اخبار جهة مراكش | الجمعة 31 أغسطس 2018 - 12:05

الأطباء الداخليون والمقيمون بمراكش يصدرون بلاغا شديد اللهجة بسبب ظهور حالات السل بمستعجلات مستشفى الرازي

  • Whatsapp

حسن الخلداوي – مراكش الآن
اصدرت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب فرع مراكش، بلاغا للرأي العام، تؤكد من خلالها تتبعها بقلق كبير تطورات قضية ظهور داء السل بمستعجلات المستشفى الجامعي محمد السادس منذ ما يقارب الشهرين، والتي بلغت 8 حالات، منها أطباء وممرضين وطلبة متدربين وعاملة نظافة والحصيلة في تزايد مستمر، حيث ينذر الدخول الجامعي الجديد ونهاية الإجازة الصيفية بظهور حالات جديدة وسط العاملين والعاملات، ولنا أن نتصور عدد الضحايا الجدد حسب ذات البلاغ.
وتنويرا للرأي العام، كشف البلاغ النقابي، أن داء السل هو مرض معدي ينتقل عبر “عصية كوخ” التي تصيب في معظم الأحيان الرئتين، يفضل التكاثر في الاماكن المغلقة وغير المشمسة والأوساط التي لا تتوفر على وسائل النظافة وقنوات الصرف الصحي، فيا ترى هل كل هذه الظروف تتوفر في مستعجلات المستشفى الجامعي؟
واوضح نفس البلاغ، أن الاختلالات في مستعجلات مستشفى الرازي بدأت قبل أن يشرع العمل في استقبال الحالات المستعجلة، حيث أن الإدارة تلقت ملاحظات العاملين بخصوص شروط السلامة و ظروف العمل التي لا تستجيب للمعايير الموصى بها والمعمول بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر: وسائل التهوية غير كافية لتنظيف الهواء في قاعة الانتظار وقاعات الفحص، الممرات المتوفرة بالمستعجلات ضيقة ولا توفر التهوية الكافية للمرضى ومرافقيهم وللعاملين، تنظيم العمل بالمستعجلات يساهم في اكتضاض المرضى ومرافقيهم وغيرها من الاختلالات التي كان بالإمكان تجنبها قبل الشروع في استقبال المرضى، خصوصا وأن مستعجلات الرازي تستقبل جميع الحالات المرضية بما فيها الامراض التعفنية والأمراض المعدية والمنقولة عبر الهواء، وبالتالي فانعدام التهوية يعتبر السبب الرئيسي في انتشار العدوى بين المرضى والمرافقين والعاملين.

وتساءل البلاغ، كم من شخص توجه الى المستعجلات من أجل جرح بسيط أو ضربة شمس أو ارتفاع في الضغط الدموي، بعد تلقيه العلاجات الضرورية، لا يعلم أنه قد استقبل في قصباته الهوائية ورئتيه مرض السل، ونقله الى أطفاله وبقية أفراد أسرته، خصوصا  مع معدل وقت الانتظار الطويل، وانعدام التهوية، والاكتضاض. كما تساءل، كم من طبيب وممرض وعامل أمن ونظافة، هو حامل الان للمرض، وينتظر ظهور الاعراض في الايام والأسابيع المقبلة، وسينقله لأسرته الصغيرة، وقد وقع هذا، فلننتظر المزيد يؤكد البلاغ النقابي.
واستغربت اللجنة المحلية للأطباء الداخليين والمقيمين التأخر -غير المبرر- في تفاعل إدارة المستشفى الجامعي في التعاطي مع هاته النازلة الخطيرة، وعدم إصدارها بيانا توضيحيا لملابسات هذه الظرفية وأسبابها، وتماطلها في اتخاد التدابير اللازمة للكشف الاستباقي (dépistage) للعاملين والعاملات، وعدم توجيهها اعتذارا رسميا للمرضى والعاملين بالمستشفى عن الضرر الذي تسببت فيه ظروف العمل وهندسة المستعجلات التي توفر وسطا ملائما لانتشار الامراض المُعدية. كما انتقدت بشدة تأخر وزارة الصحة في التفاعل مع هذا المشكل، وفي التأخر في تفعيل مسطرة المحاسبة وفي  فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب النازلة، ولكشف المسؤولين والجهات المتورطة في الموضوع.
هذا، وفي ظل النقاط السالفة الذكر اعلنت اللجنة المحلية للأطباء الداخليين والمقيمين فرع مراكش، للرأي العام، تضامنها المطلق مع زملائهم المصابين بداء السل من أطباء وممرضين وطلبة وعمال نظافة وامن خاص، وغيرهم من الضحايا، وحملت مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في مستعجلات مستشفى الرازي للإدارة المركزية للمستشفى الجامعي محمد السادس وإدارة مستشفى الرازي، ودعت الإدارة أن تصدر على وجه السرعة بلاغا توضيحا للرأي العام، واعتذارا رسميا للمرضى والأطباء والممرضين والعاملين ضحايا الوباء كما دعتها للتسريع بمسطرة الكشف الاستباقي للداء في صفوف باقي العاملين وتحمل تكاليف علاج ومتابعة لمصابين، وضرورة فتح تحقيق عاجل ومن طرف جهة محايدة في مدى مطابقة بناية المستعجلات وظروف العمل لدفاتر التحملات، كما دعت الهيئة الوطنية والجهوية للأطباء للتحرك والخروج بموقف واضح إزاء هذه النازلة، ودعت جميع المكونات الجمعوية والنقابية التي تمثل الأساتذة والاطباء والطلبة والممرضين والعاملين بالمستشفى الى تنظيم شكل نضالي احتجاجي أمام مستعجلات مستشفى الرازي بداية اسبوع القادم وتشكيل جبهة موحدة لتدبير هذه الظرفية.