صرخة أم معذبة.. تبوح بتفاصيل معاناة ابنها المصاب بالتوحد في ظل آلام الزلزال بجبال مولاي إبراهيم

صرخة أم معذبة.. تبوح بتفاصيل معاناة ابنها المصاب بالتوحد في ظل آلام الزلزال بجبال مولاي إبراهيم

وحيد الكبوري – (تصوير جواد اوريكـ) – مراكش الآن

في جو من الألم والحزن، أبدت سيدة من جماعة مولاي إبراهيم الواقعة في إقليم الحوز، تضررًا بالغًا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة مؤخرًا. معاناتها تتجاوز الأضرار المادية التي لحقت بمنزلها، حيث تقبع في قلب مأساة إنسانية أعظم وهي معاناة ابنها المصاب بالتوحد، الذي يكافح من أجل إتمام دراسته في ظل ظروف صعبة.

تحدثت الأم التي ترفضت ذكر اسمها ل”مراكش الآن” بحرقة عن ابنها الذي يدرس في السنة الثالثة من التعليم الإعدادي، مؤكدة أنه طالب مجتهد رغم معاناته من مرض التوحد. “ابني يدرس جيدًا، لكن عند الكتابة في الامتحانات يواجه صعوبة كبيرة. لا يستطيع الإجابة على الأسئلة بنفسه، لذلك يحتاج إلى مرافق لكتابة الإجابات نيابة عنه”، تقول الأم بصوت متقطع يعكس التوتر والحزن.

رغم الجهود التي بذلها ابنها للوصول إلى هذه المرحلة التعليمية، تواجه العائلة تحديات كبيرة بسبب غياب الدعم الكافي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة.

توضح الأم في حديثها ل”مراكش الان” أنها تعاني من مشاكل عديدة في التواصل مع ابنها، حيث تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرها ومساعدته في التكيف مع العالم المحيط به. “أشعر بأنني أعيش في عالمين، عالم ابني المريض وعالم المنزل المدمر. لا أستطيع أن أقدم له الدعم الكافي بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها”، تضيف الأم بصوت مملوء بالمرارة.

الزلزال الذي ضرب المنطقة ترك خلفه الكثير من المنازل المدمرة وأثر بشكل بالغ على حياة السكان . تعيش هذه الأم في منزلٍ مهدم، حيث لا تقتصر معاناتها على صعوبة التواصل مع ابنها، بل تواجه أيضًا تحديات في توفير مأوى مناسب. “نحن نعيش الآن في مكان غير صالح للسكن، وكل ما أتمناه هو أن أتمكن من مساعدة ابني على الدراسة في بيئة ملائمة، دون أن أضطر لمواجهة هذه المشاكل المستمرة”، تعبر الأم عن رغبتها في الحصول على مساعدة.

ختامًا، توجهت الأم بنداءٍ مؤثر للمسؤولين وذوي القلوب الرحيمة، داعية إلى توفير الدعم اللازم لها ولابنها: “أنا بين نارين، نار ابني المريض ونار منزلي المدمّر. أطالب المسؤولين أن ينظروا في وضعنا، وأتمنى أن نجد يدًا ممتدة للمساعدة”.

videossloader مشاهدة المزيد ←