اخبار جهة مراكش | السبت 30 ديسمبر 2017 - 13:04

فعاليات تربوية واعلامية وقضائية بقلعة السراغنة تتدارس ظاهرة العنف بالوسط المدرسي + صور

  • Whatsapp

محمد لبيهي ـ مراكش الآن
نظمت المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية لقلعة السراغنة عصر يوم امس الجمعة،ندوة علمية في موضوع “ظاهرة العنف المدرسي مبادئ اساسية وتدابير وقائية من اجل: مدرسة مغربية بدون عنف”، مشاركة فاعلين في الحقل التربوي والقضائي والصحي والاعلامي.
وقال العلامي القريشي المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية في كلمته الافتتاحية،ان تنظيم هذه الندوة يندرج في اطار الجهود المبذولة للتصدي للظاهرة بالوسط المدرسي، بهدف نبذ كافة الممارسات المشينة من اجل ارساء مدرسة مغربية بدون عنف.
واوضح المدير الاقليمي ان برنامج الندوة يسعى الى التحسيس بالظاهرة،معتبرا ان الاعتداء على رجال ونساء التعليم هو فعل مرفوض قطعيا، بالنظر الى سمو رسالتهم النبيلة.وابرز في كلمته ان العنف سلوك ينعكس سلبا على المناخ التربوي داخل المؤسسة التعليمية، مضيفا ان الظاهرة اصبحت تتطلب من الجميع اتخاذ تدابير وفق مقاربة تشاركية ناجعة. بعد ذلك اعطيت الكلمة للاستاذ عبد الرحمان العكاري عضو المجلس العلمي، فاوضح في مستهل مداخلته ان انتقال العنف الى داخل مؤسسات العلم امر مرفوض، معتبرا ان المؤسسات التعلمية هي اماكن للتربية والتحصيل وتكوين الناشئة.
مشيرا الى ان محاربة الظاهرة ينبغي ان تتم عن طريق التصالح مع مكونات المدرسة لتحقيق الاهداف المنشودة. من جانبه اوضح الاستاذ محمد فحراوي عضو هيىة التاطير والمراقبة التربوية، ان العنف ظاهرة معقدة ومعزولة، وان استفحاله اثر بشكل سلبي على مردودية المدرسة، متسائلا عن الاطار التربوي الذي بواسطته يمكن محاربة العنف، وتحدث عن اهمية دور الاندية التربوية في اعادة اجواء الجد والتعليم والتقليص من الظاهرة داخل الوسط المدرسي.
واستعرض في مداخلته بعض النظريات التي اهتمت بالظاهرة: نظرية التحليل النفسي ، النظرية الاحباطية ونظرية التعليم الاجتماعي ، مشيرا الى بعض الدوافع والسلوكات والتوثرات التي تساهم بها باقي الفضاءات في اللجوء الى العنف.
واوضح الاستاذ فحراوي ان المدرسة يجب ان ينظر اليها كشبكة للعلاقات ، مشيرا الى ان ميثاق التربية والتكوين حدد الحقوق والواجبات ، مبرزا انه ان الاوان لبناء تعاقدات جديدة داخل المدرسة،وتشجيع دور الاندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وترسيخ قيم التسامح للحد من الظاهرة، والمساهمة في خلق مدرسة يشعر فيها المواطن بالسعادة. الاستاذ احمد لقباب النائب الاول لرئيس المحكمة الابتدائية وقاضي التحقيق، استهل مداخلته بان الامن المدرسي اصبح يتطلب من الجميع الانكباب والدراسة.
واوضح ان القضاء يهدف الى المصلحة الفضلى للتلميذ،واكد ان علاقة التلميذ ينبغي ان تبقى علاقة يطبعها التقدير والاحترام والتقديس. وقدم بعض المواد القانونية المتعلقة بالفصول المنصوص عليها في القانون الجنائي.كما تحدث بتفصيل عن المسؤولية الجنائية وقضاء الاحداث والاليات التي يمكن اتباعها لاعادة تربية القاصرين،وتفادي مايمكن ان يساهم في ارتكاب ماتحرمه القوانين.
وتضمن برنامج الندوة مداخلة لكل من جعفر اسولوس ممثل مديرية وزارة الصحة بالاقليم، وميلود قداري عن فدرالية جمعيات امهات واباء واولياء التلاميذ وعضو المجلس الاعلى للتربة والتكوين،قدما في كلمتهمااسباب السلوك العدواني وبعض اشكال العنف المدرسي ، والمطالبة بتفعيل ادوار جمعيات الاباء داخل المؤسسات التعليمية تماشيا مع تنزيل مضامين الرؤية الاستراتيجية للاصلاح 2015/2030.،واتخاذ التدابير التربوية المتاحة لمعالجة الظاهرة.
من جانبه، قال الاعلامي مصطفى غلمان في مستهل كلمته ان الجميع مسؤول عن التحولات التي تعرفها اليوم المدرسة، ونبه الى ضرورة الحفاظ على القيم والاسراع بضرورة وضع استراتيجية تربوية ، يكون قطب رحاها الاخلاق من منطلق تربية اصيلة، مثلما اوصت بها تعاليمنا منذ اربعة عشر قرنا،من اجل الحد من مختلف انواع حوادث العنف داخل المؤسسات التعليمية.
ولم يفت الدكتور والاعلامي غلمان الاشارة الى بعض الاخبار المتعلقة بظاهرة العنف والاعتداء على رجال ونساء التعليم،و التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض المنابر الاعلامية دون احترام لاخلاقيات مهنة الصحافة والنشر. وتميزت اشغال الندوة العلمية التي احتضنتها قاعة الندوات بالفرع الاقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية واللتكوين ،والتي حضرها العديد من رجال ونساء التعليم وفعاليات نقابية وجمعوية، بتقديم شواهد تقديرية للاساتذة المتدخلين، اعترافا بقيمة مشاركتهم ومساهمتهم في دراسة ومعالجة موضوع العنف بالوسط المدرسي، والذي اصبح يشكل اهتماما وانشغالا لمختلف المسؤولين الاداريين والتربويين.