اخبار جهة مراكش | الخميس 12 مارس 2015 - 03:15

قصص مؤلمة وصادمة..نساء مراكشيات تعرضن لـ”التشرميل” على يد أزواجهن

  • Whatsapp

marrakvchiat

إيمان تيسي ـ مراكش الآن

يبدو ان ظاهرة “التشرميل” بدأت تجد طريقها لدى الازواج الذين يريدون الانتقام من زوجاتهم اللواتي فكرن في يوم من الايام الانفصال عنهم لما يلي ذلك من تبعات قانونية خاصة أداء النفقة.

ففي الشهور القليلة الماضية وقع اكثر من اعتداء على زوجات مراكشيات، ما لشي إلا لأنهن طالبن بالطلاق بعدما ضقن ضرعا باهمال أزواجهن وتعنيفهن وعدم احترامهم للحياة الزوجية، ليختار هؤلاء الأزواج الطريقة التي يرونها الامثل لتشويه “جمال” زوجاتهم حتى لا يجرؤ على الاقتراب منهن اي شخص آخر بعد الطلاق، وبذلك يكونوا قد أشفوا غليلهم.

أزواج لم يجدوا غير السلاح الابيض “سكين” او شفرة الحلاقة للعبث بوجوه زوجاتهن على طريقة “النينجا” وتحويلها الى “لوحة” يترجمون عليها كل احقادهم وغضبهم، برسم جروح غائرة وعميقة يمينا وشمالا من الصعب ان تنمحي مع الوقت، لتبقى منحوتة على محياهن، وكلما رأت إحداهن في المرآة او مررت يدها على خدها تتذكر تلك اللحظة التي اعتدى عليها فيها زوج احتمت فيه معتقدة انه سيكون نعم السند والونيس، ولم تظن انه سيتحول الى “نينجا”.

تشرميل

الضحية “فاطمة الزهراء” البالغة 20 سنة “المشرملة” على يد زوجها بعد طلبها النفقة

كان آخر هذه الزوجات ضحايا “التشرميل” المدعوة “فاطمة الزهراء. ب”، اول امس الاثنين 9 مارس، اليوم الموالي لاحتفال المرأة بيومها العالمي، حيث اختار زوجها “زكرياء. م” ان يهنئها به على طريقته الخاصة، إذ اعتدى عليها بواسطة شفرتي حلاقة بالشارع العام بحي الموقف بالمدينة القديمة امام ذهول المارة.

وترجع أسباب هذا الاعتداء البشع، الذي تعرضت له “فاطمة الزهراء” الزوجة والام لطفلة الى صدرو مذكرة بحث من أجل اعتقال زوجها بناء على دعوى النفقة التي رفعتها ضده، الى جانب شكاية رفعتها ضده من اجل التهديد بالقتل، قبل شهرين، وكانت الضابطة القضائية قد استمعت الى الزوج، الذي التزم بعدم التعرض لأم طفلته ومعاودة تهديدها، إلا انه كان مصرا على الانتقام منها بواحدة من ابشع الطرق.
وحسب تصريحات الضحية ل”مراكش الآن”، فإن الزوج قرر، مساء اول امس، ان ينفذ جريمته، حيث تربص بها وهي عائدة من عملها باحد دور الضيافة بحي باب دكالة في اتجاه منزل اسرتها حيث تقيم رفقة ابنتيها المتواجد بحي حارة الصورة، وبينما كانت منشغلة باقتناء الحليب والياغورت لرضيعتها التي لم تتجاوز 18 اشهر، يقترب منها الزوج فيجرها الى قارعة الطريق وهو يرغد ويزبد بسبها بالكلام الفاحش، ورغم كل توسلاتها بان يتركها، يضربها براحتي يديه وهو يردد على مسامعها : “راه غادي نقتلك أ بت لـ…” وبواسطة شفرتي حلاقة يرسم على خديها جروحا غائرة لتسيل منهما الدماء قبل ان تنهار “فاطمة الزهراء” فيغمى عليها.
الحادث استدعى نقل الضحية الى قسم المستعجلات من اجل رتق الجروح الغائرة التي أصيبت بها بأزيد من 30 غرزة على مستوى خدها الأيمن، فيما خضعت لعملية جراحية على مستوى الخد الأيسر، والتي استغرقت حوالي خمس ساعات.
وأضافت الضحية، ان الزوج ثارت ثائرته خلال المدة الأخيرة بعدما امتنع عن أداء ما قضت به المحكمة لفائدتها، وخصوصا بعد علمه بصدور مذكرة اعتقال في حقه:” ما جعله ينتقم مني ويشوه وجهي بواسطة شفرتي حلاقة أمام أنظار المارة” تضيف الضحية.
وقالت “فاطمة الزهراء.م” البالغة من العمر 20 سنة، ان زوجها هددها أكثر من مرة بالقتل، إن هي لم تتراجع عن دعوى النفقة، وان زوجها “زكريا” البالغ من العمر 23 سنة، والذي يعمل بالمجازر البلدية، هجرها منذ كانت حاملا في شهرها الرابع، وتوقف عن الإنفاق عليها، إلى أن وضعت مولودتها بمنزل والديها، ما جعلها ترفع دعوى النفقة على زوجها، الذي تزوج غيرها دون إذن منها، ما جعل الزوج يعترض طريقها باستمرار ويهددها بالقتل.
والى ذلك، فقد تم تقديم الزوج في حالة اعتقال، صباح يومه الأربعاء، أمام النيابة العامة لتعميق البحث معه، بعدما تم ايقافه من طرف مصالح الأمن واقتياده إلى مقر الشرطة القضائية للاستماع اليه.
الصويرةتشرميل
صورة الضحية البالغة 18 سنة “المشرملة” بالصويرة بعد طلبها الطلاق
وقبلها بحوالي أسبوعين فقط، تعرضت زوجة تبلغ من العمر 18 سنة لاعتداء شنيع على يد زوجها، بعدما أشهر في وجهها سكينا وأخذ يوجه اليها طعنات في مختلف انحاء جسدها، قبل ان تلوذ بالفرار الى منزل أسرتها بتجزئة الفرينة بمدينة الصويرة.
والسبب كونها قررت الانفصال عن زوجها، حيث تقدمت بشكاية ضده تطلب فيها الطلاق بمحكمة الاسرة، فعلم بالامر ليستشيط غضبا ليقرر الانتقام منها، معتقدا ان هناك شخص آخر في حياتها فقرر ان يشوه وجهها وانحاء اخرى من جسدها حتى لا يقترب منها غيره، ثم يلوذ بالفرار الى وجهة غير معلومة.
وهكذا، وفي زوال الخميس 26 فبراير المنصرم، عندما كانت الزوجة “الغضبانة” بمنزل اسرتها بعدما هجرت بيت الزوجية بسبب الخلافات، خطط الزوج لجريمته، التي استغل لتنفيذها طفلا أرسله الى منزل أسرة الزوجة للمناداة عليها، وحين حضورها طلب منها مرافقته لتبادل اطراف الحديث ومعالجة المشاكل العالقة بينهما، وحين استفرد بها واحكم قبضته عليها أشهر سكينا كان بحوزته ليسدد اليها عدة طعنات على مستوى الوجه والكتف واليدين، قبل ان تلوذ بالفرار صوب منزل أسرتها، ليتم نقلها على وجه السرعة الى المستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة لتلقي العلاجات الضرورية، ورتق جروحها البليغة.
Capture-d’écran-2014-11-14-à-16.10.29-451x320
الضحية “سميرة” البالغة 20 سنة التي شرملها زوجها المدمن على المخدرات لطلبها الطلاق
فيما زوج آخر يدعى “عصام” ومدمن على تعاطي المخدرات في نهاية عقده الثاني “شرمل” زوجته جوار محكمة الأسرة بعرصة الحامض بباب دكالة، بواسطة شفرة حلاقة، يوم  الجمعة 14 نونبر المنصرم، ما تسبب لها في جرح عميق احتاج رتقه ل18 غرزة طبية، بعد نشوب خلاف بينه وبين زوجته “سميرة” البالغة من العمر 20 سنة، والقاطنة بدرب السراغنة بسيدي يوسف بن علي، بعدما طلبت الطلاق وقد تم الشروع في مسطرة التطليق، إلا أن الخلاف سرعان ما تطور فأراد الزوج حسمه بتشويه وجه زوجته بشفرة حلاقة، امام أنظار الجميع.وقد تم اعتقال الزوج البالغ من العمر 29 سنة، من طرف عناصر الأمن عقب تنفيذه للاعتداء، وإدانته بثلاث سنوات سجنا نافذا، ستنقضي لكن الجروح التي احدثها لزوجته ستظل موشومة على محياها وجراح لن تطيب الدهر كله.
خولة
الزوجة “خولة” البالغة 20 سنة العاشقة لزوجها الذي شرملها وتنازلت عن متابعته

أما حالة “خولة” فهي مختلفة بعض الشيء عن الحالات السابقات، ليس لأنها اوفر حظا منهن، ولكن رغم “شرملة” زوجها “بوجمعة” لها و30 غرزة التي تسبب لها فيها إلا انها تمسكت به وتحدت الجميع مصرحة بتنازلها عن متابعته قانونيا بدعوى انها لا تطيق فراقه، خصوصا وانه غادر بولمهارز قبل أسابيع فقط قبل اعتدائه عليها، فلم ترض ان ترميه خلف القضبان مفضلة ان يظل بأحضانها الدافئة على ان تعيده الى أسوار الزنزانة الباردة، كيف لا وهي من قالت إنها “مولعة” به وعلى ما يبدو حتى بـ”غزواته النيجاوية” محولة إياه الى “بطل”.

زوج “خولة” البالغة من العمر 20 سنة، اختار شفرة الحلاقة للعبث بوجهها وبأطرافها، بمنزل الزوجية المتواجد بعرصة بن ابراهيم المتواجدة بباب دكالة ثم لاذ بالفرار، هكذا وبدون سابق إنذار، فهي لم تطلب الطلاق ولم تهجر حتى بيت الزوجية، ومع ذلك اعتبرت الحادث عابرا وقلبها لم يطاوعها ان يعاقب حبيبها على فعلته، رغم إصابتها بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى الوجه واليدين، حينما كانت تحاول صد الطعنات التي تعرضت لها من طرف “محبوبها النينجا” المدمن على الكحول، حيث تطلب رتق الجروح التي اصيبت بها حوالي 30 غرزة، اما جراحها فسرعان ما تداوت بكلمات “معسولة” من “بطلها” وإلا ما كانت لتذهب اليه خلسة، وفي اقل من 48 ساعة من واقعة الاعتداء، وتجالسه بغرفة نومهما بمنزل اسرته.