هذا ما قررته ابتدائية الرباط في الدعوى القضائية بوقف بث مسلسل ”فتح الأندلس” على القناة الأولى
علم من مصادر اعلامية، أنه تقرر تأجيل البث في الدعوى الإستعجالية الرامية إلى وقف بث مسلسل ”فتح الأندلس” المثير للجدل، لمدة 24 ساعة أخرى، أي أن المحكمة الابتدائية بمدينة الرباط، ستنظر في الملف، للمرة الثالثة، يوم غد الخميس 21 أبريل الجاري.
وقال محمد ألمو، دفاع رافعي الدعوى، إنهم تفاجئوا بتنصيب القناة الأولى لمحام، الذي التمس بدوره من المحكمة مهلة أسبوع في دعوى قضائية من المفروض أنها استعجالية، في وقت كانوا ينتظرون أن تدلي الجهة المدعى عليها بمذكرة جوابية بخصوص الدعوى.
وأكد ألمو، في حديث للصحافة، أنه أوضح للمحكمة؛ خلال مرافعته بصفته محاميا للطرف المدعي، في جلسة اليوم الأربعاء 20 أبريل الجاري، على ”أننا أمام قضية استعجالية يعتبر الزمن عنصرا أساسيا فيها وأن التأخير لمدة أسبوع من شأنه أن يعصف بالشكليات المسطرية وبمزايا المسطرة الاستعجالية”.
وأكد نفس المحامي أنه بغض النظر عن موضوع الدعوى، يفترض احترام وتمتيع المدعي بالإجراءات المسطرية، بمعنى وجب إدراج الملف في جلسات قريبة.
وأبرز أن المحكمة استجابت لملتمس هيئة دفاع القناة الأولى؛ لكن بمهلة 24 ساعة، أي أن الملف مدرج في جلسة تعقد غدا على الساعة 11 ونصف، لانتظار جواب المدعى عليه.
جدير ذكره، أن الفاعل الجمعوي رشيد بوهدوز، قد رفع دعوى قضائية تنص على أن المسلسل يتضمن مغالطات تاريخية، تمس تاريخ المغرب والمغاربة.
وكشف المحامي محمد ألمو من هيئة الرباط، أن المحكمة قررت التأجيل القضية إلى 21 أبريل حتى تعطي فرصة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لتقديم ردها المكتوب على الدعوى.
وقد لوحظ أن الشركة، في الجلسة الأولى، لم يمثلها محامي إنما اكتفت بتمثيلها في الجلسة من طرف موظف من الشركة.
واعتبر صاحب الدعوى أن مسلسل “فتح الأندلس” يتضمن عدة مغالطات تاريخية من شأن الاستمرار في نشرها وبثها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنون تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم.
وكشفت وثائق الدعوى القضائية، أن المسلسل يسيء لـ ”الامتداد التاريخي والجغرافي للوحدة الوطنية”، ذلك أن الشعب المغربي ” يعتبر سبتة ومليلية مغربية” في حين أن المسلسل يسوق لعكس ذلك.
كما أن المسلسل، وفق نص الدعوى، التي تكلف المحامي محمد ألمو بالترافع عنها، لم ”ينجح في تقديم صورة حقيقية عن طارق ابن زياد”، كما قدم شخصيات مغربية بشكل ”مهين وساذج عبر تصوير المغاربة كأتباع لموسى ابن النصير”.
وجاء في نص الدعوى أيضا أن ”المغرب عرف تاريخيا بهوية عمرانية متميزة؛ إلا أن تصوير أحداث المسلسل بمناطق في سوريا وتركيا أثر بشكل كبير على هذه الهوية حيث تبدو أغلب المشاهد بعمارة بيزنطية مشرقية؛ بالإضافة إلى “عدم مراعاة الخصوصية المغربية التاريخية في اللباس المستعمل في المسلسل، حيث أظهرت أغلب المشاهد المغاربة بلباس مشرقي في تغييب تام للمسة والتميز المغربي في مجال الملابس”.