اخبار جهة مراكش | الأحد 19 نوفمبر 2017 - 12:27

صحفيان دنماركيان يوثقان الانبهار بمهرجان كناوة بمدينة الصويرة

  • Whatsapp

نشر صحافيان دنماركيان روبورتاجا عن إقامتهما في الصويرة، وقالا إنها “مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة، طالما استهوت الفنانين بأنوارها وبنوارس البحر التي تنتشر في سمائها، وبنشاطها المينائي وبأمواج المحيط الأطلسي المتلاطمة على شواطئها”.

في مقالهما الذي نشر على صفحات جريدة “بوليتيكن” في ركن “سفر”، وثق الصحافيان شارلوت غيكلير وكلوس هوستينغ أبرز لحظات الدورة الأخيرة من مهرجان الصويرة “كناوة .. إيقاعات العالم”، الذي توليا تغطيته بدعوة في إطار سفر نظمته سفارة المغرب بالدانمارك.

في استهلال الروبورتاج، الحامل عنوان “مقاربة مغربية من خلال الموسيقى والرقص”، برزت صور موسيقيين يرتدون معاطف طويلة مزركشة، وعمائم وأحذية فريدة، وقد ارتسمت على محياهم ابتسامات عريضة، وهم ينفخون المزامير ويقرعون الطبول.

ويصف الصحفيان مشاهداتهما في صورة مجازية بالقول :”يتوقف الزمن وننخرط في سفر موسيقي أخاذ. وصلنا للتو وما زلنا لا نعرف ما يمكن أن نتوقعه من مهرجان موسيقي مغربي يمزج نغمات حبلى بالأسرار، بينما يفتتح مهرجان كناوة باستعراض”.

ويصف المقال الآلاف من الناس الذين تجمعوا في أزقة المدينة العتيقة، وهي عبارة عن “بازار ذي متاهات يجتذب الزائر بروائحه وألوانه وبجمالية الصناعة التقليدية التي تبدعها أيادي سكان المدينة متعددة الثقافات: يهودا وعربا وأمازيغ”.

ويبرز الصحفيان أن “مدينة الصيادين” ظلت تجتذب، على مدى عشرين عاما، مئات الآلاف من المتفرجين وأفضل الموسيقيين من جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن هذه التظاهرة تسهم في تعزيز موسيقى كناوة ودمجها مع موسيقى البوب والروك والجاز والتعبيرات الموسيقية الأخرى من بلدان مثل البرازيل واليابان والهند وكوبا وكوريا وإيران.

ونقلت الصحيفة عن أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، قوله: “نسعى إلى إشاعة الموسيقى والفن للحفاظ على الثقافات والعيش في جو من السلام. وأعتقد أن الثقافة وسيلة للحوار والتسامح”.

وسجلت الصحيفة أن موسيقى كناوة ليست مجرد تعبير يحتفي بالعبيد السابقين في غرب إفريقيا، بل هي أيضا حركة روحية تحفل بالصوفية وتمزج بين الحركات والاتصال الروحي والشفاء.

وأبرز المقال أن مدينة الصويرة طالما استهوت الفنانين، مثل جيمي هندريكس والكاتبين بول بولز وويليام بوروز، والكاتب والرسام النرويجي توربيورن إيغنر الذي اتخذ من المدينة نموذجا لمدينة كارينوم، والفنان الدانماركي بال ميكيلبورغ.

كما أن لمدينة الصويرة لمسة خاصة بالنسبة للدنماركي فريدريك دامغارد، الخبير بالفن الإسلامي الذي افتتح في عام 1988 رواقا فنيا شهيرا ما يزال قائما بوسط المدينة المغربية نفسها.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الحضور دليل على حيوية الأنشطة التي شهدتها مدينة الصويرة في القرن الثامن عشر، حيث كانت لهذه المدينة الصغيرة على الساحل الأطلسي أهمية بحرية وتجارية، في وقت لعبت فيه الدنمارك دورا مهما عالميا حسب موقع “هسبريس”.