شارك الوزير نزار بركة الامين العام لحزب الاستقلال، بالمحمدية اليوم الجمعة، في لقاء مفتوح مع عدد من الشابات والشباب المشاركين في الجامعة الصيفية للشباب التي تنظمها جمعية الشبيبة المدرسية وجمعية التربية والتنمية والجامعة الوطنية للتخييم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والتي أطلق على هذه الدورة اسم الفقيد الحاج محمد أفيلال القائد العام المؤسس لمنظمة الكشاف المغربي، وذلك تحت شعار “مغرب الأمل .. مغرب المستقبل”، وذلك بحضور عدد من أطر ومناضلات ومناضلي وبرلمانيي حزب الميزان ومشاركة قيادات ومناضلي منظمة الشبيبة الاستقلالية وجمعيتي الشبيبة المدرسية والتربية والتنمية.

وأبرز نزار بركة بهذه المناسبة أن المغرب مقبل على طموحات إرادية كبرى خلال السنوات القادمة وهذه الطموحات لا يمكن أن تتحقق وتنجح دون أن يكون الشباب هو الحَامل والمحتضن لها، وهو ما أكد عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب العرش السنة الماضية حين دعا جلالته إلى مشاركة حقيقية وفعالة للشباب، قائلا “فكلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات، فالشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم، فقد قدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي”. (انتهى النطق الملكي).

واكد بركة على ان حزب الاستقلال يعتبر الشباب هو الحاضر والمستقبل، ودائما ما يراهن عليه لأن الشباب هو من شكل النواة الأولى للحركة الوطنية وساهم في بناء مغرب الاستقلال والمؤسسات، ويعتبره هو مفتاح أي تطور أو تنمية منشودة، وهو يعكس أهمية دور الشباب في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا فالشباب هم أمل الوطن وحاضره ومستقبله وعماد بنائه ونمائه والرهان على طاقاتهم ومؤهلاتهم وكفاءاتهم وتموقعهم الطبيعي والفعال داخل المجتمع والانخراط في مسار تطوره.

واستحضر الامين العام لحزب الميزان خلال اللقاء مجموعة من القيم الفضلى والتي مررها ولا يزال يمررها الحزب للشباب من خلال منظماته الموازية والجمعيات المنضوية تحت لوائها في كل ما يتم انتاجه من أفكار واقتراحات بالإضافة إلى ما يقدمه من حلولٍ ومبادراتٍ داخل الحزب خدمة لمصلحة الوطن ومصالح المواطنات والمواطنين، معتبرا أن كل الأدوات والوسائل متوفرة داخل الحزب من أجل إدماج وتأطير ومساعدة الشباب على التطور ومواجهة التحديات.

وشدد بركة خلال كلمته على ان  الراحل علال الفاسي الذي كان في طليعة المدافعين عن الشباب المترافعين على قضاياهم المؤمنين أشد الإيمان بطاقاتهم وقدراتهم في بناء ونماء الوطن وخير دليل على ذلك “الألوكة التاريخية” التي وجهها علال الفاسي إلى مؤتمر الشبيبة الاستقلالية التأسيسي المنعقد بفاس من 25 إلى 29 مارس 1956، مقدما النصائح ومذكرا بالخصال الحميدة وفضائل التحلي بالروح الوطنية للنهوض ببناء الوطن، ومما جاء فيها: “على منظمات الشباب الاستقلالي أن تعمل على تكوين أفرادها…مستنيري الذهن، طيبي القلوب، مليئين بالحيوية…شاعرين بالمسؤولية، متحملين لأعباء الواجب، …متناسين أنفسهم في الخدمة الاجتماعية، مقاومين للجهل والأمية، ناشرين للفضيلة والحرية.”

وفي هذا السياق، تأسف نزار بركة للمظاهر المؤلمة التي شهدتها مدينة الفنيدق من أجل وهم غير موجود، حيث من الضرورة الاحتياط من وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الضبط والتتبع وكذا التريث وعدم الانسياق وراء الاشاعات والوهم وكل ما هو عدمي وتيئيسي.

واضاف بركة ان الظرف الحالي ظرف خاص مليء بالتحديات والإكراهات التي أفرزتها الظرفية الاقتصادية غير الملائمة الناتجة عن تداعيات الجفاف الذي تشهده بلادنا للسنة السادسة تواليا، وهو ما تم استغلاله لإحباط الشباب وإدخالهم في مرحلة الشك والعدمية. لكن الحكومة تعمل على أن يجد شباب المغرب مستقبله داخل بلاده وأن تتحسن ظروف عيشه، كما تعمل انطلاقا من مسؤوليتها السياسية والاجتماعية، على تجاوزه من خلال وضع مخطط جديد للتشغيل سيمكن من توفير فرص جديدة ومهمة والحفاظ عليها وكذا تعزيز قدرات التشغيل العمومي عبر الرفع من الاستثمار العمومي والخاص وفتح أوراش هيكلية جديدة بهدف إخراج المواطنين من براثن الفقر والهشاشة.

هذا المخطط الذي يتم العمل على تنزيله يروم التركيز على الشباب العاطل والنساء وعلى مساعدتهم وتطوير قدراتهم وتكوينهم لولوج ميدان الشغل وهو ما سيمكن من تقليصٍ الفوارق الاجتماعية والمجالية ترسيخا لأسس الدولة الاجتماعية وتحقيق الإنصاف الاجتماعي والمجالي.