تزامنا ويومها العالمي.. الصويرة تحتضن أشغال الملتقى الإقليمي الأول للمناطق الرطبة +صور
الصويرة / مراكش الآن
نظمت جمعية موكا كرين، يومه الاربعاء 5 فبراير، بشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالصويرة، ومجموعة البحث من أجل حماية الطيور في المغرب، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالصويرة، الملتقى الإقليمي الأول للمناطق الرطبة، تحت شعار ” المناطق الرطبة ثروة بيئية من أجل سياحة ايكولوجية “.
الملتقى الإقليمي الأول للمناطق الرطبة عرف تقديم عدة مداخلات تقدمتها الكلمة الافتتاحية لرئيس جمعية موگا گرين، هشام أكورض، والذي أكد من خلال كلمته الافتتاحية على أهمية ما يتوفر عليه إقليم الصويرة من مؤهلات طبيعية وجب حمايتها واستثمارها لتعود بالنفع على الجميع، كجزيرة موگادور، الحزام الاخضر للشريط الغابوي، واد القصب، شاكرا جميع المتعاونين والشركاء وعلى رأسهم اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت إشراف عامل إقليم الصويرة من أجل تنزيل مشاريعها الرامية إلى الاهتمام بالبيئة وحماية المناطق الطبيعية.
وفي إطار ما تمت مناقشته حول المناطق الرطبة، وضح المتدخلون أن هذه المناطق الرطبة، هي تلك البيئات التي تتميز بتواجد الماء بشكل مستمر أو موسمي، سواء كانت مياه عذبة أو مالحة، وتشمل الأراضي الرطبة مثل المستنقعات، والبحيرات، والمصبات، والأنهار، والسبخات، والطحالب المائية، وغيرها من النظم البيئية التي تتأثر بالمياه، كما أنها تعتبر من النظم البيئية الأكثر تنوعا وأهمية على سطح الأرض، حيث تقدم فوائد بيئية هامة تسهم في استدامة الحياة البرية والبشرية، وتتجلى أهميتها في تنظيم المياه والحد من الفيضانات، كما تعمل المناطق الرطبة كحواجز طبيعية ضد الفيضانات، ويمكنها امتصاص كميات كبيرة من المياه خلال الفترات الممطرة، مما يساعد على تقليل تأثير الفيضانات في المناطق المجاورة، وتسهم في إعادة شحن المياه الجوفية، مما يعزز توفر المياه العذبة.
وعلاقة بالمناطق الرطبة وحماية التنوع البيولوجي، تعتبر هذه المناطق موطنا للعديد من الأنواع الحية، سواء كانت نباتات أو حيوانات، وبعض الكائنات الحية التي تعيش فيها حيث قد تكون مهددة بالانقراض، مما يجعل الحفاظ على هذه البيئات أمرا حيويا لضمان استمرارية هذه الأنواع، كما أنها تقدم موائل للطيور المهاجرة التي تحتاج إليها خلال فترات الانتقال بين القارات كما يقع بجزيرة موگادور .
وتلعب المناطق الرطبة دورا مهما فيما يتعلق بالتصفية الطبيعية للمياه، حيث تعمل النباتات الموجودة في المناطق الرطبة مثل الطحالب والأعشاب المائية على تصفية المياه من الشوائب والملوثات، مما يحسن جودة المياه ويساهم في الحفاظ على صحة البيئة المائية، وعملية تخزين الكربون التي تعد أفضل الأنظمة البيئية في امتصاص وتخزين الكربون، حيث تمنع تحلل المواد العضوية بشكل كامل وتحجز الكربون في التربة، ما يسهم في تقليل التغير المناخي.
ودائما وفي إطار تدخلات المهتمين بالشأن البيئي من باحثين ودكاترة، اكدوا أنه على الرغم من أهمية هذه المناطق، فإنها تواجه العديد من التهديدات التي تؤثر سلبا على بيئتها ووظائفها، والتي من بين هذه التهديدات التحضر والتوسع العمراني، حيث تتعرض المناطق الرطبة لتدمير كبير نتيجة تحويل الأراضي الرطبة إلى مناطق سكنية أو زراعية، كما يتم استصلاح هذه الأراضي للزراعة أو البناء مما يسبب اختفاء العديد من الأنظمة البيئية المهمة، وأشير أيضا إلى خطر التلوث الصناعي والزراعي، الذي يعتبر من أكبر التهديدات التي تؤثر على جودة المياه في المناطق الرطبة، وتسهم الملوثات مثل المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة في تدمير البيئة المحلية وتقلص التنوع البيولوجي.
كما تمت الإشارة خلال اللقاء إلى التغير المناخي الذي يسهم في ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار في التأثير على توازن المناطق الرطبة، وقد يؤدي ارتفاع مستويات البحر إلى غمر الأراضي الرطبة الساحلية، في حين قد تسبب فترات الجفاف الطويلة في تقليص حجم المناطق الرطبة في بعض المناطق، مما يستوجب ضرورة الحفاظ على المناطق الرطبة.
ويتطلب حماية المناطق الرطبة إجراءات دولية ومحلية تشمل الحفاظ على الأنظمة البيئية الرطبة وتطوير استراتيجيات لإدارة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي، ومن بين الإجراءات الممكنة: إنشاء محميات طبيعية، وإنشاء مناطق محمية لحماية الأراضي الرطبة من التحويلات العمرانية والزراعية، وضمان الحفاظ على التوازن البيئي، والتقليل من التلوث، والعمل على تقليل التلوث الصناعي والزراعي في المناطق الرطبة من خلال تطبيق سياسات بيئية صارمة، ومراقبة استخدام المواد الكيميائية.
وفي ذات السياق ، نبه المتدخلون إلى أن التوعية العامة وزيادة الوعي العام حول أهمية المناطق الرطبة، وتشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في جهود الحفاظ عليها، أصبح أمرا ضروريا ومهما جدا لحماية البيئة.
وفي ختام اللقاء، اتفق على أن المناطق الرطبة، تعد من الأنظمة البيئية القيمة التي تلعب دورا حيويا في الحفاظ على توازن البيئة، ومع تعرض هذه المناطق لعدد من التهديدات، يتوجب على المجتمع الدولي والمحلي العمل معا لحمايتها وضمان استدامتها، والاستثمار في الحفاظ على هذه البيئات ليس فقط من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي، بل أيضا لضمان توفير المياه وجودة الحياة في المستقبل.