اخبار جهة مراكش | الأربعاء 28 يناير 2015 - 11:05

اوسليم ل”مراكش الآن”:الداودية واعطيني صاكي..ارحموا عزيز فن ذل

  • Whatsapp
الداودية
بدرالدين أوسليم – مراكش
و أنا أحتسي قهوة الصباح، و أتصفح جديد الفايسبوك استوقفني كثيرا عنوان جاء فيه: “موسيقي جزائري يقاضي الداودية بتهمة سرقة اعطيني صاكي”…
تأملت العنوان مطولا كما طال ترددي بالنقر لقراءة المضمون… تردد سببه أن لا فائدة ترجى من موضوع مماثل، لأنه باختصار ترسخت في ذهني نظرية لطالما قاومت تثبيتها بأمل في التغيير… هو ذا “زمن التهافت على الرداءة”…
لن أتحدث عن أغنية زينة الداودية… فلكل شخص الحق في التعبير عن ما يراه فنا… و من حقه أيضا الوصول إلى درجة فنان مادام الخلل في التقييم قائما… و بصيغة أخرى للداودية الحق كما لمن يتسلح ب”السنطيحة” فقط كامل الحق في إضافة لقب فنان قبل اسمه… مادام المجتمع من يزكيه… في ظل ترد صارخ للذوق الفني/الاستيتيقي الذي تعددت مسببات اندحاره…
بدأت قراءة موضوع لم أنهه لأنني تعبت نفسيا كوني لا يهمني من هو أول من ألبس التفاهة ثوب الفن… تزعزعت مفاهيمي وأنا أعيد قراءة الجملة التي جاء فيها اسم الداودية مقرونا بصفة الإطراب، علني أفهم كيف أضعت على نفسي طيلة كل السنين الماضية من حياتي اكتشاف الفن و معانيه…
كما قلت سلفا سأعيد بتعبير آخر، أنا لست ضد شخص الداودية أو “إبداعها” لكنني ببساطة شديدة أبكي أطلال مدينة أفلاطون، و ما تبقى من عرش ديونيزوس و رفات جسد الفن…
أشعلت سيجارة دون وعي… ليتلاشى مع دخانها غضبي… فماذا كنت أنتظر من مجتمع لا يقرأ؟ ماذا كنت انتظر من مجتمع دمر أهم ما يملك من مقومات التطور الحضاري المتمثل في الذوق؟ ماذا كنت أنتظر من مجتمع أعاد تعريف الفن بإضافة عين بالخط العريض قبل الفاء؟
لم أجد بعد تبعثر أفكاري و تشتت تركيزي عن رص الكلمات سوى الرجاء… رجاء لكل من يساهم في خنقنا أن يأخذ فترة راحة و ليرحم فن قوم ذل… رجاء لكل من يمتلك روحا أن يعيد النظر في نفسه و يبذل مجهودا في البحث عن ماهية الفن وكنه الإبداع… رجاء لكل من يختبأ خلف نظرية الكم ثم الكيف أن يتأمل مقالب النفايات ويقارن كم محتوياتها بكيفه مستحضرا المثل الشعبي “كمشة د النحل لا شواري دبان”، رجاء لكل من يقتل الأمل فينا بالتغيير بقتل تلقين مبادئ اللإنسانية قبل قيم الجمال في مراحل الطفولة لمن سيخلفنا من أجيال قادمة أن يتوقف…
خلاصة القول بغيت صاكي نمشي فحالي…