تناقضات دوار الكدية بولغرايب تكشف ضعف مؤشرات العدالة المجالية بمراكش

تناقضات دوار الكدية بولغرايب تكشف ضعف مؤشرات العدالة المجالية بمراكش

فؤاد بلمحجوب – مراكش الآن 

وانت تلج دوار الكدية غير البعيد من مدارة البنك الشعبي بشارع عبد الكريم الخطابي بحي جيليز الراقي، تصدمك طوابير من الحيوانات من بغال وحمير تتزاحم مع وسائل النقل بالشارع العام.

دوار اضحت تناقضاته العمرانية والاجتماعية تسبب إحراج لكل البرامج التي تسعى الى إعادة ترتيب مؤشرات العدالة المجالية بالمدينة الحمراء.

ساكنة دواوير الكدية وبولغرايب واكيوض تعتبر نفسها تحولت خلال العقود الاخيرة الى خزان انتخابي تتقاطر عليه الوجوه الانتخابي في كل استحقاق للتتوارى هذه الاسماء عن الوجود في انتظار موسم الحصاد الانتخابي المقبل.

وفي هذا الاتجاه لايمكن للزائر أن يحتاج الى تصريحات قاطني الدواوير الثلاث للوقوف على اكراهات المنطقة، بالعين المجردة يمكنك ان تكتشف حجم الهوة بين المنطقة والأحياء الراقية المجاورة من كل إتجاه حتى أنه يصعب عليك تصنيف الدوار كونه ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة جيليز.

وبالكثير من الحسرة، عبر شاب عن آسفه عن حالة الاحباط الذي بدأ ينتاب شباب الحي بعدما تبخرت كل الآمال التي تعقد على ممثليهم داخل اروقة مجلس مقاطعة جيليز والمجلس الجماعي لمراكش، مردفا: “في كل مناسبة نرفع من سقف آمالنا ولكن تأتي الايام بما لاتشتهي انتظاراتنا، هناك بعض المؤسسات الاجتماعية التي تم إحداثها خلال السنوات الاخيرة لكنها لم تحدث تأثيرا في بنية الدواوير”، مؤكدا: “دوار الكدية وبولغرايب يحتاج الى تأهيل شامل يدمجه في محيطه بمقاطعة جيليز”.

سيدة في منتصف عقدها الخامس ام تخفي في تصريحها عن رغبته في مغادرة الدوار لأسباب وصفتها بالكثيرة قبل ان تشرع في عدها قائلة: “راه أولدي، كان الصداع بالليل وبالنهار، البهايم اعزك الله بالطريق العام، احتلال خطير للملك العام، واللائحة طويلة، الواحد هو اللي يبدل العتبة، الله يجعل البركة”، فيما شيخ جالس رفقة اقرانه يلعبون لعبة “ضامة” بدى غاضبا من مدبري الشأن المحلي حيث عبر بانفعال عن سؤالنا ماذا تنتظر من مجالس مراكش لاعادة الاعتبار للمنطقة، فكان جوابه: “يعطيونا غير التيقار وما بغينا منهم والو، كل خمس سنين ولا ست سنين، تتلقاهم جايين يكدبو علينا وفي الأخير يختفون، برق ما تقشع”، تصريحه لم يرق منافسه على اللعبة حيث عارضه بنفس النبرة الحادة: “تكايس علينا أ عبد القادر، أشنو تتسنى منهم راه الوضع أكبر من المجلس الصغير ولا الكبير (يقصد المقاطعة والمجلس الجماعي) ولكن كاين الامل في شباب الحي هنا اللي يمكن في المستقبل ينهضو بيه، أما حنا تعايشنا مع الوضع، راه ماكاين غير سير تضيييم”.

لعلها وضعية تكشف واقع حالة ساكنة تحمل ببطائقها الوطنية عنوان حي جيليز لكنها أجبرت أن تعيش التهميش والاقصاء بمؤشرات صفرية مقارنة مع واقع الحال بالحي الراقي الذي يزين تعريفهم الاداري.

Screenshot

videossloader مشاهدة المزيد ←