السفير الصيني في الرباط: فوز الشركات الصينية بعقود تصميم خط السكك الحديدية بين مراكش وأكادير يعكس استمرار التعاون الوثيق
أكد لي تشانغ لين، السفير الصيني في الرباط، أن مشاريع السكك الحديدية فائقة السرعة في المغرب دخلت مرحلة متقدمة من التطور، مشيرًا إلى أن خطة المملكة لتوسيع شبكة السكك الحديدية لتصل إلى 1500 كيلومتر بحلول عام 2035 تمثل خطوة طموحة في إطار سعي المغرب لتعزيز بنيته التحتية وتطوير قطاع النقل.
وفي مقال رأي نشره على موقع صحيفة الشعب اليومية الصينية، أبرز السفير مشروع القطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء كأحد أبرز الإنجازات في مجال النقل بالمغرب. وأوضح أن هذا المشروع يعكس التقدم التكنولوجي في المملكة ويعزز من قدراتها على تحقيق تنمية مستدامة من خلال بنية تحتية حديثة ومتكاملة.
كما لفت السفير الصيني إلى الجودة العالية لمحطات القطار فائق السرعة، التي تتميز بتجهيزات حديثة تُضاهي في كفاءتها تجهيزات المطارات الدولية، مما يعكس اهتمام المغرب بتقديم خدمات نقل على أعلى مستوى. وأشار إلى أن هذا المشروع أسهم بشكل كبير في زيادة السياحة وجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث شهد القطار فائق السرعة زيادة مستمرة في عدد الركاب ليصل إلى 5 ملايين راكب في 2023، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 6 ملايين في عام 2025.
وأوضح السفير أن التعاون بين الصين والمغرب في مجال السكك الحديدية يشمل العديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها منذ عام 2016، والتي تركز على مشاريع البنية التحتية، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر البشرية، بالإضافة إلى الاستثمارات المشتركة في هذا القطاع الاستراتيجي. وأكد على دور الشركات الصينية مثل الصين للهندسة الخارجية وهيدروتشاينا 5 في بناء خط طنجة-القنيطرة.
وأضاف السفير أن المغرب يواصل تنفيذ مشاريع السكك الحديدية وفقًا لتوجيهات الملك محمد السادس، ومنها مشروع الخط فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، الذي يهدف إلى ربط المدن المستضيفة لمباريات كأس العالم 2030. كما أشار إلى أن هناك عقودًا جديدة تم توقيعها مع الشركات الصينية لتوريد القضبان والمثبتات وتنفيذ مشاريع إضافية في هذا المجال.
وفي سياق متصل، أفاد السفير بأن الشركات الصينية فازت أيضًا بعقود لبناء نفق سككي في الرباط وتصميم خط السكك الحديدية بين مراكش وأكادير، مما يعكس استمرار التعاون الوثيق بين الصين والمغرب في قطاع النقل. وأكد أن هذه المشاريع تسهم في تعزيز التبادل الاقتصادي والتقني بين البلدين، وتدعم التطلعات التنموية للمملكة المغربية.
كما أثنى السفير الصيني على تفاعل الشعب المغربي مع هذه المشاريع، مشيرًا إلى الإعجاب الكبير الذي لاقاه القطار فائق السرعة بفضل كفاءته وفعاليته. وأكد أن هذه النجاحات تمهد الطريق لمزيد من التعاون بين البلدين في المستقبل، بما في ذلك في مجالات تمويل المشاريع وتوريد القطارات.
وفي ختام مقاله، أشار السفير إلى أن المغرب قد يستمر في اختيار المزيد من الشركات الصينية لتنفيذ المشاريع المستقبلية في مجال السكك الحديدية، مما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويوفر فرصًا جديدة لتوسيع نطاق التعاون في هذا القطاع الحيوي.