الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
أكد الدكتور محمد الغالي عميد كلية العلوم القانوينة والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، أن القبيلة تثير اشكالات معرفية مرتبطة بحقل علم السياسة والسوسويولوجيا بالدرجة الأولى، بالنظر لطبيعة الأسئلة المرتبطة بها من سؤال الولاء للقبيلة أم للدولة، وأن هذا الأخير يحضر بثقله كلما كانت الدولة رخوة البناء كحالة اليمن التي استطاعت القبيلة كسب الولاء لصالحها والعراق الذي أصبح فيه الولاء للطائفة، مما يعني معه أن الدولة كلما عجزت عن القيام بالمتعين لفائدة مواطنيها إلا واتجه فيه منسوب الولاء لصالح القبيلة كمكون روحي.
الدكتور الغالي، الذي خص ندوة “دور الدبلوماسية الموازية للقبائل في خدمة الوحدة الترابية” ضمن فعاليات منتدى شيشاوة للثقافة والفنون في دورته 16 والتي احتضنتها القاعة الكبرى لعمالة اقليم شيشاوة، يوم الخميس 17 أكتوبر، أن الدولة المغربية بموقعها الجيواستراتيجي حاضنة لجميع مكونات الأمة، لتبقى المسؤولية على المواطنين لتقوية وتوطيد اللحمة الوطنية كل من موقعه ومسؤولياته الأخلاقية وفقا لتعبيره.
واسترسل ذات المتحدث بأن القبيلة عصية على الفهم في وقت سابق عن الاستعمار الفرنسي والاسباني الى أن خصص هذا الأخير لذات الغرض باحثين اثنوغرافيين وانثربولوجيين في اطار الدراسات الكولونيالية لشمال افريقيا والتي وجهت كلها لفهم المكونين الروحي والمادي المميزين للمغرب.
وكشف ذات المتحدث، أنه في سياق الربيع العربي والتتبع الحثيث لسرعة الوقائع والأحداث الجارية في القطر العربي، أكد الدكتور عزمي بشارة عضو الكنيست الاسرائيلي السابق والخبير الاستراتيجي، أن المغرب يبقى الدولة العربية الوحيدة التي لا يمكن الخوف عليها أمام التطورات الجيواستراتيجية، بفضل الملكية التي تعرف كيفية توظيف البعدين الروحي والمادي على حد توصيفه.
ودق الدكتور الغالي ناقوس خطر الحد السلبي للتكنولوجيا الرقمية، وما يمكن أن تشكله من تهديد حقيقي لمكون القبيلة في المستقبل، حيث أجيال اليوم منغمسة في ضالتها الروحية والنفسية، وما يعنيه ذلك من تهديد لقيم روحية ومادية تبقى خصوصية خالصة لمكون القبيلة، كقيمة الكرم. وعلاقة بالجبهة الداخلية لكيان الأمة المغربية أكد الدكتور الغالي أنها متراصة ولن يتسرب اليها ما قد يشوشها، وأن هذا الدفع يستند على معطيات واقعية وموضوعية قوية وعلى رأسها امارة المؤمنين الضامنة للحمة الداخلية، وأن دعوة جلالة الملك الى الانتقال من التدبير الى التغيير في قضية الوحدة الترابية يحمل أكثر من دلالة وجب التقاطها وفهم عمقها.