ويهدف هذا المؤتمر، المنظم لأول مرة بالقارة الافريقية، بمبادرة من مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، إلى خلق فضاء لهؤلاء الأطباء ذوي الكفاءات الدولية حول هذا التخصص، وإلى تبادل التجارب والتقنيات الحديثة في جراحة التشوهات الخلقية للقلب لدى الأطفال، نظرا لتعقيد هذه التشوهات وقلة الكفاءات الطبية والتمريضية، وارتفاع تكلفة الأجهزة البيو طبية اللازمة لإنجاح هذا النوع من العمليات.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية العالمية لجراحة التشوهات الخلقية للقلب عند الأطفال واستشاري جراحة قلب الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمملكة العربية السعودية، البروفيسور زهير الهليس، إن “أعضاء هذه الجمعية يلتئمون مجددا بعد تجاوز العالم الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد، لدراسة المستجدات العلمية حول أمراض التشوهات الخلقية للقلب عند الاطفال، التي تعد من الأمراض الشائعة، وتتطلب تشخيصا مبكرا، لأن تأخر العلاج تكون له نتائج غير جيدة”.
وأوضح الهليس، في تصريح للصحافة، أن هذا الملتقى يشكل مناسبة لمناقشة كيفية التشخيص المبكر والنتائج المرجوة من العلاج، علاوة على بحث سبل التعاون بين الخبراء الأعضاء بهذه الجمعية العالمية مع نظرائهم الأفارقة لتحسين مستوى العلاج، والاطلاع على أفضل الطرق لعلاج الاطفال بشكل خاص، كاشفا أن عددا من البلدان الافريقية “لا تتوفر على الامكانات لعلاج المرضى الذي يعانون من هذه الأمراض، مما يحتم إرساء تعاون دولي يمكن هؤلاء الأطفال من العيش بشكل طبيعي”.
ومن جهته، قال رئيس الجمعية الإفريقية لطب الأطفال وجراحة القلب الخلقي، فرانك إيدوين، في تصريح مماثل، إن “الأمر يتعلق باجتماع بالغ الأهمية”، موضحا أن هذه الهيئة العالمية تجتمع للمرة الأولى بإفريقيا، وبمراكش تحديدا، مما يجعل هذا المؤتمر يكتسي صبغة هامة بالنسبة لهذه القارة.
وأضاف أن مؤتمر مراكش يتيح الفرصة لمناقشة الاشكالات التي يواجهها الأطباء في علاج أمراض القلب عند الأطفال، معربا عن أمله في أن يتوصل هذا الملتقى العلمي إلى ارساء نهج جديد حول كيفية مقاربة أمراض القلب عند الاطفال بإفريقيا.
كما أشار إيدوين إلى أهمية لقاءات من هذا القبيل ليس فقط بالنسبة للمغرب، بل للقارة الإفريقية برمتها.
ومن جانبه، أوضح رئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، البروفيسور ادريسي بومزبرة، أن هذا المؤتمر يروم فتح نقاش واسع بين الأخصائيين من مختلف القارات، حول المواضيع ذات الصلة بالتشوهات الخلقية عند الاطفال، التي تطرح مشاكل بالأخص في البلدان النامية، بما فيها العديد من البلدان الافريقية.
واشار الى أن هذا الملتقى العلمي يشكل فرصة لتبادل الآراء لتحسين نتائج العمليات التي تجرى للأطفال الذين يعانون من هذه الأمراض، مبرزا أن المشاركين في هذه التظاهرة سيتطرقون إلى رباعية فالو وروماتيزم القلب لدى الأطفال، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تطبيقية بكلية الطب والصيدلة.
وأوضح البروفيسور بومزبرة أن المشاركين في المؤتمر سيتناولون كيفية بناء مراكز جديدة في البلدان ذات الدخل المحدود والسبل الكفيلة لتعاون البلدان المتقدمة في هذا المجال مع نظيرتها التي لديها مجموعة من المرضى الذين يعانون من هذه التشوهات، مؤكدا أن المغرب حقق تقدما ملموسا في هذا الميدان على المستوى الافريقي.
وأضاف، في هذا الصدد، أن المملكة تعد من البلدان القلائل في القارة المتوفرة على كفاءات قادرة على إجراء عمليات جراحية متطورة، سواء لدى الكبار أو الأطفال، وذلك لكون كليات الطب بالمملكة تسهر على تكوين أطباء متخصصين في هذا الميدان، فضلا عن العدد الهام من الأطر بالقطاع الخاص، والذي عرف تشييد مراكز مجهزة لإجراء عمليات، وعلاج مرضى التشوهات الخلقية للقلب.
ويتناول المشاركون في هذا المؤتمر ثلاثة مواضيع أساسية، تتمثل في العلاج الجراحي ومتابعة رباعية فالو، مع التأكيد على الخاصيات التي تتميز بها البلدان ذات الدخل المحدود، والعلاج الجراحي لروماتيزم الصمام الثنائي الشرف، وما يحتاجه من خبرة دقيقة لإصلاحه عند الأطفال، وكيفية تأسيس وتدبير مراكز لجراحة القلب عند الأطفال في البلدان ذات الدخل المحدود، خاصة بالقارة الافريقية.
وتجدر الإشارة الى أنه من أجل إضفاء طابع تطبيقي على هاته العلاجات تم، أمس الأربعاء، تنظيم ورشتين لعلاج رباعية فالو وروماتيزم الصمام الثنائي الشرف عند الأطفال.