نفذت الشرطة الوطنية الإسبانية فجر أمس الأربعاء، عملية أمنية نوعية في مدينة مليلية المحتلة، أسفرت عن توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في قضايا مرتبطة بالإرهاب الجهادي. العملية التي تأتي في إطار تحقيق قضائي تشرف عليه المحكمة الوطنية الإسبانية، تم تنفيذها بتنسيق مع المفوضية العامة للاستعلامات التابعة لوزارة الداخلية الإسبانية.

وحسب بيان صادر عن الشرطة الإسبانية، شارك في العملية عناصر أمنية قادمة من مدريد، بدعم من الشرطة المحلية في مليلية. بعد توقيف المشتبه بهما، تم اقتيادهما إلى مقر الشرطة في المدينة، حيث تم ترحيل أحدهما جوًا إلى مدريد على متن طائرة تابعة للشرطة في الساعة 12:15 ظهرًا، ليتم عرضه أمام المحكمة الوطنية الإسبانية.

وتعد هذه العملية جزءًا من سلسلة عمليات أمنية متواصلة في مليلية، حيث ارتفع عدد الموقوفين في قضايا الإرهاب الجهادي إلى خمسة أشخاص في غضون 99 يومًا فقط. وقد شهدت المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيرة ثلاث عمليات أمنية كبرى، كان آخرها في 19 نوفمبر 2024، حيث تم توقيف شخص واحد مع تنفيذ عمليتي تفتيش. وقبل ذلك، في 22 أكتوبر، تم توقيف شخصين، أحدهما قاصر، مع مداهمة ثلاثة مواقع أمنية تشمل شقة ومحلاً تجارياً في أحياء تحت مراقبة مشددة.

تواصل السلطات الإسبانية تكثيف عملياتها الأمنية في مليلية، التي تُعتبر نقطة استراتيجية بين أوروبا وشمال إفريقيا. تأتي هذه الجهود في ظل تصاعد المخاوف من تنامي أنشطة التجنيد والاستقطاب لصالح التنظيمات المتطرفة في المنطقة، ما يجعل المدينة هدفًا دائمًا للرقابة الأمنية المكثفة.