اخبار جهة مراكش | الإثنين 22 أغسطس 2016 - 12:47

بلكطو المنسق الاقليمي ل“PPS” بشيشاوة يهاجم “سماسرة الانتخابات” ويتهم الخصوم باستغلال ممتلكات الدولة في حملات انتخابية سابقة لأوانها

  • Whatsapp

حاوره: توفيق عطيفي – شيشاوة 
وجه الحسين بلكطو القيادي في حزب التقدم والاشتراكية ووكيل لائحة الحزب في الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها يوم 7 اكتوبر المقبل بإقليم شيشاوة، رسائل مشفرة الى من أسماهم ب”سماسرة الانتخابات”، متهما جهات سياسية باستغلال الآليات العمومية المباشرة وغير المباشرة في حملة انتخابية سابقة لأوانها، وذلك في حوار حصري لجريدة” شيشاوة الآن”، في اطار سلسلة من الحوارات التي تجريها مع الفاعلين السياسيين بإقليم شيشاوة لتقديم تصوراتها وقراءتها للمشهد السياسي واستعراض امكاناتها واخفاقاتها، حيث استعرض ذات المتحدث ومضات من تاريخ حزب علي يعتة ووضعه الداخلي في الوقت الراهن الذي وصفه بالقوي والمتماسك والناجح سياسيا بالنظر للإنجازات التي حققها وزراء الحزب في الحقائب الوزارية التي يسيرونها.
حوار أكد من خلاله بلكطو عضو الديوان السياسي لحزب الكتاب، أن “القبيلة” و”المال الانتخابي” باتا يشكلان خطرا حقيقيا على العمل السياسي والنضال الحزبي، وشدد أن المغرب لا بديل له عن الخيار الديموقراطي لمواصلة البناء، الا أن ذلك يستدعي لعب السلطات اقليميا ومركزيا دور الحكم والقاضي الواقف على مسافة واحدة من جميع المتنافسين السياسيين بدل التموقع في جهة “الحياد السلبي”.
جدير بالذكر أن البرلماني السابق الحسين بلكطو، سبق ان فاز بثلاثة ولايات برلمانية، الأولى 1993/1997، الثانية 2002/2007، الثالثة 2007/2012، “شيشاوة الآن” تضع أمام قرائها الجزء الأول من نص الحوار وهو على الشكل الآتي:
– ماذا عن استعدادات حزبكم لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة اقليميا ووطنيا؟
شكرا على الاستضافة وأقدر فيكم اختياركم لمبدأ الحياد وأخذكم لمسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسييبن، اجابة على تساؤلكم، نحن حزب موجود ومتجدر وكل المؤشرات تدل على ذلك، ونحن في الطريق الصحيح ولا نسير بالطريقة الفوضوية التي اختارها البعض لأحزابهم من استدعاء للطرق التقليدية “شخصنة الحزب” “اصحاب الشكارة”، نحن على صهيد اقليم شيشاوة الخطوات ثابثة، الصف الداخلي متراص، اما على الصعيد الوطني فالحزب عرف انتشارا واسعا، علما أنه عرف الى عهد قريب بحزب النخبة، وحزب الدارالبيضاء، الرباط والقنيطرة، الا أن الحزب اليوم انتشر بجميع اقاليم المملكة من طنجة الى الكويرة وامتد أكثر مما كان عليه قبل عشرة سنوات.
كان الحزب في بداية الثمانينات لا يتجاوز عدد برلمانييه مقعدين وهما لكل من: الرفيق علي يعتة امين عام الحزب واسماعيل العلوي، ثم انتقل العدد فيما بعد الى 12 نائبا، وكنت ضمن الفريق البرلماني بعد أن حصلنا على مقعد بعمالة اقليم شيشاوة، وكان العدد المطلوب لحظتها لتشكيل الفريق هو 12 نائبا. حين اقول لكم ومن خلالكم الى جميع التقدميين أن حزبنا بخير بالمقارنة مع ماضيه وهنا اهمية التاريخ كدرس للمقارنة ومعرفة التغيرات داخل البنية والنسق الحزبي، حزبنا امتد وانتشر بفعل مجهودات الرفاق وعلى رأسهم الأخ والرفيق نبيل بن عبد الله.
ونراهن على الفوز بحصة محترمة في الانتخابات المقبلة للوصول الى 30 نائبا على الأقل فما فوق، (مقاطعا: رهان 30 مقعد برلماني في ظل تخفيض العتبة الى 3 بالمائة؟) نعم 30 مقعدا وهذا هو الحد الأدنى وهو رقم عليه اجماع القيادات الوطنية في حزبنا، وهذا لأمر بسيط، وهو أن كل المؤشرات تدل على ذلك، وذلك بالنظر لمكانة الحزب في الضوع الراهن وتاريخه وكونه حزبا محبوبا لدى الشارع المغربي وله قواعده، المعطى الاخر الذي جعلنا واثقين من المرحلة هو نجاح وزراء التقدم والاشتراكية في تحقيق انجازات مهمة على مستوى الحقائب التي لدينا في الأغلبية الحكومية، حيث وفق وزراؤنا فيها بشكل كبير سواء في السكن او الصحة بالرغم من أن الوضع المغربي الراهن مرتبط بالوضع الخارجي وما يعرفه من أزمات سواء في السياسة أو الاقتصاد، وهو ما يعني تأثر المغرب بالوضع الخارجي، ورغم ذلك الحكومة قامت بمجهودات كبيرة، أحيانا بعض المنابر الاعلامية سلبية في تقديرها لمجهودات الحكومة ونحن كحزب سياسي مستعدون للمحاسبة أمام الشعب.
– اقليميا هل وضعتم لائحة حزبكم التي ستترشح باسم رمز “الكتاب” في الانتخابات المقبلة؟
ليس بعد، ونحن في حزبنا العتيد نضع لائحتنا بالتوافق بين المناضلين وباعتماد منهجية التوافق، ولسنا مثل الاخرين الذين يعتمدون التصويت والخصومات وما يتركه ذلك من انشقاقات في الصف الداخلي وتقاطبات، لأن ذلك يعجل بانهيار الهيكل الحزبي، وأشير هنا الى معطى أساسي وهو أن لائحة التقدم والاشتراكية بإقليم شيشاوة كما باقي اقاليم المملكة ستضم أسماء نسائية، وفاء من الحزب لمبادئه، لأن حزبنا هو السباق المناصر لمشاركة المرأة في العمل السياسي، ونحن مع اعطاء المرأة مكانتها داخل الدولة ليس فقط في البرلمان بغرفتيه بل في جميع مؤسسات الدولة بكاملها لإيماننا بالمساوة بين الجنسين ودفاعنا عن هذا بشراسة بجميع الوسائل التي نتوفر عليها.
– ما قراءتك لوضعية الأحزاب السياسية بإقليم شيشاوة، ما الثابت وما المتحول عموما في المشهد الحزبي اقليميا؟
الاقليم يعرف تحولات لا ينبغي أن ننكر ذلك، لكن مع الأسف ما زالت الأمية والقبلية ضاربة بجذورها، من قبيل “العروبية والشليحات مولانا”، وهذا له ارتباط بالوعي والتعليم، هذا الأخير سجل بخصوصه الاقليم اخفاقا، استحضرت هذا الكلام حتى أبين لكم بخصوص الانتخابات والأحزاب بالإقليم، أن السياسة والجهل والأمية لا يلتقيان، وحتى أتحدث اليكم من وحي تجربتي كسياسي، سبق لي في احدى الاستحقاقات التشريعية، أن جئت ببرنامج الحزب في الانتخابات البرلمانية ومعي فريق من المهندسين للتواصل مع الناخبين، سأفاجئكم ان قلت لكم أنه ولا مواطن واحد سألنا عن برنامج حزبنا، لذلك فالشخصنة الانتخابية “الأعيان” والقبلية مازالت تلعب دورها في الانتخابات وتتحكم في توجيهها.
ثم هناك نزلاء “انتخابويين أصحاب الشكارة”، لم يسبق لهم أن عرفتهم الساحة السياسية بالإقليم ولا أن عرف المواطنين برنامجهم الانتخابي واستطاعوا بطريقهم واساليبهم الخاصة أن يأخذوا عددا من المقاعد على مستوى الجماعات الترابية بالإقليم، وفي المجلس الاقليمي وحتى على مستوى مجلس الجهة، وهناك جهات أخرى تغير حزبها كما تغير الحرباء لونها، لا ملة ولا عقيدة سياسية لديها، انهم يغيرون جلودهم السياسية لأسباب يعرفونها، وأعتقد جازما أن شخصنة الانتخابات بمنطق الأعيان و”الشكارة” المال الانتخابي كلها أدوات مضرة بالحياة السياسية وهو ما يجعلها بيئة غير مشجعة للمناضل السياسي ولا الحزبي.
نحن الوحيدين الذين استطاعوا في الاقليم البقاء أوفياء لحزبنا، رغم أن هناك اغراءات كبيرة طرحتها شخصيات سياسية أمامنا لترك التقدم والاشتراكية، غير أن المبدئية منعتنا، وأنا جد مرتاح في الحزب ومعي بقية الرفيقات والرفاق التقدميين بإقليم شيشاوة، البقاء في حزب الكتاب كذلك لكون كلمتي مسموعة في الحزب ولقوة الديموقراطية الداخلية في هياكله، ونحن نناقش جميع القرارات في الحزب بما في ذلك حتى تلك الصادرة عن الأمين العام، ولي رسالة لابد أن اغتنم المناسبة لتمريرها الى السياسيين سواء بإقليم شيشاوة أو غيره من الاقاليم وهي أنه لا ينبغي أن نبحث عن الديموقراطية الانتخابية ونحن لا نمارسها داخل أحزابنا والمؤسسات التابعة له.
– الملاحظ على صعيد اقليم شيشاوة في الآونة الأخيرة تصاعد مظاهر استغلال وتسخير عتاد الجماعات في حملات انتخابية سابقة لأوانها، أي تعليق لكم بهذا الخصوص؟
نعم هذا صحيح هناك جهات تحرك عتاد الجماعات لأجندات انتخابوية، سواء العتاد الخاص بالجماعات، المجلس الاقليمي بل حتى الجهة، والسلطات الاقليمية والجهوية لابد لها أن تتجاوز الحياد السلبي، انها تعرف أن بعض الجهات تسخر امكانيات مباشرة وغير مباشرة لأغراض انتخابية، والسلطات هنا لا ينبغي لها أن تنتظر شكايات المواطنين والهيئات السياسية، لأن لها ما يكفي من الموارد البشرية العلني منها والسري (رجال السلطة ومساعديهم، اهوان السلطة).
نحن على مشارف الانتخابات ورؤساء الجماعات، واعضاء المجلس الاقليمي بما فيهم الرئيس ورئيس الجهة يقومون بزيارات للدواوير ويقدمون لساكنتها وعود 400 مليون، هذا أمر خطير لأنه يقتل مبدأ تكافؤ الفرص، والذي نخشاه هو استمرار هذا النهج الى حدود ليلة الاقتراع، السلطة لابد لها ان تكون محايدة ولا نريد منها حيادا سلبيا ولا يلزمها أن تسكت عن الكبائر السياسية “مخصهومش اسكتو على ذاك شي قب منسمي الأشياء بمسمياتها”، وهناك أشياء لا نعرفها كأحزاب سياسية تلتزم بقواعد اللعب الديموقراطية عبر صناديق الاقتراع لشساعة الاقليم ولا امكانية لنا لتغطيته، اما السلطة فإنها تعلم بكل كبيرة وصغيرة ولها عيون لا تنام.
ماذا انتم فاعلون امام هذا الوضع؟
ليس لنا الا ان نتقدم بشكايات ومع الأ ف نحن نعلم مصيرها مسبقا، وهو انها ستوضع في الرفوف وستواجهنا الادارة بأسطوانتها المعهودة “جيبو الاثباتات” الادارة لابد لها أن تفعل وليس ان تتفرج، انها تعرف كل ما يقع، نحن لا نتوفر على الوسائل للردع، حزب التقدم والاشتراكية صحيح قوي ويضرب له الف حساب ويتدخل مركزيا، الا أن وزارة الداخلية مطالبة باعمال اليات الردع واتخاذ ما يلزم في حق “الانتخابويين”.