اليوسفي: “خلية الأشقاء الثلاثة” كانت تنوي اعتماد المسامير وسم الفئران داخل العبوات المتفجرة لزيادة فتكها بالضحايا
كشف رئيس القسم التقني وتدبير المخاطر بمديرية الشرطة القضائية، عبد الرحمن اليوسفي العلوي، طبيعة استعمال، والغاية من المواد الكيميائية والمساحيق ومختلف المحجوزات التي تم العثور عليها في منازل “خلية الأشقاء الثلاثة” الإرهابية (التي تم تفكيكها في حد السوالم الأحد الماضي)، مؤكدا أن الخبرة أثبتت أن المواد الكيميائية المحجوزة أساسية لتهييء عبوات متفجرة.
وقدم المسؤول الأمني، خلال ندوة صحفية تم تنظيمها يوم الخميس 30 يناير 2025، بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالرباط، مجموعة من الشروحات حول نتائج الخبرة العلمية التي أجراها المختبر الوطني للشرطة العلمية التابع لمديرية الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، حول المواد الكيميائية والمحجوزات الأخرى التي تم حجزها خلال عملية تفكيك هذه الخلية الإرهابية وتفتيش منازل المشتبه فيهم، وذلك تحت إشراف الفرق المختصة التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، بدعم من تقنيي مسرح الجريمة التابعين لنفس المكتب.
وقال أنه في ضوء نتائج الخبرة العلمية التي خضعت لها المواد الكيميائية والأدوات والآليات المشبوهة المحجوزة، اتضح أن خطورة وجاهزية هذه الخلية تتجلى في كون المواد، التي خضعت للخبرة هي أساسية لتهيئ عدد من العبوات المتفجرة المختلفة من حيث مكوناتها الكيميائية، وحساسيتها وخطورتها، وقوتها الانفجارية، وبالتالي، من حيث الدمار الذي سيخلفه انفجار كل نوع منها.
وأضاف أن سم الفئران القاتل وهو من ضمن المحجوزات المضمنة، تم إعداده لإضافته، بالإضافة إلى المسامير، إلى العبوة المتفجرة، حتى تكون أكثر فتكا بالنسبة للضحايا خصوصا الجرحى منهم.
وأشار في هذا الإطار إلى أن المختبر الوطني للشرطة العلمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، توصل قصد القيام بالخبرات التقنية والعلمية، بعدد من هذه المحجوزات عبارة عن أختام قضائية يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام، يضم الأول مجموعة من المواد الكيميائية على شكل مساحيق وسوائل مختلفة اللون والشكل، والثاني عبارة عن مجموعة من المسامير والأسلاك الحديدية والأسلاك المستعملة في التلحيم، أما الأختام الثالثة فتضم معدات وأدوات تستعمل غالبا في المختبرات.
وسجل عبد الرحمن اليوسفي العلمي أن الخبرة العلمية التي تم القيام بها من طرف المختبر، أكدت أن مجمل هذه المواد الكيميائية تدخل في تهيئ وصناعة العبوات المتفجرة التقليدية الخطيرة، والتي تكون في بعض الحالات أكثر فتكا مقارنة مع المتفجرات الأخرى.
وأثبتت الخبرة العلمية، يؤكد المتحدث ذاته، أنه من خلال هذه المواد الكيميائية التي تم عرضها على المختبر يمكن الحصول على عدة عبوات متفجرة مختلفة من حيث المكونات، ومن حيث الحساسية، ومن حيث القوة الانفجارية والخطورة وبالتالي من حيث الدمار الذي يمكن أن يخلفه انفجار كل نوع من هذه العبوات كل على حدة.
وأبرز أن هذه المواد هي ذات استعمال مزدوج، وهي في الأساس معدة للاستعمال المدني سواء في المجال الفلاحي أو الصناعي أو لأغراض طبية، وغيرها، لكن يتم تغيير استغلالها لأهداف إجرامية وإرهابية وتخريبية، كما هو الحال في هذه القضية.
وبخصوص المجموعة الأخيرة من الأختام، يتابع المسؤول، أكدت الخبرة التقنية أنها عبارة عن آليات ومعدات بعضها مخبري، كما أن حجزها بمعية المواد الكيميائية والأسلاك الكهربائية والمسامير يوحي على أنه تم اقتناؤها لاستعمالها في تهيئي العبوات المتفجرة اعتمادا على المواد الكيميائية السالفة الذكر.