قصة مثيرة.. “صوفيا” من راقصة بكباريهات مراكش الى سيدة أعمال بدبي

قصة مثيرة.. “صوفيا” من راقصة بكباريهات مراكش الى سيدة أعمال بدبي

حنان القاسيمي (صحفية متدربة) – مراكش الآن

استقبلتنا “صوفيا” ويبدو أن الاسم مستعارا، باحدى دور الضيافة بمنطقة النخيل حيث تقضي عطلتها ليومين بمراكش، بلباس ومجوهرات تظهر انضمامها الى طبقة اجتماعية لطالما رسمت ملامحها في خاليها الجريئ.

وبابتسامة خفيفة اضفت على وجهها الواثق، الكثير من الرغبة في الحكي عن مسارها الذي وصفته بتلقائيتها بالصعب والمضني، بعدما جابت مع كل مساء خبايا ملاهي مدينة مراكش وكباريهاتها بحثا عن مدخول يقيها صعوبة حياتها الأسرية التي دمرها طلاق والديها حينما كانت صبية.

لم تخف “صوفيا” خبايا مسارها المهني الذي اختارته مجبرة في بدايتها وعشقته مع تحولها الى نجمة للرقص الشرقي بمدينة تحتدم بها المنافسة بين فتيات حولن اجسادهن الى سجل تجاري يفيض مالا ممزوجا بنظرات دونية من فئة واسعة من المجتمع المغربي المحافظ، تشجيع ممزوج بنشوة الكحول من طرفي جمهورها داخل الملاهي والكباريهات.

كشفت نفس المتحدثة، بعدما عدلت مكياجها وأضافت طبقة جديدة من مرطب الشفاه، عن خرجاتها الليلية لاداء “النمرة” بين كباريهات المدينة الحمراء في خلسة عن والدتها وشقيقتها الصغرى قبل أن ينكشف أمرها حينما صدمتها أمها بصورها التي وجدتها فجأة بصندوق الرسائل بمنزل أسرتها بحي المسيرة، مشددة على أن بعض منافساتها من راقصات الليل هن من اوقعن بها من أجل دفعها الى مغادرة المجال الفني كما وصفته “صوفيا”.

واسترسلت جليستنا عبر استرجاع ذكرياتها من راقصة الى سيدة الاعمال، بأسلوبها التلقائي والصريح، عرجت للحديث عن لقائها بشاب انجليزي من اصول باكستانية بحفل زفاف اسطوري نظم بمراكش قدمت خلاله وصلة من الرقص الشرقي، واردفت قائلة إنه “شاب وسيم مثقف لم يدع المناسبة قبل أن يفاتحني بحالة الوله الذي انتابته اتجاهي”.

بابتسامة ممزوجة بعلامات الاحراج، قالت صوفيا: “راه تيتكلم معايا بالانجليزية واختك تتعرف وقتها اربع أو خمس كلمات” قبل أن يتدخل احد الاشخاص المشرفين على تنظيم حفل الزفاف الذي قام بدور وصفته بالمحوري في تغييره حياتها والذي خصته كلمات من الثناء والمديح.

واردفت الراقصة المعتزلة وسيدة الاعمال الناجحة، حقيقة حضرت لاداء وصلة بحفل الزفاف قبل أن أتوج بعريس تتمناه كل فتاة كافحت بكل الطرق للوصول الى حياة أفضل، “ربما كنت تندير الخير وتنعاون الفقراء، هذشي علاش جاب ليا الله هذ ولد الناس، واخا من خارج الحدود، لكن صراحة أكثر مما كنت أتمنى”.

غادرت مجال الرقص وغادرت معه المغرب صوب دبي حيث يشتغل زوجي باحدى الشركات الدولية المختصة في تطوير العقار الفاخر، تؤكد “صوفيا”، وتحولت معه حياتي من لاهثة بين كباريهات مراكش الى ربة منزل احتضن زوجي وابنائي.

هل حققت احلامي وطموحاتي تتساءل صوفيا، قبل ان تجيب بدون تردد، أكيد لا، مضيفة. أنه مدام في العمر بقية يجب اقتناص الفرص وتنزلها على ارض الواقع، وبعد تفكير وتمحيص وانطلاقا من أصولي المراكشية حولت كل ما هو جميل بأسواق المدينة العتيقة من منتوجات تقليدية اقوم بتسويقها بثلاث محلات في اسم شركتي بدبي والتي لاقت اعجابا من علية القوم الخليجي والاجنبي.

ربما تكون البداية صعبة ومخجلة للبعض لكن النهايات يلزم أن ترسمها باحلام تسعى الى تحقيقها بكل القوة التي تمتلك، ختمت سيدة الاعمال “صوفيا” كلامها.

 

صورة تكميلية

videossloader مشاهدة المزيد ←