اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 - 13:15

الدكتور الوزاني: “الهشاشة والفقر مداخل لفقدان الدول لسيادتها واستقلالية قرارها”

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – مراكش الآن

قال الدكتور عبد المالك الوزاني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، خلال مشاركته بندوة علمية تحت عنوان: “الدولة المواطنة والتنمية في سياق متغير”، (قال)  إن استقلال قرار الدول الداخلي والخارجي لصيق بطبيعة السيادة التي تتمتع بها هذه الدول، حيث كلما كانت قوية إلا وكانت أقل تبعية للدول الكبرى والمنظمات والمؤسسات الدولية في تدبيرها لسياساتها الداخلية ولعلاقاتها الخارجية، مبرزا أن الدول الأكثر تبعية هي الأكثر هشاشة وفقرا، وأن معظم هذه الدول لا تتمتع سلطاتها المركزية ولا تلقى أي دعم من مواطنيها لعجزها عن توفير الحقوق الأساسية وبالتالي ضعف شرعيتها المستمد من ضعف اعتراف مواطنيها بها، منفتحا على تجارب مجموعة من الدول في الشرق الأوسط المتوتر، كحالة سوريا، اليمن، والتي كان فيها للعوامل الداخلية دور أساسي في انهيارها.
كما أثار الدكتور الوزاني، في ورقته العلمية المعنونة ب:” المواطنة والدولة الحديثة”، جدلية الدين والدولة في ورقته العلمية، حيث أكد أن مجموعة من المفكرين أسسوا نظريات في مسألة الفصل بين الدين والدولة أو ما يعرف بالعلمانية والتي لا تعني القطيعة بينهما، بل “تعني أنه لا ينبغي للدين أن يكو مرجعا في بناء القرارات”، إذا ما فهم المفهوم من خلفيات فكرية وفلسفية ووضع في سياق التطورات التي عرفتها المجتمعات الغربية وسيرورتها التي كانت فيها السلطة الزمنية تمارس باسم السلطة الدينية من جهة أولى، وتفكيك تلك التمثلات التي راهنت على القوة اللاهوتية في حل المشاكل التحديات التي واجهتا البشرية والتي احتلت حيزا زمنيا مهما بين القرن 11 و 12 التي رافقتها الحروب الصليبية، والحال أنها لا تحتاج سوى لحل بشري لما يتوفر عليه الإنسان من إمكانات عقلية قادرة على عقلنة تدخله وهو ما تشكل لدى فلاسفة الأنوار في القرن 17 و 18 عند كل من روسو، فولتير ومونتسكيو وديدرو، واصفا النهضة الأوروبية بلحظة الرجوع إلى الأنسنة التي أسسها لها كل من أفلاطون وأرسطو وأوغستين وصولا للثورة الفرنسية.