مشردون يفترشون العراء في ساحة جامع الفنا بمراكش

مشردون يفترشون العراء في ساحة جامع الفنا بمراكش

تعتبر ساحة جامع الفنا واحدة من أبرز المعالم السياحية في مدينة مراكش، حيث تلتقي فيها ثقافات متنوعة وتحتضنها أجواء . إلا أن هذه الساحة التي تستقطب آلاف السياح والزوار سنوياً، أصبحت في الآونة الأخيرة شاهدة على واقع اجتماعي مرير، حيث أصبح عدد من المشردين يفترشون العراء بالقرب من المعالم البارزة مثل الملحقة الإدارية وجامع الفنا، وأيضاً حول محيط متحف بريد المغرب وداخل الأزقة المحيطة بالساحة.

تتوالى الصور المؤلمة للمشردين الذين أصبحوا يقضون لياليهم في العراء في قلب مدينة مراكش. هذه الفئة من الناس تعيش تحت ظروف معيشية قاسية، البعض منهم ينام تحت البطانيات الممزقة أو على الأرصفة، بينما آخرون يختارون الجلوس في الزوايا الضيقة التي توفر لهم القليل من الحماية من البرد.

إن وجود هذه الفئة في منطقة سياحية بارزة له تداعيات سلبية على صورة المدينة، إذ يعكس جانباً مظلماً من واقعها الاجتماعي. ففي حين يواصل السياح جولاتهم في الساحة، تتنقل أعينهم بين مشهد الباعة الجائلين والمحتشدين حول العروض التقليدية، وبين أولئك الذين ينامون على الأرض بشكل مؤلم. يُضاف إلى ذلك أن الوضع الاقتصادي لهذه الفئة يبقى مجهولاً، حيث يُعتقد أن البعض منهم يعاني من أمراض نفسية أو اجتماعية، ما يزيد من تعقيد المشكلة.

تكثف السلطات المحلية في مراكش جهودها لمحاربة ظواهر التسول والتشرد. يشمل هذا العمل حملات توعية وتحقيقات ميدانية، بالإضافة إلى تنظيم حملات أمنية تستهدف القضاء على شبكات التسول، وتوفير أماكن إيواء للمشردين، خاصة في أوقات البرد القارس.

ورغم هذه الجهود، يبقى التحدي الأكبر هو التعامل مع المختلين عقلياً، الذين يشكلون فئة يصعب إعادة إدماجهم بسهولة بسبب تدهور حالتهم الصحية النفسية. يتطلب الوضع تدخلات طبية متخصصة، كما يتطلب تأهيل هؤلاء الأشخاص نفسياً واجتماعياً، وهو ما يعجز النظام الصحي والاجتماعي عن توفيره بالشكل المطلوب.

videossloader مشاهدة المزيد ←