ويندرج إطلاق هذه المشاورات على صعيد إقليم الرحامنة في إطار مسعى يهدف إلى أن يجعل من مدرسة الجودة أولوية كبرى، ورافعة للإنصاف وتكافؤ الفرص.
وتميز اجتماع العمل هذا، الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش – آسفي، بشراكة مع عمالة إقليم الرحامنة، بمشاركة منتخبين، وجمعيات المجتمع المدني المحلية، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، ومسؤولي مؤسسات أكاديمية، وفاعلين في المجال الرياضي والثقافي والفني وممثلين عن القطاع الخاص، الذين ناقشوا دور المدرسة في تطوير محيطها، واعتباره عاملا أساسيا في زيادة جاذبيتها.
وأكد عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينان، في كلمة بالمناسبة، إن “هذه التظاهرة تندرج في إطار سلسلة من اللقاءات التشاورية مع كافة الفاعلين المعنيين، قصد الانصات لكافة المكونات الترابية المرتبطة بمحيط المدرسة من خلال النقاش البناء والمندمج، وكذا تقديم مقترحات ملموسة لتنفيذ هذا المشروع المجتمعي”.
وأضاف أن جميع الأطراف المعنية مدعوة، في إطار هذه الدينامية، “للمساهمة في هذا النقاش الترابي من أجل تعبئة الطاقات وتفعيل الإرادات وتنسيق الجهود لتحقيق هذا الحلم الجماعي الوطني النبيل، لمدرسة ذات جودة للجميع”.
ودعا، في هذا الاتجاه، إلى نقاش هادئ وشامل، من شأنه أن يمكن من صياغة مقترحات ملموسة لتنفيذ هذا المشروع الجماعي، مبرزا أن هذا المشروع يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، في إطار ممارسة مسؤولية جماعية، تروم التفعيل الأمثل لمختلف أوراش إصلاح منظومة التربية.
من جهته، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش- آسفي، أحمد كريمي، إن المرحلة الترابية للمشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية، تهدف إلى إغناء خارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية، وضمان نجاح واستدامة تفعيل ميكانيزمات تحول المدرسة المغربية.
وأضاف كريمي، في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء الأول، الذي يجمع كافة الفاعلين المحليين والترابيين، “يهدف أيضا إلى الخروج بأفكار مبتكرة ومقترحات طموحة لنبني سويا هذا المشروع المجتمعي المشترك، المتمثل في مدرسة الجودة للجميع”.
وألقى كريمي، خلال هذا اللقاء، عرضا حول خارطة طريق إصلاح منظومة التربية الوطنية برسم الفترة 2022- 2026، الرامية إلى توفير الظروف الملائمة للطفل، الكفيلة بتمكينه من اتمام تمدرسه الإجباري، بعد أن يطور ويكتسب المهارات والقدرات الضرورية لتحقيق إمكاناته الكاملة، مع الاستفادة من الدعم الاجتماعي للدولة والشركاء المنخرطين في نهج شامل.
وتضمن برنامج هذا اللقاء الترابي، أيضا، ورشات حول عدة مواضيع، من بينها “دور مدرسة الجودة في تنمية الجماعة الترابية”، و”دعم الجماعة الترابية للمدرسة”، و”الالتقائية بين طموح الجماعة الترابية وطموح المدرسة”.
يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كانت قد أطلقت استشارة وطنية من أجل تعليم ذي جودة للجميع، حيث تم، من شهر ماي إلى يونيو 2022، فتح العديد من فضاءات التفكير والنقاش والبناء المشترك أمام جميع الأطراف الفاعلة في هذا القطاع، سواء على الصعيد الوطني أو بمشاركة مغاربة العالم. مع اقتراح سلسلة من التدابير للنقاش العام، والتي شكلت ثمار العمليات السابقة الهادفة إلى تحسين النظام التعليمي الوطني، وذلك بغية خلق بيئة تعليمية ملائمة، سواء بالنسبة للمتمدرسين أو بالنسبة لأطر هيئة التدريس الذين يطورون أداءهم في مؤسسات حديثة.
يشار إلى أن هذه المشاورات الوطنية ستعرف عقد ما يقرب من 6200 مجموعة تركيز على المستوى الوطني، و82 لقاء ترابيا على مستوى العمالات والأقاليم، وحضور أكثر من 150 ألف مشارك في مختلف ورشات العمل المنظمة، بالإضافة إلى فتح منصة إلكترونية أمام مساهمة جميع المواطنين، بما فيهم مغاربة العالم www.madrastna.ma.
ويهدف هذا التنظيم العام للمشاورات إلى ضمان الجودة في القرارات التي ستتخذ، والوقوف على الممارسات المبتكرة، وكذا مختلف الفاعلين حول ضرورة وجدوى التغييرات التي سيتم إعمالها مستقبلا، حيث يظل الهدف هو أن رسم معا مسارا لتنفيذ إصلاح مبتكر لمدرسة الجودة.