اخبار جهة مراكش | الأحد 2 سبتمبر 2018 - 13:38

روبورطاج..هذه كواليس اللقاء التواصلي للبرلماني المهاجري مع ساكنة امين الدونيت باقليم شيشاوة +صور وفيديو

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – شيشاوة 
ترأس البرلماني المهاجري ولحسن الغازي النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي لشيشاوة، لقاء تواصليا مع ساكنة امين الدونيت، عصر يوم أمس الجمعة 31 غشت، وذلك بدوار “تكماط” المتواجد في تخوم مناطق جبلية وعرة في قلب قبيلة “كدميوة” الجبل الكبرى، بحضور عدد من أعضاء المجلس الجماعي لإمين الدونيت ونشطاء التنسيقية وعدد من ممثلي فعاليات المجتمع المدني.
ويأتي هذا اللقاء بطلب من ساكنة المنطقة للبرلماني المهاجري قبل شهرين من موعده، وذلك لما تشكله مناسبة عيد الأضحى كفرصة يلتقي فيها أبناء المنطقة بحكم تواجد فئة عريضة منهم بعدد من المدن المغربية، لتدارس هموم والمشاكل التنموية التي تتخبط فيها المنطقة، “شيشاوة الآن” حضرت اللقاء بدعوة من شباب التنسيقية وقامت بإنجاز – روبورطاج- يرصد تفاصيل الرحلة الشاقة جغرافيا والممتعة استكشافيا لترصد تفاصيل وكواليس اللقاء الذي يأتي بعد مسيرة احتجاجية نظمها شباب التنسيقية يوم الأربعاء 29 غشت، رفع فيها المحتجون لافتات بعناوين ذات مطالب اجتماعية صرفة وسياسية لمحاسبة الرئيس.
الرحلة إلى قبيلة “كدميوة”.. بطعم المعاناة وفضح المستور 
الوصول إلى دوار “تكماط” التابع لقبيلة إملوان التي تشكل أحد العناصر القبلية ل”كدميوة” الكبرى، حيث مكان اللقاء التواصلي للبرلماني المهاجري ولحسن الغازي عن المجلس الإقليمي بشباب امين الدونيت، ليس بالمهمة اليسيرة، بالنظر لبنية الطريق المؤدية إليه، عبر أسيف المال أداسيل وماغوسة، حيث يسكن الراكب على العربة الاطمئنان لحالة الطريق إلى حدود الطريق الفاصلة بين خميس امين الدونيت والطريق المؤدية إلى تكماط، لتبدأ متاعب رحلة شاقة تحتاج إلى سائق متمرس في دروب جبال ضيقة مسالكها ووعرة، حيث السفوح العميقة وتشققات بنية الطريق المعبدة بسواعد أبناء المنطقة الذين حلوا محل وزارة التجهيز والمسؤولين الإقليميين لفك العزلة عن أنفسهم ليتواصلوا مع مغرب القرن 21 زمانيا.
عبر مسار الرحلة الوعرة التي طبعها إجماع وتشكل قناعة لدى كل من كانوا على متن السيارة المقلة للوفد المرافق للبرلماني المهاجري ونائب رئيس المجلس الإقليمي، مفادها أن ارتباط الإنسان بالأرض مسألة عقدية تهون أمامها المسالك الطرقية الوعرة وتتقوى فيها القدرة على التحمل، طبع مسار الرحلة أيضا استحضار جوانب من تاريخ قبيلة “كدميوة” وتاريخ إلحاق امين الدونيت وجماعات أخرى مجاورة لها إلى تراب إقليم شيشاوة.
طريق عاينت فيه “شيشاوة الآن”، كيف أن الطريق لها اتجاه واحد، حيث لا تسمح بمرور سيارتين في اتجاهين معاكسين، إذ تكفي لعجلتين فقط ولا تستحمل حتى مرور دراجة نارية ولا أن تحمل على ظهرها الضيوف الذين يعانون من “الدوران/ الدوخة” لكون جغرافيتها تشبه مخروطا حادا يذكرنا بتلك المسالك الطرقية التي تنقلها المحطات التلفزيونية الأمريكية عن منطقة “تورا بورا” الأفغانية إبان الهجوم الأمريكي على افغانستان، إلى أن يبلغ المسافر إلى “تكماط” سطح الجبل المعروف ب”الريزو” لتأخذ قسطا من الراحة لتنطلق رحلة أخرى للنزول بعد صعود شوامخ الجبال وتنطلق معها معاناة السائق مع فرامل السيارة ويقظته المشروطة بإتقان السياقة وترك التهور تفاديا لكارثة لا قدر الله بحكم أن هامش الخطأ ترفضه مثل هذه المسالك.

الكرم والابتسامة وحرارة الاستقبال.. عنوان شباب قبيلة “كدميوة”
لمحت أعين الوفد القادم من سهول شيشاوة أطفال، شباب ورجال يقيمون على جلودهم جلابيب بيض، وهو ما يعكس جانبا هوياتيا، ليتنفس الوفد أنفاس الاستراحة بحجم الاستقبال الذي خصه به شباب تنسيقية امين الدونيت، حيث الشكر والعناق، عنوانه “جيتيو لعندنا حسيتو بنا فشكرا لكم”، وهو ما يظهر جانبا مضمرا من حاجة المواطن القروي إلى من يتقاسم معه همومه وجراحه التنموية التي يصعب أن تندمل بدون الإحساس بالمشاركة الصادقة.
وبعد جلسة “كرم الضيافة” ولأن غرفة الاستقبال الأولي غير كافية لإحتضان المطالبين بهذا اللقاء التواصلي، قرر شباب التنسيقية الصعود إلى سطح البيت، حيث الهواء الطلق وافتراش الحصير المعروف عند المحليين ب”أكرتيل” وجلوس الجميع وجها لوجه بعيدا عن القاعات المكيفة التي تنسي “المهموم” انشغالاته الترابية من فرط الحرمان التواصلي والإحساس بالانتشاء اللحظي أثناء الجلوس على الكراسي الحمراء المسكنة على شاكلة “دوا الحمر”، تقاطر حشد من الشباب إلى سطح المكان المحدد للقاء ومن مختلف الأعمار ونساء يتابعن من أسطح النوافذ الضيقة المشهد في انتظار ما سيتمخض عنه من التزمات ومخرجات.
المهاجري والغازي.. وجها لوجه مع مطالب شباب تنسيقية إمين الدونيت 
افتتح البرلماني هشام المهاجري اللقاء بطلب من مسؤول التنسيقية، حدد في كلمته المنطلقات وحيثيات اللقاء والحاجة للإلتزام الجميع بمبادئ التواصل لضمان الاستقراء الجيد لحاجيات الجماعة ومشاكلها، بعيدا عن التجريح والنيل من سمعة وكرامة الأشخاص والهيئات، وأن اللقاء لا علاقة له بأي اعتبار سياسي أو انتخابي أو احتجاجي كما قد يفهم البعض، وأن دوره ترافعي فقط، في ظل تعيين عامل إقليمي جديد له رغبة في العمل مع الجميع في إطار التعاون المشترك بين جميع المؤسسات الدستورية إقليميا، وهو نفس المعطى الذي أكده لحسن الغازي نائب رئيس المجلس الإقليمي والذي يشغل منصب المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال، “شيشاوة الآن” تورد المطالب التي جرى تدارسها بدقة من خلال:
التعليم:”افتتاح موسم دراسي جديد..نقص في الحجرات وهشاشتها”
اللافت للانتباه أن أولى مطالب ساكنة امين الدونيت ممن حضر هذا اللقاء بحكم وجود تمثيلية جميع الدواوير، أن التعليم يحتل صدارة الأولويات، حيث يشتكون من قلة الحجرات المدرسية أو انعدام المدرسة في بعض الدواوير، مما يثقل كاهل أطفال المنطقة بالانتقال لمسافات طويلة قد تمتد إلى ساعتين للوصول إلى أقرب فرعية مدرسية كحالة دوار أوفور رغم أن عدد التلاميذ به تجاوز 60 تلميذا، أما دوار أيت “كطوف” يتوفر على حجرتين لفائدة ست مستويات فضلا عن تواجد حجرة دراسية بجانب واد امين الدونيت بدوار “تلدامت” على وشك الانهيار لهشاشتها، اهتمام يعكس جانب من وعي الساكنة بأولوية التعليم ضمن خريطة مطالبها المشروعة.
وفي سياق تفاعله مع هذا المطلب، تعهد البرلماني المهاجري والغازي، بنقل هذا الانشغال إلى مدير المديرية الإقليمية للتعليم ومدير الأكاديمية والمصالح المركزية المعنية بالشأن التعليمي وفق تراتبية تراعي الاختصاصات والإمكانات المتاحة لتأهيل الشأن التعليمي بجماعة امين الدونيت.

الصحة.. مركز صحي مع وقف التنفيذ !
بالرغم من توفر الجماعة على بناية مركز صحي، إلا أنه مركز يفتقر للموارد البشرية من أطر طبية وتمريضية لإستقبال المرضى وتوليد النساء، مما جعل الصحة بامين الدونيت “موقوفة التنفيذ”، رغم أن السلطات الصحية بالإقليم تقول بتواجد هذا المستوصف ضمن الخريطة الصحية المعتمدة، الأمر الذي يضطر معه المرتفقين إلى قطع مسافات طويلة تستغرق ما بين 3 و4 ساعات لإيصال المربض إلى مركز مجاط لتلقي الإسعفات المحدودة الخدمة وتوجيهه إلى المستشفى الإقليمي بشيشاوة أو المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش.
عبد السلام واحد من أبناء المنطقة، أكد أمام البرلماني المهاجري والغازي نائب رئيس المجلس الإقليمي، أن ما يعمق أزمة الوضع الصحي بالمنطقة كون الأطقم الطبية تتغيب طيلة الأسبوع ما عدا يوم السوق الأسبوعي (الخميس)، وفي غياب تام للمعدات والأدوات الطبية من جهة ثانية، مؤكدا حاجة الجماعة لطبيبة أخصائية في التوليد، حيث يتطلب نقل الحامل التي فاجأها المخاض، حيزا زمنيا طويلا مما يهدد السلامة الصحية للأم والجنين للخطر، بين وعورة التضاريس والحالة الميكانيكية لسيارة الإسعاف إن توفرت – بحسب المسافة القرباتية بين الرئيس والأم الحامل أو أحد أعضاء المجلس الموالين له – وحتى وان توفرت فإنه يخضع لابتزاز سائقها، بالرغم من أن المجلس الجماعي قد سبق له أن وضع قرارا جبائيا يحدد 200 درهم لنقل المرضى من والى مركز جماعة امين الدونيت، مبلغ يسلمه المرتفقين لسائق الإسعاف أو ما يزيد بنية التزود بالوقود من اقرب محطة إلا أن الممارسة والاحتكاك اليومي أظهر أن السائق – الموظف الجماعي – يتسلم المبلغ دون أن يسلم أي وصل لذوي المرضى وفق ما قاله هذا المواطن، رغم أن الاجراءات القانونية تلزم المواطن في حالة توفر قرار جبائي من هذا القبيل تسلم وصل لدى وكيل المداخل بعد الدفع.
كما طالب شباب تنسيقية امين الدونيت، بضرورة التدخل لدى السلطات الصحية لتوفير المصل المضاد لسم الأفاعي والعقارب التي تهدد حياة المئات من الأطفال والنساء، خاصة خلال فترة فصل الصيف، والتي كان آخر ضحاياه تلميذة بتر أحد أصابعها بسبب لدغة أفعى ولا زالت ترقد بالمركز الاستشفائي الجامعي، ناهيك عن نقل الحوامل على متن نعوش خاصة بحمل الموتى لإيصالهن إلى قارعة الطريق المعبدة على طول 8 كلمترات والتي هزت الأوساط الفايسبوكية والإعلامية وطنيا ودوليا قبل 15 يوما من الآن.
قنبلة السوق الأسبوعي العشوائي.. “شعبة تاونغاست” المليئ بالأوساخ يهدد السلامة الصحية 
الزائر لمركز جماعة امين الدونيت المتواجد بدوار “تونغاست”، قد يخال أنه في أحد المداشير التي لا تعرف تواجد أي مرفق عمومي والمعزولة عن العالم، حيث لا حضور لأي مؤشر دال قد يساعد على ذلك، سوق أسبوعي عشوائي في قلب أحد “الشعب” المائية التي تخترق مركز الجماعة ونفايات ومخلفات الجزارة من أحشاء وجثت كلاب ضالة وأكياس بلاستيكية في مشهد “مقزز” لا يحترم أدمية ساكنة الجماعة ويستلزم وبكل جرأة من المسؤولين الإقليميين قبل المركزيين إعلان امين الدونيت جماعة منكوبة على جميع الأصعدة.
افتقار الجماعة للسوق الأسبوعي يضع الرئيس باعتباره المسؤول عن تدبير الشأن العام المحلي موضع تساؤل ومصير الإبداع الترابي المحلي لإبداع مشاريع من قبيل بناء سوق أسبوعي لتنمية مداخل الجماعة وتجويد الخدمات في وجه المرتفقين، ومن أجل هذا الغرض، طالب البرلماني المهاجري النائب الأول للرئيس الحاضر في اللقاء بضرورة عمل الجماعة على البحث عن الوعاء العقاري وإعداد دراسة والملف المتعلق بها تقنيا للترافع لدى المصالح المركزية لتوفير تمويل خاص بالمشروع، بما يستجيب للأسواق القروية النموذجية.

الطرق.. هل ستتدخل وزارة التجهيز لفك العزلة عن امين الدونيت؟
نال مطلب فتح الطرق وتجهيزها قسطا وافرا في اللقاء التواصلي موضوع “الربورتاج”، حيث طرحت ساكنة امين الدونيت معاناتها التي ذاق البرلماني المهاجري ونائب رئيس المجلس الإقليمي نصيبهما منها، والتي تتجسد بشكل موضوعي في وعورة التضاريس التي تميز المنطقة وضيق مسالكها بالرغم من فتح بعضها أمام الانجرافات الصخرية للجبل، وهشاشتها بسبب التساقطات الثلجية والمطرية الأخيرة التي أحدثت تشققات تنذر بانهيار المسالك المتوفرة في أية لحظة في حالة عدم التدخل في الزمن القريب، سيما وأننا على أبواب فصل الشتاء مرة أخرى.
“حماد” واحد من أبناء دوار “أوفور” الذي يشكو العزلة الشبه التامة، بالرغم من أنه قاب قوسين أو أدنى من فك العزلة عنه، إلا أن سوء تقدير الزمن التنموي أفضى إلى أخطاء في صياغة الاتفاقية الموضوعاتية الخاصة بفتح هذا المسلك بشراكة بين المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي لإمين الدونيت، على أن تساهم الجماعة بمبلغ 10 ملايين سنتيم ومبلغ 90 مليون سنتيم كمساهمة للمجلس الإقليمي، وهو ما يعكس نموذجا يخفي ورائه العشرات من مظاهر عدم التزام المجلس الجماعي لإمين الدونيت بالاتفاقيات الموقعة مع مؤسسات الدولة من جهة وعدم أخذ مهندسي الشأن الطرقي بإقليم شيشاوة محمل الجد فتح مسلك طرقي عن ساكنة فاقت 850 نسمة، في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بربط إقامته أو ضيعته الفلاحية بالطريق من المال العام وبتكلفة باهظة لا تساوي حتى عشر القيمة الإجمالية لفتح مسلك يوصل الناس بالعالم الخارجي بامندونيت.
وبخصوص تفاعل ضيوف شباب تنسيقية امين الدونيت مع هذا المطلب، تعهد المهاجري بالعمل على رفع المسألة الطرقية إلى الجهات المختصة، وقال المهاجري بهذا الخصوص:” إذا توفرت الرغبة الأكيدة لدى الجماعة يمكن التغلب عن هذا الإشكال وذلك بالتعاون المشترك بين المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي في فتح المسالك بالإمكانات والمعدات اللوجستيكية الذاتية للمجلسين، وألتزم بالترافع أمام المصالح المركزية للحصول على دعم خاص لشراء آليات فتح المسالك للمجلسين”، فيما التزم النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي لحسن الغازي، بالعمل عل توفير الوقود الكافي لهذه العملية التي تعتبر إبداعا خاص بالمجلس الإقليمي، بعد أن شرع مجلسه في فتح عدد من المسالك بكل من جماعة عين تزيتونت واروهالن ولالة عزيزة وكذلك مسلك بنفس الجماعة.
كما ذكر النائب البرلماني المهاجري، بأن جماعة امين الدونيت استفادت من فتح طريق في إطار البرنامج الوطني للطرق على طول 18 كلمترا بمبلغ يفوق 40 مليون درهم، ولا زالت أشغالها جارية، مذكرا بأن تكسيتها بالإسفلت ستتم في المرحلة الثانية وأن الجماعة استفادت كذلك في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية في العالم القروي والمناطق الجبلية الذي يرعاه جلالة الملك، من الطريق الرابطة بين جماعة امين الدونيت وجماعة ايت حدو يوسف، والتي سيكون لها الوقع الايجابي على عدة دواوير بالجماعتين، وأضاف أنه في انتظار انطلاقة برامج أخرى مستقبلية تهم العالم القروي سيتم العمل بالوسائل الذاتية للتخفيف من معاناة الساكنة مع خطورة ووعورة هذه المسالك.

بين الواقع المرير والتعهدات وحسن النوايا.. آمال هل ستتحقق؟ 
جواب سؤالنا والرأي العام بامين الدونيت رهين بمدى استعداد المجلس الجماعي أولا للانخراط عمليا في تلبية هذه المطالب البسيطة والمشروعة، عبر توحيد الجهود بين كل الفاعلين والمتدخلين، وتجاوز كل الاعتبارات “المناوراتية والهيمناتية” السياسية الضيقة من جهة، وتبني السلطات الإقليمية لمثل هذه المبادرات التي يقودها الوسطاء في شخص المجتمع المدني والمنتخبين والأحزاب السياسية لإمتصاص غضب الساكنة من التهميش، ليس بكثرة الاجتماعات والتشخيصات المملة، بل بالانتقال إلى التنفيذ والأجرأة العملية الناجعة ليلمس المواطن “الامين الدونيتي” ولو قبسا تنمويا يعطيه جرعة أمل لمستقبل ممكن مادام الحاضر الهش ليس قدرا محتوما.
وفي السياق ذاته لا أحد ينفي دور هذه اللقاءات لتخفيف حدة الغضب الذي تعيشه المناطق الجبلية بإقليم شيشاوة، غير أن الأدوار الاطفائية قد يتبرأ منها قادتها في سياقات ظرفية غير هاته إذا عملت المصالح المركزية للقطاعات الوزارية بمنطق “فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ” مما يضع لحظتها الدولة في مواجهة مباشرة مع مطالب ربما قد تتجاوز سقف فتح المسالك الطرقية وإضافة حجرات دراسية وطبيب وممرضة.
بين مشكك في عدالة مطالب شباب امين الدونيت ومؤيد لها.. الميدان يؤكد مشروعيتها 
في الوقت الذي سارع فيه البعض إلى التشكيك في مصداقية مطالب شباب قبيلة “كدميوة” الجبل بامين الدونيت، غداة المسيرة الاحتجاجية أمام مقر عمالة شيشاوة، من منتخين وصفحات فايسبوكية، والتأييد المطلق لها من قبل فعاليات مدنية ونشطاء حقوقيين، أجمع ضيوف شباب تنسيقية امين الدونيت في شخص البرلماني المهاجري ولحسن الغازي النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي، أن الواقع الملموس يؤكد وجاهة وعدالة مطالب الشباب والتي ينبغي التعامل معها بجدية مع الحرص على تحمل جميع الأطراف المسؤولية الملقاة على عاتقهم، من مجلس جماعي، مجلس إقليمي، برلمانيين، سلطات إقليمية ومركزية من جهة، لبساطتها ولمعقوليتها.
وفي تصريح بهذا الخصوص أكد المهاجري، أنه من خلال الزيارة والمعاينة الميدانيتين، تأكد أن مطالب امين الدونيت جد معقولة وفي متناول المسؤولين الإقليميين والمركزيين، وسيعمل جاهدا بتنسيق وتعاون مع عامل الإقليم ورؤساء المجالس الترابية على الشروع في تنزيل هذه المطالب في القريب العاجل حسب الأولويات.
كما استبعد أن تكون للمسيرة الاحتجاجية التي نظمتها الساكنة المتضررة أية غايات أو أهداف “سياسوية” بقدر ما هي مطالب وانتظارات مشروعة، ملتمسا من الجميع التفاعل مع شباب المنطقة الذين أبانوا عن كعب عالي من الوعي بإشكالات المنطقة وإمكانيات الدولة المحدودة في حل هذه المشاكل التي تعانيها مختلف المناطق الجبلية بالمغرب.