ويأتي هذا الاجتماع التحضيري في إطار الاستعدادات للمؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار (CONFINTEA VII)، الذي سينظم، بمدينة مراكش، خلال الفترة من 15 إلى 17 يونيو المقبل، تحت عنوان “تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة: جدول أعمال تحويلي”، وسيجمع الأطراف المعنية، من جميع أنحاء العالم، لتشكيل مستقبل تعلم الكبار وتعليمهم خلال العقد المقبل.
وتوخى الاجتماع، الذي عرف مشاركة عدة فاعلين تتقاطع رؤاهم بخصوص قضية تعلم الكبار والتعلم مدى الحياة، حسن استغلال الطفرة التكنولوجية وتقنيات الإعلام والاتصال بما يفعل مقتضيات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
وقال عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، في كلمة بالمناسبة، إن “مدينة ابن جرير عاصمة إقليم الرحامنة سطرت لها منذ مدة مهمة محورية تتمثل في التموقع كقطب تكنولوجي ومعرفي ومبتكر بامتياز على الصعيد الوطني، بغرض النهوض بالتربية والتكوين كعنصر أساسي في كل تنمية مستدامة”.
وأوضح بوينيان أن هذا العمل الدؤوب أثمر إدراج المدينة ضمن برنامج مدن التعلم لليونسكو في شتنبر من سنة 2020، مشيرا إلى أن هذا الالتزام الدولي يعد نتيجة منطقية للجهود التي بذلت، في تعاون وثيق، من قبل كل الفاعلين الذين يؤمنون بالعمل والمثابرة والانخراط بغرض تحقيق التميز.
وكشف عامل إقليم الرحامنة، أن هذا الانخراط التام، الذي يتسق مع ما تقتضيه الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لفاعلين مؤسساتيين آخرين، (من قبيل القطاعات الوزارية، والجماعات الترابية، والخواص، والمكتب الشريف للفوسفاط)، “مكن مدينة ابن جرير، في وقت وجيز، من التوفر على بنية تحتية جامعية هامة تعد من الأنجع على الصعيد العالمي”، لافتا إلى التعبئة التامة من أجل وضع التنمية التكنولوجية في خدمة المواطن.
وخلص بوينيان، إلى أن الاجتماع التحضيري الأول للمؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار، الذي يحمل شعار “دور تكنولوجيا المعرفة والابتكار في النهوض بالتعلم مدى الحياة في مدن التعلم”، يشكل مناسبة “لتقاسم ممارساتنا الجيدة وتجاربنا في مجال التعلم، مع الاستلهام من تجارب مدن التعلم الأخرى، لاسيما مدينة بواكي بكوت ديفوار”.
من جهتها، أبرزت أدلين كارطون، مسؤولة الشؤون الأكاديمية – بقطب العلم والتكنولوجيا – بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، حصافة اختيار موضوع الاجتماع التحضيري الأول للمؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار.
وأوضحت كارطون أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، التي تنهض بمهام البحث العلمي، ترتكز على عدة وسائط بغية ضمان استدامة التعلم، وتنخرط في أنشطة متعددة في هذا الباب، انطلاقا من التعليم الأولي إلى غاية التعليم العالي، مشيرة إلى أنها تعمل أيضا على إذكاء حس ريادة الأعمال لدى الطلبة، بما توفره من علوم وفنون، من شأنها تيسير ولوجهم إلى الحياة النشطة.
وقالت إن ابن جرير كمدينة تنتمي لشبكة اليونسكو لمدن التعلم، مدعوة إلى توثيق صلاتها مع الجامعة، التي تعد فاعلا محوريا يتملك ناصية مواضيع الابتكار، لافتة إلى التمظهرات الجلية لمدينة التعلم، من قبيل التبادل والتحاور والتماسك والمعرفة المستمرة.
من جهة أخرى، شكل هذا الاجتماع التحضيري مناسبة أيضا للتنويه بخلاصات تقرير النموذج التنموي الجديد في الشق المتعلق بالتربية والتكوين ومحاربة الأمية، والتنصيص على العدالة الاجتماعية والتضامن الدولي والاستدامة، بالنظر إلى التقدم المطرد للذكاء الاصطناعي، وما يوجبه من إيلاء اهتمام خاص لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز الوصول الشامل إلى تعلم الكبار وتعليمهم.
وتناول الاجتماع، الذي رام، كذلك، تقاسم التجارب بين مدينتي ابن جرير وبواكي، بغية استجلاء دور الفاعلين بشأنهما كمدينتي تعلم تابعتين لشبكة اليونسكو، مواضيع تتعلق بـ “مكانة تكنولوجيا المعرفة والابتكار في التعلم مدى الحياة لمدينة التعلم ابن جرير .. رؤى متقاطعة حول تجربة مدن التعلم”، و”دور فاعلي التنمية الحضرية في النهوض بثقافة التعلم مدى الحياة لمدينة ابن جرير”.