كاليفورنيا.. حريق مصنع بطاريات ليثيوم يثير الرعب

كاليفورنيا.. حريق مصنع بطاريات ليثيوم يثير الرعب

كان لاندلاع حريق ضخم في أحد أكبر مصانع تخزين البطاريات في العالم، في شمال كاليفورنيا، والذي أدى إلى إصدار أوامر بإجلاء مئات الأشخاص، أثراً بيئياً أثار رعب القاطنين في المكان. وجاء هذا الحريق في وقت عدت حرائق لوس أنجليس المستمرة منذ 11 يوماً الأكبر من نوعها في ولاية كاليفورنيا منذ 40 عاماً.

ونشب الحريق في محطة موس لاندينغ للطاقة التي تبعد حوالي 124 كيلومتراً إلى الجنوب من سان فرانسيسكو، والتي تملكها شركة “فيسترا إنرجي” الأميركية. وتحتوي المحطة على عشرات آلاف بطاريات الليثيوم التي تستخدم لتخزين الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس. لكن في حالة اشتعالها، يصبح من الصعب للغاية إخماد النيران.

وبحسب صحيفة ميركوري نيوز، أُخلي حوالي 1500 شخص من منطقتي موس لاندينغ ومنطقة إلكهورن سلو. وقال رئيس جهاز الإطفاء جويل ميندوزا، من منطقة حماية الحرائق في مقاطعة نورث كاونتي في مقاطعة مونتيري، إن الحريق في مصنع بطاريات الليثيوم تسبب في اندلاع ألسنة لهب ضخمة وكميات كبيرة من الدخان يوم الخميس، لكنه تضاءل بشكل كبير بحلول الجمعة. أضاف أن الطواقم لا تتعامل مع الحريق وتنتظر أن ينطفئ، إذ إن ترك حرائق بطاريات الليثيوم أيون تحترق ليس بالأمر غير المعتاد، كونها تحترق بشدة ويصعب إخمادها.

من جهته، قال مشرف مقاطعة مونتيري غلين تشرش: “هذا أكثر من مجرد حريق، إنه جرس إنذار للصناعة. إذا كنا سنمضي قدماً في الطاقة المستدامة، فنحن بحاجة إلى وجود نظام بطاريات آمن”. أما المدير الأول للشؤون المجتمعية في شركة فيسترا براد واتسون فقال إن الشركة استعانت بمستشار للهواء للتحقق من التلوث، مضيفاً أن الشركة ستشارك النتائج عندما تصبح متاحة.

بدورها، أوضحت مديرة إدارة الطوارئ في مقاطعة مونتيري كيسي سكانلون أن إطلاق غاز فلوريد الهيدروجين في الغلاف الجوي جراء الحريق أمر مثير للقلق. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن غاز فلوريد الهيدروجين يمكن أن يهيج العينين والفم والحلق والرئتين والأنف، كما أن التعرض المفرط للغاز قد يكون مميتاً.

وأشار واتسون إلى “حادثتي ارتفاع في درجة الحرارة” شهدهما مصنع البطاريات في عامي 2021 و2022 جراء تبلل البطاريات. وقال إن الحادث الثالث شهده عام 2022. وتعد كاليفورنيا من أوائل الولايات الأميركية التي تبنت تخزين البطاريات، ويمكن أن تلبي ما يقرب من نصف الطلب على الشبكة الرئيسية للولاية لمدة أربع ساعات يومياً.

وتعد تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أحد العوامل المهمة في زيادة استدامة أنظمة الطاقة الشمسية. فهي تساعد في تخزين الطاقة الشمسية بكفاءة أعلى وتوفيرها عند الحاجة، ما يعزز قدرة النظام على تلبية الطلب المتغير على الطاقة بشكل مستدام. وتتميز بطاريات الليثيوم بكفاءة عالية وقدرة على تخزين الطاقة بشكل مضغوط، ما يجعلها مثالية للاستخدام في أنظمة الطاقة الشمسية.

وتساهم تكنولوجيا بطاريات الليثيوم في تقليل انبعاثات الكربون وتلوث البيئة. وتستخدم الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بدلاً من الوقود الأحفوري، ما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتأثيرها الضار على البيئة. كما أن بطاريات الليثيوم غير قابلة للتسرب وتستخدم مواد قابلة لإعادة التدوير، ما يقلل من تلوث المناطق المحيطة بالمصانع ومواقع التخلص من البطاريات التقليدية.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، فإن أنظمة تخزين البطاريات آخذة في الظهور باعتبارها أحدَ الحلول الرئيسية لدمج حصص عالية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة في أنظمة الطاقة في جميع أنحاء العالم. في المقابل، تشكل نفايات البطارية تحدياً بسبب المواد الخطرة والمعادن الثقيلة في تكوينها. يمكن أن يؤدي التخلص غير السليم من البطاريات أو إعادة تدويرها بشكل غير ملائم إلى إطلاق مواد سامة تلوث النظم البيئية وتهدد صحة الإنسان وتعطل التوازن البيئي الدقيق.

وبحسب موقع “Popular Science”، فقد كانت بطاريات الليثيوم مسؤولة عن حرائق كارثية اندلعت في العديد من مصانع إعادة التدوير في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين.

videossloader مشاهدة المزيد ←