منوعة | الأربعاء 26 سبتمبر 2018 - 10:40

فالس… رئيسا الوزراء الفرنسي يترشح للانتخابات الإسبانية

  • Whatsapp

أعلن رئيس وزراء فرنسا السابق مانويل فالس الثلاثاء ترشحه لرئاسة بلدية برشلونة في 2019، محددا بذلك المسار الذي سيتخذه مشواره السياسي مستقبلا. ويحق لفالس الذي يحمل الجنسية الفرنسية فقط رغم أصوله الإسبانية، الترشح لرئاسة عاصمة كاتالونيا بموجب القوانين الأوروبية. كما قال فالس إنه سيقدم استقالته من البرلمان الفرنسي.
ويحظى فالس (56 عاما) بدعم حزب سيودادانوس (وسط اليمين) لأسباب عديدة بينها سعي جيل الشباب لوضع حد لسيطرة التيارات اليسارية واليمينية، وإرادة فرض الليبرالية الديمقراطية في منطقة نفوذ التيارات القومية والشعبوية، والتصدي للأطراف الساعية للانفصال عن مدريد حسب ما أوردته أسبوعية “لوبوان” الفرنسية على موقعها الإلكتروني.

ويجسد فالس بالنسبة لحزب “سيودادانوس” أنسب شخصية لتسلم رئاسة بلدية برشلونة، والتي تقودها منذ 2015 آدا كولو بايانو العمدة المقربة من حزب “بوديموس” من أقصى اليسار، والتي يعتبرها العديد من المراقبين شخصية سياسية طموحة ومحنكة مناهضة للانفصاليين، كما تمثل عائقا حقيقيا أمام حزب “سيودادانوس” الذي لم يعلن عن أي مرشح لخوض الانتخابات.

وعلى عكس آن هيدالغو، الأندلسية الأصل وعمدة العاصمة الفرنسية باريس، لا يحمل مانويل كارلوس فالس غالفيتي، الجنسية الإسبانية رغم أنه ولد في برشلونة من أب إسباني، وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لراديو وتلفزيون لوكسمبورغ “إر تي آل” الذي أشار إلى أن “مانويل فالس الذي لا يحمل الجنسية الإسبانية، لديه الحق في الترشح للانتخابات المحلية في إسبانيا على اعتباره مواطنا أوروبيا”.

وهذا الحق في الترشح مكفول من الاتحاد الأوروبي وفق ما نصت عليه القوانين الأوروبية، وهو ما توضحه المناشير الموجودة على موقع إلكتروني مخصص لهذا الشأن وقد ورد فيه أنه وبحسب المادة 94/80 من نصوص المجلس الأوروبي المؤرخة في 19 كانون الأول/ديسمبر 1994، المحددة لشروط التصويت والترشح للانتخابات المحلية الخاصة بمواطني الاتحاد الأوروبي، فإنه “يحق لكل مواطني الاتحاد الأوروبي المشاركة في التصويت أو الترشح للانتخابات المحلية التي تجري في بلد آخر عضو في الاتحاد.. بنفس الشروط الخاصة بمواطني البلد”.

وبهذا تؤكد القوانين الأوروبية عمق إستراتيجية الاتحاد وحرصه على بناء وتعزيز وصون حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة لكل مواطني الدول الأعضاء. ما يعني أن فالس الذي يفصل الثلاثاء في قرار ترشحه للانتخابات المحلية في بلده الأم إسبانيا ومسقط رأسه برشلونة، يرقى من صفته فرنسيا من أصول إسبانية، إلى درجة مواطن أوروبي يمارس حقوقه القانونية والشرعية بموجب قوانين وقعت عليها دول الاتحاد الأوروبي.

من هو مانويل فالس؟

ولد فالس في 13 غشت 1962 في برشلونة من أب إسباني وأم سويسرية. وكان والده رساما معروفا في كاتالونيا هاجر إلى فرنسا للعمل في نهاية الخمسينيات. وقد حصل فالس على الجنسية الفرنسية في 1982 أي حين كان يبلغ العشرين عاما من عمره.

وعُين فالس في 31 مارس 2014 رئيسا للوزراء بعد أن كان وزيرا للداخلية. وفي الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2016، أعلن فالس بشكل رسمي ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2017 واستقالته من رئاسة الوزراء. لكنه وبعد أن كان من أبرز قياديي الحزب الاشتراكي، ومرشحا خلال الانتخابات التمهيدية للرئاسيات داخل اليسار. أعلن فالس في 29 مارس 2017، دعمه للمرشح المستقل حينها إيمانويل ماكرون، ما اعتبره الاشتراكيون “خيانة” و”عارا”.

وفي 18 مارس الماضي، خرج الآلاف من مناهضي استقلال كاتالونيا إلى شوارع برشلونة لتأكيد رفضهم الانفصال عن مدريد. وقد ظهر فالس إثرها معلنا أن “أوروبا تحتاج إلى إسبانيا موحدة، هذه هي رسالة أوروبا”. وقال ابن كاتالونيا “لا يمكن أن يحصل الانفصاليون على وساطة ولا على تأييد ممكن. وهو ما يؤكد أن مشوار السياسي الفرنسي الشاب والطموح لم ينتهِ عند الإليزيه، بل قد يبدأ فعلا من العمق الإسباني وبرشلونة قلب إقليمها الانفصالي كاتالونيا.

 

فرانس24