اخبار جهة مراكش | الخميس 25 يونيو 2015 - 10:02

فضيحة..أستاذة تتهم زميليها بمؤسسة ابتدائية بعين إيطي بالتحرش الجنسي فتدينهما ابتدائية مراكش بثلاثة اشهر

  • Whatsapp

إيمان تيسي ـ مراكش الآن
يبدو ان قصيدة الشاعر احمد شوقي “المعلم” التي مطلعها “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا / أعلمت أشرف وأجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا” أكل عنها الدهر وشرب وكل معانيها ذهبت أدراج الرياح في يومنا هذا، وبذهابها فقد الاحترام المتبادل بين المعلم وطلابه وحوادث الاعتداء بين الطرفين المتتالية خير شهيد، لكن المصيبة الاكبر حينما تتكهرب الاجواء بين رجال ونساء التعليم وتصبح العلاقة بين الطرفين “مشبوهة” ويكثر فيها القيل والقال فأكيد ان سمعة المؤسسة التعليمية التي يعملون فيها ستنزل الى الحضيض، ناهيك عن التلاميذ الذين هم أمانة في عنقهم ومسؤولين منهم، كيف لا والمعلم هو صانع ومربي الاجيال ومن خلاله ينبت أفكار الشباب وينميهم ليكونوا رجال ونساء الغد.
فعندما يفقد المعلم احترامه ويشوه سمعته بأفعال وتصرفات غير مسؤولة ومشينة تسيء اليه بالدرجة الاولى، ضاربا بذلك واحدة من اهم صفات شخصية المعلم الناجح المتمثلة في الاتزان في السلوك داخل الفصل والمدرسة وحتى خارجهما، فيكيف له ان يصنع لنا شبابا محترما ومسؤولا وابناء قادرين على خدمة هذا الوطن؟
لتتضح الصورة أكثر، فإن الملف الذي نطرحه اليوم تمتزج فيه الوضاعة بالوقاحة فغابت فيه هيبة المعلم مربي الاجيال، ملف تتهم فيه استاذة بالسلك ابتدائي تدعى “نادية. الط” زميليها بالتحرش الجنسي وتحريضها على الدعارة، مع العلم ان زميليها لديهما سوابق قضائية وسبق ان حكم عليهما بالسجن شهرا موقوف التنفيذ في قضية أخرى غير التحرش، وتحمل مسؤولية ما يحدث بالمؤسسة من فوضى و”سيبة” الى مدير المؤسسة الذي كانت شهادته مضروبة لتناقضها امام الشرطة القضائية، رابطة السلوكات المنحرفة لزميليها بانتماء كل منهما لإحدى نقابات التعليم.
هذا الملف الذي يؤكد وبالملموس ان قطاع التعليم بالمغرب ليس بخير وان البعض ممن أؤتمنوا على تنشئة وتعليم ابناء هذا الوطن ليسوا أهلا لحمل هذه الرسالة، لازال معروضا على المحكمة، إذ من المقرر ان تبت فيه استئنافية مراكش، يوم الثلاثاء 8 يوليوز القادم، بعد حكم ابتدائي قضى بإدانة “محمد.الب” و”حسن. ب” زميلي الاستاذة “نادية” بالسجن ثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ لكل منهما وغرامة مالية قدرها 2000درهم بتاريخ 29 دجنبر 2014.
انطلقت فصول هذه القضية بداية شهر ماي 2014، حين تقدمت الاستاذة “نادية” وهي من مواليد سنة 1974 بمراكش متزوجة ولديها ثلاثة ابناء وتقطن بعين ايطي والمدرسة بمؤسسة ابتدائية تتواجد بنفس المنطقة، بشكاية الى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، تتهم من خلالها كل من “محمد. الب” و”حسن. ب” زميليها بنفس المؤسسة التي تدرس بها بالتحرش المباشر بكل أمنكة المؤسسة، وانهما يلاحقانها الواحد تلو الآخر ولا يتوانيان عن القيام بإيحاءات مستفزة (لها) يستشف من خلالها التحرش والتهكم والمساومات الرخيصة التي لا تستقيم ولا تمث بصلة بدور المعلم التربوي، حسب ما جاء في نص الشكاية، قبل أن تضيف انها تلقت تهديدات قوية من المشتكى بهما تروم وضعها بين خيارين إمام الانصياع لنزواتهما والرضوخ لطلباتهما داخل المؤسسة وإما التهديد بالتضييق على حرية المشتكية والزج بها في متاهات إدارية تحت ظل وغطاء الانتماء النقابي، دائما حسب نص الشكاية.
كما ان المشتكية “نادية” اكدت في شكايتها ان لديها شهود تؤكد صحة ادعاءاتها وطبعا هؤلاء الشهود هم اغلبهم مستخدمين بنفس المؤسسة، والتي من ابرزها شهادة المدعوة “مريم. اله” التي أكدت أن الاستاذ “حسن. ب” حضر منذ ثلاث سنوات الى السكن الوظيفي بالمؤسسة المذكورة والذي تقطنه رفقة اسرتها لزيارة الاستاذة “نادية” التي استقرت معهم لبضعة ايام بعد اصابتها بحروق، وبغرفة الضيوف جلس الى جانب “نادية”، حيث لمحته مصمما على مشاهدة مكان اصابتها رغم انه حميمي (فخديها) فرفضت المشتكية لكنه اصر على إزاحة الغطاء عنها فثارت غضبا في وجهه وتم طرده من المسكن. ايضا الشاهد “زين العابدين” وهو بائع سجائر بالتقسيط بجانب نفس المؤسسة اكد انه سمع يوما المشتكى به يقول ل”نادية” انه علم بامر علاقتها الغرامية باستاذ آخر ويتمنى ان يكون له حظ معها.
كما ان المشتكية تتهم “حسن” بانه كان كثيرا ما يخاطبها بكلام معسول ومرات كان يمسك بيديها دون سبب ويتعقبها بسيارته بعد مغادرتها المؤسسة ويعاكسها بكلمات الغرض منها تحريضها على الفساد والرضوخ لنزواته.
ومن جانبه، ينفي “حسن. ب” وهو من مواليد سنة 1955 المتزوج والاب لابنين والقاطن بعين ايطي، كل هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، معللا كل ذلك بأن زميلته “نادية” تكن له عداوة سببها الوقفة الاحتجاجية التي كانت ستنظم بتاريخ 25 شتنبر 2014 امام المؤسسة التعليمية التابعة لنيابة مراكش احتجاجا على المشاكل المفتعلة من طرف المشتكية، مضيفا ان جميع الاساتذة بالمؤسسة اصدروا بيانا استكناريا يضم اسماءهم وتوقيعاتهم للإعراب عن تضامنهم معه، كما انه قام بوضع شكاية ضد “نادية” لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش تفيد تعرضه للمضايقات والادعاءات الكاذبة للنيل من سمعته بالوسط المدرسي وخارجه التي تسببت له في مشاكل مع زوجته.
هذه الشكاية اكدت “نادية” ان الغرض منها هو “التغطية على تصرفاته والتملص من الجريمة بعد ان افتضح امره” وقد سارع الى وضعها بمجرد ما علم انها تنوي تقديم شكاية ضده لدى وكيل الملك، اما بخصوص البيان الاستنكاري اكدت ان تلك التوقيعات لا تعنيها لا من قريب ولامن بعيد فقط تم اقحام اسمها في الموضوع للنيل منها، مرجحة ان المعني بالامر استغل تلك التوقيعات وزميله المشتكى به “محمد” في اغراضهما الشخصية.
وعن اتهامات المشتكية لزميلها “محمد. الب”، صرحت ان هذا الاخير صدرت عنه مرات عديدة تصرفات وصفتها بالغريبة وفي نفس الوقت اكدت انها تحريض لها على الفساد وانه يرغب بربط علاقة معها، مستدلة على كلامها بانه ذات مرة فاجأها داخل الفصل مستغلا فترة الاستراحة وخروج التلاميذ فعمد إلى وضع يديه بأنحاء من جسدها كما امسكها بكلتى يديه لتشرع بالصراخ، الأمر الذي أثار انتباه زملائهم في العمل الذين حضروا إلى عين المكان، وهو ما أكده عون داخل المؤسسة، حيث قال: “انه سمع صراخ بالطابق العلوي ليجد الأستاذة “نادية” في حالة غير طبيعية وغطاء رأسها مزال من مكانه وشعرها غير منظم والمشتكى به “محمد” إلى جانبها”، وقد أخبرته أن الأخير أقدم على ضمها إلى صدره وتحرش بها، قبل أن يضيف انه سمع المشتكى به يعاكس “نادية” بعبارة: “واش منشوفوكش”، وفي المقابل نفى الأساتذة حدوث هذه الواقعة وباقي الاتهامات في حق زميليهما من خلال البيان الاستنكاري الذي ضم توقيعاتهم وأيضا حتى عند الاستماع إلى بعضهم كشهود أمام الشرطة القضائية.
كما اتهمت “نادية” زميلها “محمد” وهو من مواليد سنة 1959 متزوج وأب لابنين والقاطن أيضا بعين ايطي، بتعقبها على متن سيارته من باب المؤسسة في الوقت الذي كانت تمتطي دراجة نارية الى غاية قنطرة بلحداد بعين ايطي وطيلة الطريق يعاكسها مبديا اعجابه بها قبل ان يصر على ايقافها للتحدث معها وهو ما رفضته.
اتهامات اعتبرها المشتكى به كلها زائفة وانها مجرد ادعاءات واهية سببها الوقفة الاحتجاجية التي كان مقررا تنظيمها ضد زميلته في العمل “نادية” وايضا لكونه كان السبب في بناء حائط فاصل بين سكن الحارس الذي كانت تستغله في اوقات العمل والولوج الى المؤسسة.
كما ان الاستاذ “محمد” قام أيضا بتقديم شكاية الى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش ضد زميلته في العمل “نادية” يتهمها بالمضايقة والافتراء عليه للنيل من سمعته من خلال اطلاقها العنان لسيل الاتهامات ما اعتبره استفزازا وتهديدا له وقذفا في حقه ليطالب بفتح تحقيق في الموضوع.
ايضا الرسائل القصيرة كان لها دور في توجيه الاتهامات، خاصة بالنسبة لمربية الاجيال “نادية” التي كانت مصرة على معاينة هاتف زوجها من قبل مفوض قضائي حيث تم تحرير محضر بذلك، والتي كانت مرسلة الى زوجها لإخباره بانها تخونه ولديها علاقات غير شرعية متعددة مع غيره وانها “طايحة مع بوش وباقي تتمشيو عندو للدار في الشرف”، و”الى ولدت ولد سميه بوش والى ولدت بنت سميها شعيبية ايوا دير ADN لوليداتك..” و”شارك معنا أ.. في المسيرة لي غادي تبدا من المدرسة للولاية يوم الخميس بمشاركة الامهات والاباء والمعلمين والمديرين ضد نادية وعبد الكريم ايوا قول لها تطلب الانتقال قبل من الشوهة الكبيرة”، ورسائل اخرى بكلام نابي وبذيئ فضلنا عدم ذكرها، بهذا الاسلوب الساقط يتم اللجوء الى حل مشاكل تعيشها مؤسسة تعليمية وبهذه الطريقة يتحدث بها عن مربية اجيال قضت ازيد من 10 سنوات في قطاع التربية والتعليم.
امام تبادل الاتهامات وبذل كل طرف مجهوداته الخاصة لتلميع صورته للظفر بشهود يدعمون اتهاماته في مكان يفترض فيه ان يكون بعيدا عن مثل هذه السلوكات غير المسؤولة والتصرفات المشبوهة تحل لجنة تربوية الى مقر المؤسسة المذكورة للبحث والاستعلام حول الموضوع لمعرفة حقيقة ما يجري، حيث شرع كل طرف بتوجيه الاتهامات الى الاخر، وبما ان الامور لم تصلح بين الاطراف، يبقى الطريق الوحيد هو اللجوء الى حرب الشكايات كل يدلو بدلوه وفي سباق مع الخصم، كل ذلك والتلاميذ يتفرجون واولياء امورهم يستغربون ما آلت اليه اوضاع مؤسسة تعليمية وتربوية بالدرجة الاولى، ائتمنوا اطرها وإدارتها على تنشئة فلذات كبدهم وانباتهم نباتا حسنا.
وهكذا قررت المحكمة الابتدائية في جلستها العلنية ابتدائيا وحضوريا بتاريخ 29 دجنبر 2014، التصريح بسقوط الدعوى العمومية فيما يتعلق بجنحة التغرير بامرأة متزوجة، التصريح بمؤاخذة المتهمين معها من اجل المنسوب اليهما والحكم على كل واحد منهما بثلاثة اشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 2000 درهم مع جعل الصائر تضامنا بينهما والاجبار في الادنى، كما قضت نفس الهيئة في الدعوى المدنية الحكم على المتهمين معا بادائهما تعويضا ماليا قدره 10000 درهم لفائدة المطالبة بالحق المدني مع الصائر تضامنا والإجبار في الادنى، في انتظار ما ستقضي به استئنافية مراكش في جلستها المحددة بتاريخ 8 يوليوز المقبل.
وكان المتهمين “محمد” وحسن” قد حكمت ابتدائية مراكش بتاريخ 22 يناير 2008 علنيا وغيابيا، على كل واحد منهما بشهر واحد موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 1000 درهم مع تحميلهما الصائر والاجبار في الادنى بعدما ثبت في حقهما تهمة تبادل الضرب والجرح طبقا لمقتضيات الفصل 401 من القانون الجنائي، حيث اقر كل واحد منهما انه تعرض للضرب والتعنيف من الآخر.
ذلك ان “محمد” قام بالاعتداء على المدعو “حسن” بتاريخ 29 شتنبر 2006، حين كان بصدد ركن سيارته، وامام مرأى ومسمع التلاميذ وآبائهم وأمهاتهم شرع في ضربه وركله وسبه وشتمه بكلام نابي، ليتدخل بعض زملائهما ومدير المؤسسة المذكورة ويدخلانهما الى إدارة المؤسسة لتهدئة روعهما، ومع ذلك استمر “محمد” في إطلاق تهديدات بالقتل والتخلص من زميله “حسن”، لكن ذلك لم ينفع ليتبادلا الضرب والسب قبل ان يعمد “محمد” الى ضرب رأسه بالحائط ليتم الاتصال بسيارة الاسعاف، فتنطلق فصول تقديم الشكايات من الطرفين انتهت بحكم المحكمة الابتدائية الذي أدانهما معا.
تحرش جنسي وضرب وسب وقذف داخل مؤسسة تعليمية بين من قيل عنهم انهم أجل وأشرف لكونهم ينشئون انفسا وعقولا ويصنعون أجيالا، فكيف لهذا النوع من المعلمين ان ينير درب متعلم بامس الحاجة الى مثال يحتذى به.
فإذا صار من صفات المعلم الكذب والافتراء والخبث ضاعت هيبته وأكيد انه لن يصون الامانة ولن يؤدي الرسالة التي يحملها على عاتقه وبالتالي لن يزرع في المتعلمين لا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ.