قضت المحكمة الإدارية بفاس مؤخراً بإلزام جماعة فاس بأداء تعويض مالي قدره 25 ألف درهم لفائدة طفل تعرض لعضة كلب ضال، ما تسبب له في جروح خطيرة على مستوى فخذه. الحادث وقع عندما كان الطفل يلعب في منطقة كثبان رملية قرب ورشة بناء في حي سكني بالمدينة، حيث هاجمه الكلب الضال أثناء لعبه، مما أدى إلى إصابته بجروح جسيمة.

الطفل الذي عانى من جروح في فخذه، تقدم والده عبر محاميه بمقال افتتاحي للدعوى، حيث طلب من المحكمة تعويضا مؤقتا قدره 5 آلاف درهم. وتولت المحكمة تكليف طبيب مختص بفحص الضحية، حيث أنجز تقريرا مفصلا حول حالته الصحية، موضحا أن الطفل تعرض لعجز كلي مؤقت لمدة 40 يوما، بالإضافة إلى عجز جزئي دائم بنسبة 7% بسبب خطورة الإصابة. وقد تم الاستناد إلى هذا التقرير الطبي لتحديد قيمة التعويض المطلوب.

كما استمعت المحكمة إلى شهادة امرأة كانت قد شهدت الواقعة، وأكدت مشاهدتها للهجوم الذي تعرض له الطفل من الكلب الضال، قبل أن يتدخل حراس ورشة البناء لإنقاذه. هذه الشهادة كانت حاسمة في إثبات صحة الواقعة.

وبعد فحص كافة المعطيات والشهادات، اقرت المحكمة بتقصير جماعة فاس في محاربة الكلاب الضالة داخل المدار الحضري، مما يترتب عليه مسؤوليتها في الحفاظ على سلامة المواطنين وتفادي أي حوادث مشابهة. وخلصت المحكمة إلى أن جماعة فاس تتحمل المسؤولية في الحادث، مما يوجب عليها تعويض الطفل عن الأضرار الجسدية التي لحقت به نتيجة إهمالها في القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة في المدينة.