تعبئة طبية شاملة في اقليم الحوز لمواجهة آثار موجة البرد القارس
ترأس رشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، يوم الإثنين 20 يناير 2025، اجتماعًا موسعًا بمقر العمالة، خصص لتفعيل المخطط الإقليمي للتخفيف من آثار موجة البرد القارس التي تشهدها المنطقة في فصل الشتاء. وقد تم خلال الاجتماع تدارس الإجراءات والتدابير الاستباقية المقررة لضمان تقديم الدعم والمساعدة للسكان في المناطق القروية والجبلية، وذلك في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
في سياق الاجتماع، تم التأكيد على أهمية التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لضمان توفير الرعاية الصحية والخدمات الأساسية للمواطنين في الدوائر الجبلية والمناطق ذات الأولوية. وقد حدد المخطط الإقليمي 150 دوارًا، من بينها 38 دوارًا مصنفا في المنطقة الحمراء عالية الخطورة، التي تحتاج إلى تدابير عاجلة للتخفيف من آثار البرد الشديد. وتضمن المخطط أيضًا استراتيجية شمولية تهدف إلى تعزيز الخدمات الطبية والصحية في هذه المناطق النائية.
فيما يتعلق بالتدابير الطبية، فإن المخطط يشمل تعبئة 32 طبيبًا عامًا و 11 طبيبًا متخصصًا، بالإضافة إلى 111 ممرضًا، وذلك لضمان تغطية جميع المناطق المستهدفة في الإقليم. كما سيتم تجهيز 86 سيارة إسعاف لنقل الحالات المرضية الطارئة إلى المرافق الصحية، إلى جانب تنظيم 187 خرجة ميدانية للفرق الطبية.
وقد تم برمجة خمس حملات طبية متخصصة في المناطق المتضررة من موجة البرد، وذلك لتقديم العلاجات الضرورية للأهالي الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالظروف المناخية القاسية، مثل التهابات الجهاز التنفسي والإصابات الناتجة عن البرد القارس. كما سيتم توفير الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية للمواطنين.
مخطط التخفيف من آثار البرد لا يقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل يشمل أيضًا تدابير اقتصادية واجتماعية. إذ سيتم توزيع مواد أساسية مثل خشب التدفئة و الأفران المحسنة و الأغطية لفائدة الأسر المتضررة من البرودة القاسية. كما سيتم دعم المدارس في المناطق الجبلية عبر توفير 75 طناً من حطب التدفئة و 7500 غطاء لضمان استمرارية النشاط المدرسي، خصوصًا في المناطق التي تشهد انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة.
وقد شدد عامل الإقليم على ضرورة تناسق الجهود بين جميع المصالح الخارجية والهيئات المحلية والجمعيات في إطار هذه العملية الاستعجالية، لضمان وصول الدعم إلى جميع الأسر المتضررة في المناطق الجبلية والنائية. كما تم التأكيد على ضرورة مواصلة المتابعة الميدانية لضمان تنفيذ جميع التدابير المتخذة وفقًا للجداول الزمنية المحددة.
يأتي هذا المخطط استجابة للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تدعو إلى تعزيز التدابير الوقائية في مواجهة المخاطر الناجمة عن الظروف الجوية القاسية، لا سيما في المناطق التي تعاني من العزلة. وفي هذا الإطار، تتواصل الجهود الحكومية والمحلية لضمان حماية الأرواح وتوفير الدعم للساكنة القروية والجبلية التي تواجه صعوبات في ظروف الحياة اليومية خلال فصل الشتاء.