اخبار جهة مراكش | الأربعاء 11 فبراير 2015 - 11:47

المنصوري “تبتعد” عن الأصالة والمعاصرة وتراسل رئيس الحكومة ابن كيران

  • Whatsapp

المنصوري

مراكش الآن

نشرت بعض المواقع الالكترونية رسالة لعمدة مدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري وجههتها الى عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، بصفتها مواطنة مغربية، وبعيدا عن انتمائها لحزب الأصالة والمعاصرة.

وجاءت مراسلة عمدة مدينة مراكش لرئيس الحكومة بعد غياب دام حوالي ثلاثة أشهر، استغربه عديدون من متتبعي الشأن المحلي بالمدينة.

وهذا ما جاء في رسالة فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش:

“بعيدا عـن الانتماء للأصالة والمعاصرة وهو الانتـماء الحزبي الذي يشرفني ، ولا تزيدني الأيام إلا اقتناعا به .

أخاطبكم السيد رئيس الحكومة بصفتي مواطنة مغربية آمنت بالعمل السياسي وانخرطت فيه خدمة لبلادنا وحرصا على أملنا الجماعي في تدبير سياسي بناء وقريب من المواطنين ، تدبير يعيد للشأن العام نبله ،هذا الأمل الجماعي الذي يعد وسيلتنا الحاسمة لمواجهة كل أشكال العزوف والشك والتيئيس ، يجب أن يحرص عليه كل المغاربة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة ، رجل الدولة الأول في الجهاز التنفيذي، هذا المنصب يلزمنا كمغاربة بالتقدير لصفتكم ولشخصكم، ويلزمنا بالإحترام المطلق لما أفرزته الديمقراطية وصناديق الاقتراع ولكن هذا المنصب يلزمكم أيضا السيد رئيس الحكومة بالكثير من الرزانة والحكمة …..

تعرفون السيد رئيس الحكومة بأن الانفعال الزائد والسريع في كل حادثة ومع كل تعليق قد يعمي العين عن القرارات السليمة، وتعرفون بأن الجاهزية الدائمة للكلام دون ترو وباستسهال ينزع المصداقية وتعرفون بأن الميل المستمر للاستهزاء بالآخرين والسخرية منهم لا علاقة له باللياقة الإنسانية والسمو الإنساني . وتعرفون السيد رئيس الحكومة بأن إطلاق الكلام الملتبس والذي يحمل أكثر من معنى قد يقودنا جميعا إلى التفاهة والحضيض .

تعرفون السيد رئيس الحكومة بأن صفتكم الآن تجعلكم في موقع التسيير وما تقتضيه من وعي قوي بمسؤولية خدمة الجميع وليس خدمة فريق حزبي معين، فموقعكم الآن يجعلكم أكبر من التسخين الانتخابي وهواية المعارضة التي لازالت تسكنكم بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، لا تنسجم مطلقا مع متطلبات المسؤولية لدى رجل الدولة .

السيد رئيس الحكومة، وزعتم مؤخرا جملة من الاتهامات على فاعلين سياسيين من أحزاب مغربية وهو الأمر الذي يلزمكم بوصفكم رئيس الجهاز التنفيذي بإحالة هذه الاتهامات على القضاء بدل تسخيرها “الصغير” في حملة انتخابية سابقة لأوانها وبدل تسخيرها ” البئيس ” ، واختلاق مواجهات لاصطناع وضع الضحية عوضا عن العمل الحقيقي والمنتج من أجل وطننا

بلادنا اليوم تعبئ كل إمكانياتها للتسجيل في اللوائح الإنتخابية حتى تتم إعادة التصالح بين المواطنين والشأن العام ، فهل بمثل هذه الخطابات والاتهامات ستشجعون السيد رئيس الحكومة المواطنين على الانخراط في العمل السياسي والثقة فيه ؟

السيد رئيس الحكومة، تبعا لما أطلقتموه من اتهامات ، المغاربة اليوم ، يطالبونكم بالتسمية الصريحة للأشخاص المافيوزيين ، ويطالبونكم بالكشف عن المافيا التي تتحكم في الأحزاب وتهدد البلاد. المفروض في كلامكم ، السيد رئيس الحكومة، أن يكون مسؤولا وأن يكون له ما بعده، من حق المغاربة أن يعرفوا ، ومن حقنا جميعا أن نحمي بلادنا .

أخيرا، إن القفشات والفرجة لا يمكن أن تقدم أجوبة حقيقية عن الانتظارات الملحة والجدية لعموم المغاربة في مجالات الصحة والخبز اليومي والشغل وتمدرس الأبناء …هذا هو الطريق الصحيح …….

أتأسف السيد رئيس الحكومة ولكنها كلمة صادقة أوجهها لكم ، اعتقدت دائما بأن منصبكم يجعلكم تقدرون بحرص بالغ مسؤولية رجل الدولة ، خاصة وأن بلادنا انجبت في تاريخها الحديث شخصيات سياسية تحملت بقدر كبير من الوقار والحكمة المسؤوليات العامة وترفعت دائما عما يسيئ للسياسة وما يسيئ للآخرين .

                                                  مع تقديري واحترامي

                                                                                     فاطمة الزهراء المنصوري”