اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 17:34

روائي ينبعث من “عتمة الحبس” بابن جرير لتعزيز “أدب السجون” في المغرب

  • Whatsapp

من السجن المحلي لابن جرير بإقليم الرحامنة، تحدى الشاب يوسف صبري محنة الاعتقال وقضاء أشهر خلف القضبان، ليعانق الحرية وبحوزته عمل روائي يدخل في خانة “أدب السجون”.

فقد جرى على هامش مهرجان السينما الذي احتضنته الرحامنة، بإحدى قاعات دار الشباب بابن جرير، توقيع رواية “دماء ودموع” للكاتب يوسف صبري، بحضور كتاب ومثقفين وحقوقيين وسياسيين وفاعلين جمعويين، الذين نوهوا بتحدي الشاب لمحنة السجن وإخراج مولود روائي يعزز أدب السجون المغربي.

وتدور أطوار رواية يوسف صبري حول مجتمع افتراضي حاول الكاتب الشاب أن يحرك شخصياته من داخل السجن، متحدثا عن الصراع القائم بين الفرح والحزن، والثورة والمناظرة.

وفي تصريح لهسبريس قال الروائي الشاب إنه حاول، من خلال هذا العمل، أن يحمل في سرد فلسلفي هواجس مجتمع بناه داخل زنزانته طيلة ستة أشهر من القراءة المتواصلة بمكتبة السجن المحلي لابن جرير.

وأوضح يوسف صبري، بحضور محمد بلحرشي، المدير السابق للسجن المحلي لابن جرير الذي انتقل إلى سجن قلعة السراغنة، والذي أثنى على الروائي، أن “غلاف الرواية يعكس الاجتهاد للخروج من النفق رغم وجود حواجز عند الباب للحيلولة دون العبور”.

حضور المرأة بشكل عام، والأم بشكل خاص، كان بارزا في هذا العمل الروائي؛ إذ أكد صبري أن “أمي عائشة تعني لي الكثير، فأنا متيم بحب والدتي، ومن خلالها استعرضت شخصيات المرأة في الرواية، وبالرغم من كون البعض قد يرى تشابها في الأحداث والواقع والشخصيات، إنما هناك مسافة كبرى بينها”.

الكاتب الصحافي يوسف صبري قال إن “البعد الفلسفي لرواية دماء ودموع يحاصر الرغبة في عبور النفق والمجندين لإرغام الراغبين في العبور إلى الموت على التراجع، حيث تتصارع النوايا دائما عند النفق، بعضها يريد وجزء منها لا يريد، وهناك يحدث الموت، فهل انتصرت فكرة العبور أم لا؟ الله أعلم”.

المتحدث وجّه شكره إلى المندوبية العامة للسجون، ومن خلالها إلى مسؤولي السجن المحلي لابن جرير، على المساعدة التي قدمت له من أجل إخراج هذا العمل الروائي، قائلا: “منحتني الإدارة طوال مقامي بالسجن كل الوسائل للكتابة وإخراج هذا المولود الروائي، من ورق وأقلام، إلى جانب المعاملة الجيدة، دون أن يتم حرماني من الاطلاع على عشرات الكتب داخل مكتبتها، وهي كلها شروط موضوعية ساهمت في تسهيل الكتابة”.

ويراهن صاحب هذا العمل الروائي المكون من 129 صفحة، الذي تم توقيعه بحضور فرقة “ألوان” الغنائية الملتزمة، على المندوبية العامة للسجون لمساعدته في نشر كتابه وتعميمه بمختلف السجون المغربية حتى يكون دعما وتجربة يقتدي بها باقي السجناء للاندماج في المجتمع بعد مغادرة الزنازين.

المصدر: هسبريس – عبد الإله شبل