لقاء مغربي إسباني بالرباط لبحث سبل تأهيل وتحديث قطاع اللحوم الحمراء
بحث رجال أعمال ومسؤولون مغاربة وإسبان، الثلاثاء بالرباط، سبل تأهيل وتحديث قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب، وذلك خلال لقاء نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة.
واستعرض المشاركون، في هذا الاجتماع، المؤهلات التي يتوفر عليها كل من المغرب وإسبانيا في مجال اللحوم الحمراء، مؤكدين على ضرورة تطوير هذا القطاع وتقويته من خلال التشجيع على الاستثمار في جميع سلاسله بغية تنويع العرض والتحكم في الأسعار.
وأبرز المشاركون أيضا، أهمية تطوير الشراكة والتعاون بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الإسبان بهدف تزويد الأسواق في البلدين والإستجابة لحاجيات المستهلكين وتنمية التبادل التجاري الثنائي، وكذا التخفيف من استنزاف القطيع المحلي الذي تضرر على إثر سنوات الجفاف.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة حسن صاخي، في كلمة له، أن سلسلة اللحوم الحمراء بالمغرب تكتسي أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والغذائي، حيث إنها تساهم في تلبية احتياجات المستهلك وخلق قيمة مضافة وفرص للشغل، إضافة إلى تزويد قطاع الصناعة الغذائية باللحوم الحمراء وكذا إمداد الصناعة التقليدية بالمواد الخام.
وبحسب صاخي فإن هذه المؤهلات التي يتميز بها قطاع اللحوم الحمراء سواء من الناحية الغذائية أو الصناعية تؤهله لأن يصبح قطبا استثماريا جذابا بامتياز. وسجل أن المغرب وإسبانيا يتوفران على مؤهلات وإمكانات هامة في هذا المجال ينبغي استغلالها واستثمارها على النحو الأمثل بهدف خلق الثروات ومزيد من فرص الشغل.
وأضاف صاخي أنه “إسهاما منا في تأهيل وعصرنة قطاع اللحوم بجميع سلاسله، من خلال الإتفاقيات التجارية التي سيتم إبرامها بين الفاعلين الاقتصاديين”، ينبغي التعريف بهذه المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب وإسبانيا في مجال اللحوم الحمراء من خلال تنظيم ملتقيات ومعارض قطاعية ولقاءات منتظمة وكذا التفكير في خلق آلية للتشاور والحوار بين المستثمرين لتطوير صناعة اللحوم وتحقيق التنمية المنشودة.
من جهته، قال خوسي فريغولس رئيس الجمعية الإسبانية لإنتاج اللحوم، إن هذا اللقاء، الذي يعقد بحضور 11 شركة إسبانية، يندرج في إطار استكمال الاستعدادات لانطلاق عملية تصدير اللحوم الحمراء من إسبانيا إلى المغرب.
وأبرز فريغولس، في تصريح للصحافة، أن الحكومة المغربية توفر تسهيلات لمصدري اللحوم الحمراء الإسبان، معتبرا أن هذه الخطوة تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لاقتصاد البلدين.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ العديد من التدابير لتسهيل عمليات التصدير، وخاصة في ما يتعلق بالمجال الجمركي، فضلا عن التواصل مع المصدرين للشروع في عملية التصدير.
من جانبها، أبرزت سوزانا باركين ممثلة وزارة الفلاحة بكتالونيا أهمية مثل هذه اللقاءات، مشيرة إلى أن الهدف يتمثل بالخصوص في تعزيز العلاقات التجارية مع الجانب المغربي في مجال إنتاج اللحوم الحمراء.
وأبرز نائب رئيس مجلس المستشارين حسن حداد، من جانبه، أن المغرب بذل بمجهودات لكبيرة لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في ما يخص اللحوم الحمراء، لكن مع أزمة كوفيد-19 وتوالي سنوات الجفاف حدث اضطراب في إنتاج اللحوم الحمراء، ما دفع الحكومة لاتخاذ مجموعة من التدابير.
وأشار حداد، في كلمة له، إلى أن البرلمان المغربي يدعم العمل المشترك بين الجانبين المغربي والإسباني لتطوير قطاع اللحوم الحمراء، مبرزا أهمية التحفيزات الجمركية في عملية الاستيراد وكذا حرص الفاعلين الإسبان على أن تكون الأسعار تنافسية. ويأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار تنمية العلاقات الاقتصادية وتطوير الشراكة والتبادل التجاري بين البلدين في أفق إبرام اتفاقية ثنائية تسمح بتصدير اللحوم الإسبانية الحمراء نحو المغرب. وتضمن اللقاء كذلك، عقد اجتماعات ثنائية بين ممثلي مقاولات ومسؤولين من كلا البلدين.
وتجدر الإشارة إلى اللقاء تميز أيضا، بحضور فاعلين اقتصاديين رائدين في قطاع اللحوم الحمراء بإسبانيا، بالإضافة إلى ممثلي شركات رائدة في قطاعي الأغنام والماشية بكاتالونيا، وكذا فاعلين في الصناعات الغذائية والفلاحية وجمعيات مهتمة.