اخبار جهة مراكش | الأحد 12 مارس 2017 - 15:19

مهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر بمراكش يختتم فعاليات الفنية و يضرب موعدا للجمهور في السنة المقبلة

  • Whatsapp

طوال عشرة أيام متتالية، من ثاني إلى حادي عشر مارس الجاري، استمتع أهل مراكش وزوارها من المغاربة والأجانب، بفعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي” الدولي للرقص المعاصر، الذي عرف مشاركة فنانات وفنانين من ست عشر دولة من إفريقيا وأوروبا، وتقديم عشرات العروض المتنوعة في فضاءات مختلفة بالمدينة.
يوم الاختتام، تميز بتقديم عرضيين ناجحين بساحة جامع الفنا، الأول قدمه المتدربون بالمختبر الذي يشرف عليه الراقص “توفيق ازديو” المدير الفني للتظاهرة، فيما العرض الثاني قدمه بشكل جماعي فنانون من مصر وفرنسا والمغرب.
الدورة الثانية عشرة من هذا المهرجان العالمي، تميزت بتكريم الكاتب والمخرج المراكشي “حسن هموش”، وواصل من خلالها المختبر الذي يعتبر نافذة لاكتشاف المواهب وعرضها أمام المختصين، أنشطته بمواكبة من خبراء من المغرب وخارجه، كما كانت دروس “الماستر كلاس” هي الأخرى يافطة لإيصال هذا الفن للمولوعين به من الهواة وفرصة لهم للوقوف على أبرز خصائصه الفنية.
المرأة بدورها كانت حاضرة في الدورة الثانية عشرة لمهرجان “نمشي”، بتخصيص يوم ثامن مارس الذي يصادف يوم احتفاليتها العالمية، للاحتفاء بالمرأة من خلال الفن وعبر عروض راقصة لها من الدلالات الجمالية ما يعكس روح الفن وقدرته على تمكين المرأة من حقها في التميز والتألق، والأهم المساواة والكرامة والحرية.
كما كان لجمهور ومتتبعي التظاهرة، موعد مع عروض راقصة متنوعة المواضيع و الرسائل، تعبر عن حساسيات فنية متباينة من بلاد مختلفة حول العالم، غير أنها في تتلاقى جميعها في وحدة الإنسان و دور الرقص المعاصر في لعب الجسد دورا أكبر في رقي الحياة و صناعة الجمال وسط الكوابيس والأعاصير الفكرية والاجتماعية والعرقية والاقتصادية، ومن أجل أن يقفز الإنسان بعيدا عن العقد وفوق الحدود.
الدورة الثانية عشرة لهذا المهرجان، تؤكد أن مهرجان “نمشي” يواصل صنع مكانة الرقص المعاصر في ذائقة الشعب المغربي، وهو الهدف الذي سطره المنظمون للتظاهرة منذ أولى دوراتها، ومما لا شك فيه أن هذه الدورة عكست من خلال المتابعة الجماهيرية الكبيرة، نتائج عمل المنظمين للتظاهرة عبر سنوات، بحيث أن “نمشي” أضحت مرادفا للرقص المعاصر لدى الجمهور والمتتبعين من مثقفين وفنانين وإعلاميين. كما أن هذه الدورة كانت خطوة عظيمة بالنسبة لعشاق هذا الفن الراقي، في الطريق نحو تأسيس مدرسة خاصة بالفن المعاصر ستحمل اسم “نفس” سنة 2018، ستشكل نقطة فارقة في مستقبل هذا الفن وعشاقه، ونافذة للرفع من احترافيته وتشكيله وفق ضوابط دولية لا تغيب الثقافة المغربية.
وفي اختتام التظاهرة، ضرب المنظمون موعدا للجمهور في السنة القادمة مع الدورة الثالثة عشرة من “نمشي”، ببرمجة غنية ومفاجآت كثيرة ورسائل إنسانية عميقة تشكل لدى المتلقي وعيا فنيا عميقا بأهمية دور الفن المعاصر في توحيد بني البشر بالحب والجمال والحوار والاختلاف، لكونه فنا يفكر..