حرائق كاليفورنيا تقتل 5 أشخاص وتجبر السلطات على إخلاء هوليوود
لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم في حرائق غابات اندلعت عند مشارف مدينة لوس أنجلس، لأمريكية، وفق ما أعلنت السلطات الأربعاء.
وما تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ في المناطق المتضررة، حيث لم تتم السيطرة على النيران حتى الآن.
وأدت الحرائق، التي اشتدت بفعل الرياح العاتية، إلى تدمير أكثر من ألف مبنى في محيط المدينة، ما أجبر عشرات الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم هربا من ألسنة اللهب.
وقال قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلس، روبرت لونا، في تصريح لإذاعة “كي إن إكس”: “أعلنا سابقا عن مقتل شخصين، لكن للأسف ارتفع العدد إلى خمسة مع تقدم فرق الإنقاذ في المناطق المتضررة”.
وأضاف: “الوضع لا يزال متقلبا للغاية، والحريق خارج السيطرة تماما. نحن نصلي ألا نعثر على المزيد من الضحايا، لكن لا أعتقد أن الوضع سيكون أفضل”.
وتواجه جهود السيطرة على الحرائق صعوبة بسبب الرياح القوية والجافة، التي تسببت في توسع رقعة النيران منذ اندلاعها يوم الثلاثاء.
وأوضحت مسؤولة الإطفاء كريستين كراولي، خلال مؤتمر صحفي، أن حريقا جديدا شب في منطقة هوليوود هيلز بلوس أنجلس مساء الأربعاء، مما دفع السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء إضافية، ليصل عدد الحرائق في المقاطعة إلى ستة.
ووجهت السلطات الأمريكية أوامر إلى سكان وسط منطقة هوليوود التاريخية بإخلاء منازلهم بعد اندلاع حريق جديد على بُعد مئات الأمتار فقط من جادة “هوليوود بوليفارد” الشهيرة.
وقالت مديرية الإطفاء في لوس أنجلس “تهديد فوري للحياة. هذا أمر قانوني بالمغادرة الآن. المنطقة محظورة قانونا أمام العامة”.
لا تزال الحرائق مشتعلة دون أن تتمكن فرق الإطفاء من تحقيق أي تقدم في احتوائها، وفق ما أكده المسؤولون.
وذكرت تقارير أن التيار الكهربائي انقطع عن قرابة مليون منزل وشركة في المقاطعة، فيما تقرر إبقاء المدارس مغلقة حتى يوم الخميس على أقل تقدير.
وتفاقمت الأزمة بعد اندلاع أربعة حرائق أصغر إلى جانب حريقين كبيرين، ما أدى إلى استنزاف الموارد المخصصة لمكافحة النيران.
وتعمل فرق الإطفاء على مدار الساعة للسيطرة على الحرائق وسط ظروف جوية صعبة، فيما دعت السلطات السكان في المناطق المهددة إلى الامتثال الفوري لأوامر الإخلاء لضمان سلامتهم. ومع استمرار انتشار النيران، يتوقع المسؤولون أن تتفاقم الأضرار البشرية والمادية.
وقد ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلة كان مقررا أن يقوم بها إلى إيطاليا من 9 ولغاية 12 يناير الجاري، وذلك بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق الهائلة المستعرة في محيط لوس أنجلس.
وذكرت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان-بيار أن بايدن الذي توجه إلى لوس أنجلس الأربعاء “قرر إلغاء رحلته المقبلة إلى إيطاليا من أجل التركيز على إدارة كل نواحي الاستجابة الفدرالية في الأيام المقبلة”.
ويرى العلماء أن هذه الحرائق، التي اندلعت في غير موسمها المعتاد، تعكس نمطا متزايدا من الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة عالميا، وهي مرشحة للتفاقم خلال العقود المقبلة.
ويزيد من خطورة الوضع أن جنوب كاليفورنيا يعاني من غياب الأمطار منذ بداية موسم الخريف في أكتوبر.