سياسة | الأحد 18 ديسمبر 2016 - 13:58

أبو القاسم: فشل بنكيران في تشكيل الحكومة سببه أزمة سياسية

  • Whatsapp

أكد سامر أبو القاسم، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة والباحث في الدراسات الإسلامية أن الأزمة التي تواجه الأحزاب المغربية حاليا لتشكيل الحكومة هي أزمة سياسية بامتياز ليست لها أي علاقة بالدستور أو نصوص القوانين.
وأوضح أبو القاسم  – في كلمة له خلال ندوة عقدها مركز “مدى” للأبحاث و الدراسات الإنسانية، امس السبت بالدار البيضاء، حول العلاقات السياسية أية علاقة بين التحالفات و البرامج الحزبية؟- أن الأزمة التي تواجه تشكيل الحكومة اليوم لها أبعاد سياسية أمام تحرك المكونات الحزبية انطلاقا من أهدافها السياسية ، مشيرا الى أن حزب الأصالة والمعاصرة خارج كل هذا لأنه حسم موقفه من البداية كمعارضة ولم نعد معنيين بهذا التشكيل إلا من باب كوننا فاعلين سياسيين وكمواطنين مغاربة.
وأردف أبو القاسم حسب موقع حزب “البام” قائلا: “كفانا من الحديث عن التحكم و الابتزاز، هذا الكلام عار من الصحة لا توجد جهة تبتز حزب العدالة والتنمية وتعرقل تشكيل حكومته، مشيرا إلى وجود أزمة سياسية ينبغي العمل على فك طلاسمها وحل المشكل وتشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن لكي تتمكن على الأقل المؤسسات الدستورية من الاشتغال وتأدية أدوارها.
وزاد قائلا ” بعيدا عن الذاتية والقراءات غير المسنودة إلا بأحكام القيمة مستحضرين هاجس المواجهة ينبغي أن نعلم أن المغرب انتقل من طور المواجهة والصراع الحاد إلى مرحلة عمقها التنافس السياسي: اختلف معك لكن أدافع على حقك في الوجود السياسي، اختلف معك لكن إذا تبوأت المرتبة  الأولى سأهنئك، ذلك أن منطق المواجهة والعنف في الخطاب والفكر السياسي يسيء للمشهد السياسي وللممارسة السياسية برمتها أكثر ما يخدمها”.
وحول ما إن كان الرأي العام المغربي يهتم بموضوع التحالفات الحزبية، اعتبر أبو القاسم أن هناك تطورا يحصل حاليا من حيث المواكبة لموضوع التحالفات وان الأحزاب عليها الانتباه لمواكبة الرأي العام لهذا الموضوع.
وأبرز أبو القاسم أن حزب الأصالة والمعاصرة عبر منذ البداية عن موقفه بخصوص التحالفات وانه غير معني بتشكيل الحكومة لا من بعيد و لا من قريب موضحا أن البام أبدى موقفه منذ البداية وإبان نتائج استحقاقات السابع من أكتوبر وقال ” عبر البام عن موقفه من تشكيل الحكومة وبأننا لن نكون في هذا التشكيل ولن نساهم فيه ولن نشوش عليه، عبرنا عن هذه المسالة صراحة بحيث جرى الاتصال بالمعني بأمر تشكيل الحكومة لتوضيح هذه المسالة بأننا لسنا طرفا في هذا التشكيل كما أننا لسنا طرفا في أي نوع من أنواع التشويش على هذا التشكيل”.
وأشار القيادي البامي إلى وجود تصريح وإعلان رسمي بخصوص عدم دخول او مساهمة حزب الأصالة والمعاصرة في هذا التشكيل الحكومي ولا التشويش عليه موضحا:” نحن غير معنيين بهذا الأمر ولكن معنيين باعتبارنا مواطنين وفاعلين في الساحة السياسية المغربية، ذلك أن الإرادة الشعبية المعبر عنها لم تذهب كلها عند الحزب الأول مع كامل الاحترام، فالإرادة الشعبية المعبر عنها هي مجموع المقاعد المحصل عليها، حتى الأحزاب التي حصلت على مقعدين تدخل في إطار الإرادة الشعبية لذلك فمنطق الاستقواء بالأرقام ينبغي تجاوزه”.
واعتبر الباحث في الدراسات الإسلامية أن التحالفات تكون بناء على تقارب في الأفكار لأن منطق التحالفات يتطلب من الجميع وضع الخلافات جانبا لمصلحة الأهداف المشتركة مع الأطراف الممكن أن يحصل معها تحالف وليس الدخول في التحالف والتفاوض بمنطق الخلاف الذي لازال قائما.
وشدد ابو القاسم على أن الأحزاب السياسية عليها أن تكون واضحة في خطاباتها وتتفاد الغموض لأنه لم يعد مسموحا به  ذلك أن الرأي العام المغربي يتابع هذا الموضوع عن كثب وبشكل كبير جدا.
وتساءل ابو القاسم عن سبب تشبث حزب العدالة والتنمية بحزب الأحرار مضيفا أن هذا الموضوع لا يعني حزب الأصالة والمعاصرة كونه اختار المعارضة وقال ” لكن نحن كمواطنين وكفاعلين سياسيين معنيين بالإجابة عن هذا السؤال لماذا لم يتم الاقتصار على الأحزاب الثلاثة من اجل تشكيل الأغلبية في إشارة إلى حزب التقدم والاشتراكية والاستقلال الذين أعربوا عن استعدادهم المشاركة في الحكومة علما بان الأغلبية موجودة ويوجد تشبث كبير جدا بالأحرار، ينبغي توضيح الأمر وان نقول للمغاربة السبب وإلا سنبقى نمارس الغموض على الرأي العام وبما أنهم  يمارسون الغموض سيضطرون للحديث عن نظرية المؤامرة والتشويش، الأمر يتطلب أن نكون واضحين الآن مع الشعب المغربي لان هناك العديد من المهام في انتظارنا بعد تشكيل الحكومة.
إلى ذلك، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة “أن التحالفات تبنى من اجل تحقيق أهداف سياسية مشتركة يصعب على  حزب معين تحقيقها لوحده علما أن المكلف بتشكيل الحكومة ينبغي عليه تحديد وتسطير الأهداف بحيث أن هناك بعض الفرقاء ممن طلبوا تزويدهم على الأقل بتصور أو بإطار مرجعي لهذا النوع من التفاوض بينهم وبين الحزب المكلف بتشكيل الحكومة تم رفض طلبهم بحيث طلب منهم ابداء الموافقة المبدئية بدون الرجوع إلى أية أرضية سواء كانت تهم الهندسة الحكومية أو برنامج عمل وكان الأمر يسير في اتجاه تدبير هذا التشكيل انطلاقا من بعد عددي محض، وبالتالي فهو منطق لا يجيب على إكراهات هذه المرحلة ولا التحديات المطروحة على الساحة السياسية وينبغي علينا كفرقاء سياسيين أن نساهم في إنضاج الشروط بدلا من تأزيمها لكي لا ندخل في نفق مسدود من قبيل ما يتم الحديث عنه من أزمة سياسية أو الضغط في اتجاه انتخابات جديدة”، يختم أبو القاسم.