فلاحو ومربو الماشية باقليم السراغنة يثيرون تأثير الجفاف على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ويطالبون بتوفير مواد العلف والزيادة في حصة الشعير المدعم
محمد لبيهي – مراكش الآن
يعيش فلاحو معظم المناطق البورية باقليم قلعة السراغنة بسبب تداعيات الجفاف أوضاعا اقتصادية متازمة، ما سيكون له انعكاس سلبي على حالاتهم الاجتماعية، وهو مااصبح يتطلب من المصالح المركزية لوزارة الفلاحة، اتخاذ تدابير مستعجلة لمواكبة الفلاحين ومربي الماشية من اجل توفير الاعلاف، وتقديم مساعدات، للتخفيف من معاناتهم اليومية وانقاذ منتوجات حقولهم خلال هذه الفترة من السنة التي تعرف فيها المنطقة ارتفاعا ملحوظا لدرجة الحرارة،مقابل معاناتهم من مياه السقي التي توقفت منذ شهر شتنبر من السنة المنصرمة والى اليوم،بسبب تراجع حقينة السدود.
ونبه بعض المهتمين بالقطاع الفلاحي وتربية المواشي في اتصالهم بالجريدة الالكترونية “مراكش الآن”، من خلال اتصاله بالجريدة، الى الاوضاع الصعبة التي يواجهها الفلاحون الصغار والكسابة على حد سواء، جراء ضعف التساقطات المطرية التي سجلها الموسم الفلاحي الحالي، والتي انعكست بشكل كبير على الاراضي المزروعة والمساحات المغروسة باشجار الزيتون التي يشتهر بها اقليم قلعة السراغنة. مبرزين ان الوضعية الحالية للاراضي المغروسة بالاشجار المثمرة والخضر، تعاني بشكل كبير من قلة وانعدام مياه السقي، نتيجة الوضعية المتازمة للسدود التي تزود المنطقة بهذه المادة الاساسية، وهو مااصبح يشكل ثقلا كبيرا ومصاريف اضافية على الفلاحين الذين يواجهون صعوبات كبيرة جراء الجفاف الذي اثر على المزروعات، فيما اعتبر اخرون ان اقليم قلعة السراغنة يعتبر منكوب فلاحيا، واصبح يتطلب اهتماما وتدخلا عاجلا من لدن المصالح المركزية المسؤولة على القطاع الفلاحي.
في السياق ذاته، تفيد معطيات الغرفة الفلاحية بجهة مراكش اسفي، ان حجم الضرر الذي لحق زراعة الحبوب باقليم قلعة السراغنة، يتجاوز الثمانين في المائة، مقارنة مع انتاج الموسم الفلاحي لماقبل الموسمين الاخيرين.
واستنادا الى المعطيات التي استقيناها من بعض الفلاحين، فان قطاع الفلاحة وتربية المواشي، تاثرا بشكل مباشر بسبب التراجع الكبير لانتاج المحصول في مايتعلق مثلا بالحبوب، وبشكل غير مباشر، من خلال توقف نشاط الاسواق الاسبوعية خلال فترة انتشار الجائحة والتي تعتبر ملتقيات للبيع والشراء في المنتوجات الفلاحية ورؤوس الماشية ومواد العلف، وهو مايفسر الركود الذي عاشته معظم المناطق المغربية منذ مدة طويلة جراء تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وتأثير الحرب الأوكرانية الروسية، مما تسبب في ارتفاع أسعار مختلف انواع الحبوب، ومواد اعلاف الماشية.
الى ذلك طالب احمد البولغيتي فلاح بدائرة العطاوية، من مسؤولي وزارة الفلاحة باعادة تنفيذ برنامج محاربة اثار الجفاف، وتمكين المراكز الفلاحية من الكميات الكافية من الاعلاف المدعمة، وتقديم دعم للفلاحين الصغار بالاراضي البورية والاراضي السقوية، والزيادة في حصص مياه السقي خلال الدورة السقوية القادمة لانقاذ اشجار الزيتون التي تشكل موردا اساسيا لمعظم فلاحي اقليم قلعة السراغنة.
في السياق ذاته طالب فلاحون ومربو الماشية من المصالح المسؤولة عن توزيع حصص الشعير المدعم، بالزيادة في الكمية المخصصة لدوائر اقليم قلعة السراغنة، باعتبار ان المنطقة تتوفر على عدد من مربي رؤوس الابقار والاغنام.
وقال فلاحون ومربو الماشية في تصريحات تتعلق بعملية توزيع الشعير المدعم، ان الكمية المخصصة لاقليم قلعة السراغنة والمحددة في المرحلة الاولى في سبعين الف قنطار، بقدر ماهي مهمة فانها لن تستجيب لجل طلبات الكسابين الكبار.
واوضح المتحدثون ان عملية البيع والتوزيع واعتبارا للظرفية الاقتصادية الصعبة التي يعرفها اقليم قلعة السراغنة، اصبحت تتطلب من السلطات المحلية والمصالح المسؤولة عن مراقبة بيع مواد العلف الصرامة لتحقيق اهدافها المنشودة من طرف مسؤولي الوزارة الوصية على قطاع الفلاحة وتربية المواشي، وفق ماسبق وان تعهد به الوزير محمد الصديقي في اجتماع لجنة القطاعات الانتاجية بمجلس النواب حول برنامج الحكومة لمواجهة اثار تداعيات الجفاف، والذي اكد فيه “ان وزارته ستراقب عملية البيع للفلاحين، بمعية مسؤولي وممثلي وزارة الداخلية من اجل تفادي اي تجاوزات وان الفلاحين فقط هم من سيستفيدون من هذا الدعم”.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات اعلن بان الوزارة ستتكفل كذلك بنقل الشعير الى المناطق البعيدة والنائية، حتى لا يرتفع سعره مشيرا الى ان عدد من الفلاحين يجدون صعوبة في النقل.