على مدى الأشهر الماضية، من خلال توثيق وتحليل تاريخ وأهمية المبنى، وبناء ملف شامل يتضمن جميع المعلومات الضرورية التي ساعدت في تصنيفه ضمن التراث الوطني.

مبنى “فرايس” هو معلم معماري يعود إلى عام 1929، ويعد من أبرز الأمثلة على العمارة الفنية الديكورية المتنوعة (Art Deco) في مدينة مراكش.

وقد شهد المبنى على مدى السنوات الماضية تهديدًا متزايدًا بالهدم بسبب المشاريع العقارية التي كانت تستهدف الموقع، هنا تدخلت جمعية “تراث” بتفانٍ كبير، حيث قامت بتوثيق المبنى بشكل دقيق، مع التركيز على قيمته التاريخية والمعمارية، حيث اعدت الجمعية ملفًا متكاملاً، شمل كافة المعلومات المتعلقة بالتصميم المعماري، تاريخه، بالإضافة إلى تفاصيل مهمة عن مؤسسه، الفنان إدوارد فرايس.

بفضل جهود الجمعية الحثيثة، تم تقديم الملف إلى مديرية التراث التابعة لوزارة الثقافة المغربية، التي تختص بتصنيف وحماية المباني المعمارية ضمن التراث الوطني، بناءً على التحقيقات التي أجرتها الوزارة، والتي تناولت التاريخية والأصالة والقيمة الجمالية للمبنى، تم اتخاذ قرار بإدراج مبنى “فرايس” ضمن التراث الوطني، ليصبح بذلك محميًا بموجب القوانين التي تمنع هدمه أو تغييره دون إشعار مسبق للجهات المختصة.

تصنيف عمارة “فرايس” كتراث وطني يعد انتصارًا كبيرًا لجمعية “تراث”، ولساكنة مراكش بشكل عام، حيث يضمن هذا التصنيف الحفاظ على المبنى للأجيال القادمة ويمنع محاولات التدمير أو التعديل التي قد تضر بموقعه التاريخي والمعماري.

بموجب هذا التصنيف، لا يمكن للمالك تعديل المبنى أو هدمه دون التنسيق مع الجهات المعنية، وإشعارها قبل ستة أشهر من بدء أي أعمال.

هذا وتجدر الاشارة الى ان جمعية “تراث” تأسست في نوفمبر 2022 بهدف الحفاظ على التراث المادي واللامادي لمدينة مراكش، وتحديدًا المعالم المعمارية التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية للمدينة. الجمعية لا تقتصر جهودها على التوثيق وحماية المباني، بل تعمل أيضًا على توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على التراث عبر تنظيم فعاليات وورش عمل تسلط الضوء على القيم الثقافية والفنية لهذه المعالم.

كما أن الجمعية تتبنى منهجًا عمليًا وفعّالًا في التعامل مع المباني المهددة بالزوال، حيث تقوم بتوثيق كافة المعالم ذات القيمة التاريخية، وتقديم ملفات شاملة للجهات المختصة للمطالبة بتصنيفها كتراث وطني. عملها يعكس التزامًا حقيقيًا في الحفاظ على تاريخ مراكش الغني والمعقد.

رغم هذا الإنجاز الكبير، فإن الجمعية بحاجة إلى دعم مستمر من كافة الأطراف المعنية، سواء من المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص أو حتى المواطنين، لكي تتمكن من متابعة عملها وحماية المزيد من المعالم التاريخية في المدينة. جمعية “تراث” تؤكد أن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو عمل جماعي يتطلب التعاون بين جميع فئات المجتمع.

videossloader مشاهدة المزيد ←