دولية | الخميس 28 أغسطس 2014 - 17:08

أبرز مُعتقلي “السلفية الجهادية” بالمغرب يتبرؤون من فتنة “داعش”

  • Whatsapp

daechcrime_703558053

مراكش الآن – عن “هسبريس”

“داعش من فِتَن هذا الزمان”، بهذا الوصف اجتمع أبرز معتقلي “السلفية الجهادية” بالمغرب، في رَدّهم على جرائم تنظيم “الدولة الإسلامية” بالعراق وسوريا، أبرزهم نور الدين نفيعة، الذي يُعدّ من أشهر قادة الجهاد الأفغاني العرب، والذي التقى قبل اعتقاله أكبر رموز الجهاديّين كَبِن لادن والزرقاوي والظواهري، إلى جانب عمر معروف، الذي سبق له أن أدين بالإعدام لتورطه ضمن خلية “يوسف فكري”، الذي يُنعَتُ بـ”أمير الدم” وأدين أيضا بالإعدام.

نور الدين نفيعة، الشهير بأبي معاذ، أكبر قادة الجهاد الأفغاني إبان الاستعمار السوفياتي لأفغانستان، أصدر بيانا من داخل زنزانته بسجن بوركايز بفاس، حيث قضى فيها 12 عاما من 20 تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، يدين فيه تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش”، مشيرا إلى أن “سيرتها.. أكبر شاهد على أنهم أبعد الناس عن الرشاد و منهاج النبوة”.

واستنكر نفيعة، في بيانه الذي نشرته إحدى المواقع الجهادية، سكوت البعض عن الرد على جرائم “دولة البغدادي”، “عزمت على إصدار هذا البيان إلا بعد أن صار السكوت موقفا يزكي ما يقع في حق أهلنا في الشام من جرائم على يد تنظيم الدولة الإسلامية”، معتبرا أن خروجهم بذلك المنهج هو “من المعالم الكبرى لفتن آخر الزمان”.

ومن ضمن المعايب التي ذكرها أبو معاذ على التنظيم المتطرف، الذي يقاتل في مناطق العراق وسوريا، “التفقه لغير الدين والتعلم لغير العمل وإلتماس الدنيا بعمل الآخرة وقلة الأمناء و كثرة الأمراء وقلة الفقهاء وكثرة القراء”، مضيفا “أضل الناس القائلون على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلمون الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا و أشقاهم أئمتهم فهم أضر على الأمة من أهل الذنوب”.

وتقدم إحدى المواقع الجهادية، المعتقل الإسلامي نور الدين نفيعة، على أنه من الجيل القديم الذي هاجر مبكراً إلى للجهاد أيام احتلال الاتحاد السوفيياتي لأفغانستان، حيث التقى كبار الجهاديين في العالم، من ضمنهم عبد الله عزام وأيمن الظواهري وأسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي.. مشيرة أنه كان يحظى “باحترام وتقدير كبير من قادة المجاهدين وبمشورتهم لخبرته وطول باعه العسكري والعلمي”.

وتضيف المصادر ذاتها أن نفيعة توجه، على إثر سقوط أفغانستان، إلى باكستان، وبقي فيها مدة رفقة زوجته أم معاذ، وهي شقيقة لمعتقلَين اثنين بسجن غوانتنامو، قبل أن يشد الرحال صوب موريتانيا “التي اختطف بها هو وزوجته”، ويجري تسليمهما “في طائرة خاصة” للمغرب، إلى أن توبع إبان تفجيرات 16 ماي 2003، بالدار البيضاء، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً، قضى منها 12 سنة.

أما المعتقل عمر معروف، الذي اعتقل قبل تفجيرات 16 ماي بنصف الشهر، ضمن مجموعة “يوسف فكري” وأدين على إثرها بالإعدام، فأصدر بدوره بلاغا يتبرأ فيه من “داعش” ويستنكر فيه ما قال عنه “استغلال مآسي هذا الملف وإقحام قضيتهم عند كل نازلة في الشرق أو في الغرب”، في إشارة إلى الأضواء المسلطة على تنظيم “داعش” التي وصفها بالفتنة.

وأضاف معروف، الذي يحمل الجنسية الدانمراكية وجرى تخفيف حكم الإعدام في حقة إلى 15 سنة إبان حراك 20 فبراير قبل 3 سنوات، “الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا بداعش لا تعنيني حركيا”، موضحا “من الناحية الأخلاقية والدينية، أؤكد بأن بعض ما يقومون به لا لاقة له بدين الإسلام ولا بأخلاقيات الإسلام ولا بمقاصد الدين العظيمة”.

وتابع المعتقل الإسلامي بالقول إن “تكفير المسلمين وقطع رؤوسهم وتصوير ذلك ونشره في الآفاق لا يمكن أن يكون أبدا من أعمال الإسلام ولا من أخلاقيات لا إله إلا الله”، معتبر أن تلك الممارسات “موغلة في الوحشية” و”أكبر دليل على ضلال هذه الفئة المارقة وعلى جهالتها وخروجها عن الجادة”.