مجتمع | السبت 6 مايو 2017 - 10:53
مزحة متهورة تقود تلميذين إلى السجن بسنتين نافذتين بتهمة الإشادة بداعش
بعد مرور سنة ونصف عن اعتقالهما بتهمة “الإشادة بتنظيم الجماعة المتطرفة “داعش”، والتهديد بتفجير ثانوية “أبي سالم العياشي” بقرية “عين الشكاك” ضواحي مدينة فاس، أصدرت مؤخرا غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة جرائم الإرهاب بسلا، حكمها ضد تلميذين أحدهما قاصر وأدانتهما بسنتين حبسا نافذا لكل واحد منهما.
وعلم “اليوم 24” أن التلميذين المدانين، الأول يبلغ من العمر 19سنة، والثاني قاصر في ربيعه الـ16، نفيا في جميع أطوار البحث والتحقيق معهما وكذا خلال استنطاقهما في جلسة محاكمتهما، انتماءهما إلى أي تنظيم متطرف، حيث اعترفا أمام المحكمة بأن ما أقدما عليه كان مجرد مزحة منهما، وأنهما كان يرغبان من باب التسلية إخافة زملائهما بالثانوية التي كان يتابعان بها دراستهما، ما دفعهما إلى إنشاء منشورات تضم شعار تنظيم “داعش” وبداخلها عبارة: “لا إله إلا الله”، سيتم تفجير ثانوية “أبي سالم العياشي” يوم الجمعة 23 دجنبر 2016 في الساعة العاشرة صباحا، الله أكبر، الدولة الإسلامية”، وهي المنشورات التي قاما بنشرها على نطاق واسع بالثانوية قبل إلصاق عدد منها بجدران الثانوية، ما تسبب في حالة من الفزع بين التلاميذ تبعها استنفار أمني أسفر عن اعتقال التلميذين، واللذين أبلغت عنهما لعناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية تلميذة، بعدما لمحت أحدهما وهو يقوم بإلصاق المنشور بجدران الثانوية.
هذا، وحاول دفاع المتهمين إبعاد التهم المنسوبة إليهما، حيث اعتبر دفاعهما في مرافعته أمام المحكمة، أن الأفعال الصادرة عن التلميذين لا يتوفر فيها الركن المادي والمعنوي للجريمة الإرهابية، وشدد على أن المتهمين لا يدركان خطورة الإقدام على إنشاء ملصق من باب المزح والتسلية، والتهديد بتفجير الثانوية التي كانا يدرسان بها، بغرض إخافة زملائهما في الدراسة وخلق أجواء من الضحك، حيث التمس لهما الدفاع البراءة واحتياطيا الحكم عليهما بما قضيا رهن الاعتقال منذ توقيفهما في الـ 23من شهر دجبر 2016، وهو ما عارضه الوكيل العام للملك، الذي طالب بإدانتهما طبقا لفصول المتابعة وتنزيل أشد العقوبات في حقهما، لكن المحكمة كان لها رأي آخر، حيث قررت تمتيعهما بظروف التخفيف والحكم عليهما بسنتين سجنا نافذا لخطورة ما أقدما عليه.
وخلف هذا الحكم على التلميذين اللذين أجهشا بالبكاء في مشهد جد مؤثر، وهما يسمعان منطوق الحكم، (خلف) صدمة لأسرتيهما وعدد من زملائهما بالثانوية، لما آل إليه وضعهما عقب “مزحة” متهورة وغير محسوبة العواقب قادتهما إلى السجن، وأدخلت أسرتيهما في وضعية معقدة، عمقت من معانات العائلتين بين مطرقة اعتقال فلذتي كبدهما وسندان الفقر، حيث تضطر الأسرتان إلى التنقل بين فاس وسلا بغرض زيارة ابنيهما القابعين وراء قضبان سجن الزاكي بسلا وتأمين مستحقات الدفاع.
المصدر: اليوم 24
