اخبار جهة مراكش | الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 12:20

مؤثر..سيدة من شيشاوة تحكي تفاصيل فاجعة سيدي بوعلام واللحظات الاخيرة قبل مصرع صديقتها خديجة و14 امرأة

  • Whatsapp

توفيق عطيفي – شيشاوة 
“خديجة كتداحس مع عباد الله وطيحوا عليها الحديد، الجدرميا والمخازنيا كيغوتو على العيالات وتكرفصو علينا”، بهذه الكلمات القليلة والغزيرة المعنى والدموع واقفة على أعتاب عينيها تحكي حفيظة الهرهوري رفيقة شهيدة الطحين المنحدرة من مدينة شيشاوة، معطيات حصرية لأول مرة لجريدة ” مراكش الآن”، حيث كشفت تفاصيل دقيقة لهلاك صديقتها “خديجة” ورحلة السفر صوب الجماعة الترابية لسيدي بو العلام بإقليم الصويرة لتسلم ما أسمته ب “قفة العار بدافع الفقر”.
البداية تقول حفيظة، كانت مساء يوم السبت المنصرم، بعد أن اتفقت بعض المعوزات بإقليم شيشاوة والبالغ عددهن 15 سيدة، غالبيتهن بعاصمة الإقليم، على المشاركة في الاستفادة توزيع المساعدات الغذائية التي يشرف عليها أحد المحسنين وهو المقرئ عبد الكبير الحديدي بسيدي بو العلام، وتم الاتفاق مع سائق “بيكوب” على أساس أن يقلهن إلى المكان المذكور مقابل 50 درهما للواحدة، أي ما مجموعه 750 درهما للرحلة ذهابا وإيابا.
الساعة الرابعة والنصف فجرا وصلت معوزات شيشاوة تقول حفيظة، لسيدي بو العلام، وسط حشد من الفقراء والمهمشين، الذين شرعوا في الاصطفاف أمام البوابة الرئيسية للجمعية الموزعة للمساعدات الغذائية، إلى أن نبههم المشرفون بأن الأئمة “الطلبة” هم الأولون في عملية التوزيع، وأن المعوزات ستنطلق عملية مساعدتهن على الساعة التاسعة والنصف، مما خفف من حدة التدافع، وأخذ المقصيون والمقصيات، يجلسون في أماكن متفرقة كمجموعات ليسدوا رمقهم برغيف الخبز الحافي الذي جلبوه من بيوتهم وشربة ماء لإيصاله إلى معدة تعطشت لرحمة الأغنياء والميسورين الذين يكدسون الثروات لأحفاد أحفادهم في إطار”التنمية العائلاتية المستدامة”.
الساعة العاشرة صباحا، لم تكن عادية تحكي الشاهدة “حفيظة”، حيث تقول بكل حرقة “بنادم كيتعافظ على بعضياتهم وكيتمحن وكيتسابق على داكشي باش اجيبو، خديجة كتداحس مع عباد الله وطيحو عليها الحديد والى مهربتيش تموت أنا كن مهربتش نموت على وليداتي نخليهم يتامى وعندي جوج تويميات وباهم مخدام، العيالات أسيدي ماتوا 15 امرا و 2 رجال”، وزادت وبحرقة يعلوها الأسى: “الجدرميا والمخازنيا كيصوطو في العيالات وتكرفصو علينا”.
وأردفت بحرقة: “مكاينش عندنا.. مكاينش لي اخلي الخير وراه ويسد عليه”، متهمة المحسن المكلف بتوزيع المساعدات الغذائية، بالمسؤولية المباشرة في قتل زميلتها الأرملة خديجة، لأنه لم يتخذ التدابير اللازمة تنظيميا، وحز في نفس الهرهوري “الشاهدة” على وقائع الفاجعة التي هزت مشاعر المغاربة قاطبة، كما اتهمته باستغلال المعوزات والمعوزين، في النصب على المحسنين العرب، حيث شرع في تصوير الحشود الغفيرة من الفقراء من فوق سطح مقر توزيع المساعدات ب “الصور والفيديو” وإرسالها إلى شركائه  ليشرعن ويبرر مصير تبرعاتهم، وقالت: “العيالات لي ماتو مالهم دبان.. والسيد كيصور وكيصفط للسعودية كيقولهم المغرب مهيف وهما كيصفطو ليه الفلوس وكيضرب داكشي”.
وطالبت الهرهوري، من السلطات العمومية، الالتفاتة لأسر الضحايا جبرا للضرر الذي مسهم معنويا وماديا، وقالت: “الحالة ضعيفة معندناش، بنادم مشا اجيب لوليداتو مياكلوا ولا مشا إموت، حنا دانا الفقر الغالب الله أسيدنا”.