اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 13 فبراير 2018 - 16:13

ائتلاف اللغة العربية بمراكش يشارك في المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء

  • Whatsapp

تشارك التنسيقبة الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بمراكش في فعاليات الدورة 24 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء 2018، بندوة تحاورية في موضوع: “اللغة العربية والعلوم البحثة: بين جغرافية الانتماء وقتامة النسيان” بمشاركة الأساتذة : المصطفى عيشان وإبراهيم الفكاني وادريس الملغشي والسعيد اخي وعبدالمنعم حربول، بتنسيق وإدارة الشاعرة والكاتبة فاطمة الزهراء اشهيبة، يوم السبت 17 فبراير، برواق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، تمام الساعة الثالثة ظهرا.

 



 

وتنشر “مراكش الآن” الورقة التي أعدتها الأستاذة فاطمة الزهراء اشهيبة كأرضية للنقاش:

في اطار توجهها العام ضمن الائتلاف الوطني للحفاظ على اللغة العربية، واعتمادا على التصور المركزي الذي تسعى التنسيقية الجهوية بمراكش لسنه والاشتغال عليه بكل اصرار وحزم تأتي مشاركتنا ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بعنوان “اللغة العربية والعلوم البحتة: بين جغرافية الانتماء وقتامة النسيان” مساهمة منا في اماطة اللثام عن مساهمات العلماء المسلمين بصفة عامة، والمغاربة المراكشيين على وجه الخصوص، في بناء العلوم الكونية والتجريبية البحتة، تجليةً لأثر العلماء المسلمين في تقدم الحضارات الغربية، وانصاف لهم و لإنجازاتهم العملاقة التي استطاعوا من خلالها تكييف العلم الكوني مع الشرعي بل جعلوا الاول ارضية ومنهاجا لفهم الثاني.
ان ما يدعوا للأسف الشديد هو ان يكون هؤلاء العلماء سواء بالمشرق او المغرب او الاندلس محط اهتمام واعتراف من اغلب علماء وفلاسفة اوروبا، حتى تمنى بعضهم “لو ان المسلمين استولوا على فرنسا لتغدو باريس مثل قرطبة في اسبانيا المسلمة، فأوروبا مدينة للعرب المسلمين بحضارتها” كما أورد العالم الفرنسي جوستاف لوبون (ت 1931) في كتابه: حضارة العرب وحضارات الهند، وفي المقابل يطالهم النسيان والتغييب والسخرية احيانا من ابناء جلدتهم، بل تتصاعد الدعوات الان من هنا وهناك لتجاهل هدا الموروث الحضاري بإنجازاته الهائلة وبلغته العربية المتينة التي تضمنتها امهات كتب ترجمت الى كل لغات العالم دون جفاء من عربية ولا نكران لها لتكون للعلوم وعاء وللاختراع وجاء.
من يقدر على طمس نظريات الرازي (ت313 ه) وابن الهيثم ( ت 461) وابن سينا الشيخ الرئيس ( 427ه) وابن حيان (ت 194 ه) والخوارزمي(ت232ه) والاصطخري (ت 345 ه) ؟ الم يقل ابن خلدون (ت 808) عن ابن حيان لغزارة ما انتج وما الف في الكيمياء هو “إمام المدونين جابر بن حيان حتى إنهم يخصونها به فيسمونها علم جابر و له فيها سبعون رسالة كلها شبيهة بالألغاز” ودونه من استشهاد كثير لا يتسع المجال لذكره؟



الم يكن ابن رشد(ت 595ه) المغربي قاضي مراكش عميد الفلاسفة ومؤسس النظرية الرشدية المغربية صرحا كونيا في العلوم والفكر والفلسفة؟
الم يكن تهافت التهافت والكليات في الطب وفصل المقال بمثابة العمود الفقري لكافة العلوم الانسانية قديمها وجديدها في كل اصقاع العالم لما احتوت عليه من علوم بطليموس وفلسفة أرسطو وافلاطون بعد ترجمتها ؟
الم يبدع ابن البناء المراكشي (ت 721ه) تاليفا وعلما حين ألف “الاسطرلاب واستعماله”، وكتاب “اليسارة في تقويم الكواكب السيارة”؟
الم يكن كتابه “تلخيص أعمال الحساب” مرتكز اوروبا في حتى قرون متأخرة؟
اين نحن من علماء من طينة ابي اسحاق الصنهاجي والفلوسي وابن مخلوف الفلكي والقاضي عياض والامام السهيلي؟
لولا ضيق الحيز لتوسعنا في عرض مساهمات العلماء المغاربة والمراكشيين على وجه الخصوص، بل لرمينا رميتنا تجاوزا، ولو احصيناهم علما لا حصرا، ومددا لا عددا لتجاوز رجال مراكش :”السبتي، السهيلي، عياض، يوسف الصنهاجي، الغزواني، التباع الجزولي” السبعة بكثير.
وبين حضور علمي عملي وازن لعلمائنا المسلمين ،بمؤلفاتهم العربية الخالدة التي تشكلت بعدها فسيفساء العلوم وكانت سببا في نهضة اوروبا والعالم، وبين اقصاء مقصود لكل ما يمت للغة العربية بصلة، تاتي مساهمة التنسيقية الجهوية من اجل اللغة العربية لتضيء بعض العتمة ولتسن سنتها الحميدة الى جانب باقي التنسيقيات لاقتراح اللغة العربية كبديل علمي وحضاري وهوياتي بامتياز، علَّ التاريخ يغفر لنا زلات التهميش والنسيان.