يشهد قطاع المقاهي والمطاعم في المغرب أزمة خانقة تهدد استمراريته، نتيجة لارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل غير مسبوق، بما في ذلك حبوب البن والعديد من المواد الأساسية الأخرى. هذه الأزمة ليست مجرد ظاهرة محلية، بل هي انعكاس لتحديات عالمية تتجاوز حدود المغرب، وتدفع هذا القطاع الحيوي إلى حافة الانهيار.

الحسين زعيطر، عضو في الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، أكد أن الأزمة التي يمر بها القطاع ترجع إلى عدة عوامل اقتصادية عالمية، أبرزها التغيرات المناخية في الدول المنتجة للمواد الأولية، والتي أثرت سلباً على إنتاج العديد من السلع مثل حبوب البن. كما أضاف أن هناك عوامل أخرى ساهمت في زيادة التكاليف بشكل عام، مثل ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع تكاليف النقل، مما أثر بشكل مباشر على ميزانيات المهنيين في القطاع.

إلى جانب ذلك، زادت أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية مثل السكر، الحليب، والزيوت بشكل كبير، ما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ. هذه الزيادات جعلت العديد من أصحاب المقاهي والمطاعم في وضع صعب، حيث انخفض هامش الربح بشكل كبير لدرجة أنه أصبح من الصعب الاستمرار في العمل.

وأفاد الحسين زعيطر أن العديد من أصحاب المقاهي والمطاعم أصبحوا مضطرين إلى تقليص حجم نشاطاتهم أو حتى إغلاق محلاتهم بسبب الديون المتراكمة، والتي تهدد بمصادرة ممتلكاتهم. في ظل هذه الظروف، شدد على ضرورة أن تتخذ الحكومة إجراءات دعم خاصة وفعالة لحماية هذا القطاع الحيوي، الذي يعتمد عليه شريحة واسعة من المغاربة في حياتهم اليومية، من خلال توفير حلول مالية وتشريعية لضمان استمراريته.