اخبار جهة مراكش | الأربعاء 9 مايو 2018 - 21:08

المفكر اوريد من مراكش: “ننشد التقدم والانخراط في التجربة الكونية دون الانسلاخ عن شخصيتنا المغربية”

  • Whatsapp

نظمت جمعية “مبادرات مواطنة” ندوة فكرية على خلفية الإصدار الأخير للمفكر المغربي حسن أوريد “من أجل ثورة ثقافية بالمغرب”، مساء يوم الإثنين 07 ماي، بمركز “دار سعيدة المنبهي للأبحاث والدراسات” الكائن بالقرب من كلية العلوم السملالية، مراكش.
وشارك في تأطير الندوة كل من الدكتور والباحث الأكاديمي مراد زوين أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، والمفكر المغربي حسن أوريد، وتسيير عبد الرحيم زيكوك عن جمعية “مبادرات مواطنة”.

وركز المفكر المغربي الدكتور حسن أوريد على المنطلقات النظرية والواقعية للكتاب، وعن أهدافه الأساسية التي تمثلت أساسا في الانخراط في التجربة الكونية وأن نكون أبناء عصرنا، وذلك لن يتأتى في نظره إلا ب”الإصلاح الجذري”.

كما شدد اوريد على أن التقدم المنشود لا يتحقق بالتقنيات و العلوم الدقيقة فقط، بل بالعلوم الإنسانية أيضا، حيث أن تكوين أطباء و مهندسين لن يتم بدون تغيير البنية الذهنية، وتغيير هذه الأخيرة يقتضي حسب المفكر المغربي على ضرورة الثورة الثقافية.
كما عرج المؤرخ المغربي على الأسئلة الموجهة لعمله من قبيل: من نحن؟ وماذا نريد؟ وبأي وسائل؟ ومن هم المتدخلون؟ ليجيب أننا مغاربة ساكنة هذه الأرض التي تمد جذورها إلى ما قبل التاريخ، وأننا ننشد التقدم والانخراط في التجربة الكونية دون الانسلاخ عن شخصيتنا، و أن الدولة معنية بالتغيير، الدولة المبنية على أساس التعاقد الاجتماعي التي تنبني على القيم الكونية وتحترم كرامة الإنسان، عن طريق الاعتماد على التربية المدنية.

واعتبر في الأخير أن الكتاب أرضية للنقاش وفتح مسارات للتفكير.

وعلاقة بالموضوع، قال عبد الرحيم زيكوك أن تنظيم الندوة يأتي في سياق التفكير بصوت مسموع في قضية التربية التي تعد الأداة التي يصير بها التغيير والتقدم من مجرد فكرة في ذهن المفكر والفيلسوف إلى واقع معيش، وأن الدول المتقدمة حققت نهضتها نتيجة الاهتمام الجدي بالتربية فكرا وممارسة؛ ونفس الأمر يتوجب علينا كمغاربة فعله.

واجرى الباحث الأكاديمي مراد زوين قراءة عميقة لكتاب “من أجل ثورة ثقافية بالمغرب” حيث قرّب مضامينه للحضور الكريم، واعتبر أن الكتاب يعد تصورا جديدا بالمقارنة مع التصورات القديمة لإصلاح منظومة التربية والتعليم ببلدنا، نظرا لكون تصور المفكر حسن أوريد يحمل قلق اللحظة متسلحا بمعارف تاريخية وأنتربولوجية ولسانية ومعارف علم النفس التربوي وفلسفة التربية… لذلك يُعذ الكتاب في نظر الباحث الأكاديمي قيمة مضافة في حقل التربية والتعليم لتحقيق النهضة عن طريق بناء مدرسة لها غاية فكرية وسياسية في نفس الوقت. كل ذلك يقتضي الدخول في مرحلة العلم والقطع مع مرحلة الميتافيزيقيا، من خلال الاعتماد على التربية المدنية.

كما اعتبر الباحث الأكاديمي أن الكتاب في مجمله نقد للأجيال السابقة والأحزاب السياسية.