اخبار جهة مراكش | الجمعة 29 يناير 2016 - 15:10

حسن شميس رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش اسفي في حوار حصري مع “مراكش الآن”

  • Whatsapp

ويكشف استراتيجيته للنهوض بالقطاع جهويا ويدعو الخصوم السياسيين لوضع الألوان السياسية جانبا لخدمة الصناعة التقليدية والصناع التقليديين
توفيق عطيفي – مراكش الآن
أكد حسن شميس رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش اسفي، في حوار حصري خص به “مراكش الآن”، أن قطاع الصناعة التقليدية اليوم مطالب بمواكبة ورش الجهوية المتقدمة الذي وصفه بالثورة المجالية في التقسيم الترابي وما يرافقها من توسيع لاختصاصات الفاعل السياسي المحلي، وشدد شميس أن القطاع تعاقبت عليه مجموعة من البرامج والمخططات لها مالها من ايجابيات وعليها ما عليها من سلبيات وملاحظات والتي تحولت فيما بعد الى تحديات.
وفي ذات الحوار يستعرض شميس استراتيجيته للنهوض بالقطاع بالتعاون مع جميع الفاعلين والشركاء المركزيين والجهويين.
اقوى رسائل وتدخلات حسن شميس ابن اسفي عاصمة الفخار ببلادنا، تجدونها في هذا الحوار.

على مستوى جهة مراكش أسفي هناك ثلاث مناطق بارزة للصناعة التقليدية: مراكش الجلد، الصويرة العرعار، أسفي الفخار، رغم هذا التنوع فالقطاع يعرف ركودا اقتصاديا من خلال مجموعة من المؤشرات، الى أي حد حسن شميس بمعية مكتبه قادر على بلورة استراتيجية لإنقاذ القطاع؟
نشكركم على اتاحتكم لنا هذه الفرصة من خلال منبركم الإعلامي المتميز “مراكش الآن”، إجابة على السؤال الذي تفضلتم به، نحن في اطار التجربة الجهوية الجديدة بصدد ارساء غرف جهوية ببلادنا ولنا برنامج سطرناه حاليا من خلال عملنا كمكتب الغرفة، في إطار قيامنا بجولات عبر أقاليم الجهة، حيث التقينا مع السادة العمال ورؤساء المجالس الإقليمية وكذا رؤساء الجماعات الترابية، لأننا نؤمن بأن قطاع الصناعة التقليدية، في الجهوية التي اخترتها بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس، تحظى بالأهمية لأنها من مرتكزات الجهوية، ربما تتساءلون: لماذا؟ الجواب بكل بساطة في اعتقادي، لأنه في نفس الوقت قطاع مشغل لنسبة مهمة من اليد العاملة بالجهة الى جانب كونه يحتل مرتبة الصدارة من حيث ذره للعملة الصعبة من صادرات المملكة من منتجات الصناعة التقليدية تجاه الخارج حيث حققت مراكش نسبة 44 % من صادرات المملكة من هذه المنتجات سنة 2013 برقم يقدر بأكثر من 159 مليون درهم.
فلسفتنا في جهوية الغرف هو أن نكون منفتحين على جميع المجالس وأن نكون متواجدين في بناء جميع التصورات المستقبلية سواء في ما يخص الجماعات الترابية، وأشير هنا الى أن الغرفة لا يمكن أن تعمل لوحدها لأنها لا تتوفر على الامكانيات الكافية، لذلك لابد لها من شركاء من أجل توفير القدرة اللازمة على وضع تصور للقطاع ككل. وأؤكد لكم أن هناك تصورات ومخططات جهوية لقطاع الصناعة التقليدية وهي على وشك نهايتها والممتدة ما بين 2010 و2015، في اطار المخططات الاستراتيجية التي استهدفت بشكل أساسي البنيات التحتية وكان لها الأثر الايجابي، هذا لا يعني أنه ليس ثمة مسائل تستلزم منا أن نعيد فيها النظر، ولا أن نتجاهل أن القطاع عرف تطورا في الخمس سنوات الأخيرة، أي منذ السريان الفعلي لهذا المخطط سواء في التقسيم الجهوي السابق أو الحالي.

ما الذي يميز مخطط جهة مراكش أسفي عن باقي المخططات الوطنية؟
مخطط الجهة يستمد أسسه من خصوصيات جهة مراكش تانسيفت الحوز سابقا (مراكش أسفي حاليا)، حيث استهدف جميع حرف القطاع (الدباغة، الفخار، النسيج..) والبرنامج رصد له غلافا مالي مهم وقد تم تنفيذ 90 %من المخطط. تميز مخطط الجهة عن باقي مخططات الجهات، نابع أصلا من كون الجهة متميزة عن باقي الجهات وتضم جميع الصناعات، وهي متكاملة والأولى على الصعيد الوطني، وهذا لا يعني أن المخطط استهدف جميع متطلبات القطاع بالجهة، بل لا زالت هناك حاجيات وهي ما نسعى الى بلورتها في الولاية الحالية، الا أن هذا لا يمكن تحققه الا عبر إجراء دراسات تقييمية للمخططات السابقة ورصد الايجابيات والسلبيات ومن خلالها نحدد مستقبل القطاع على صعيد الجهة وهي التي ستشكل لنا أرضية ورؤية للعمل بالجهة.
أما بخصوص ما وصفته بالركود الاقتصادي، فهو ظاهرة عالمية، وأعتقد أن طبيعة النشاط الاقتصادي لمراكش هو ما جعل الركود الاقتصادي يظهر بشكل جلي، حيث أن الإرتباط القوي لقطاع الصناعة التقليدية بالسياحة بمراكش يجعل هذا القطاع متأثرا بتقلبات السوق السياحي الوطني   مما كان له أثر سلبي على الاقتصاد الداخلي المحلي.

ألا ترون أن دخول جهة مراكش أسفي تجربة المعارض الدولية قادر على خلق دينامية في القطاع جهويا لتجاوز اكراهات الأزمة كما هو عليه الحال في المعرض الدولي للفلاحة؟
نحن في الغرفة سواء المكتب السابق أو الحالي لدينا برامج للمعارض لعرض منتوجات الحرفيين، من طبيعة الحال هذه المعارض لها سبب نزولها وهو النهوض بالصناعة التقليدية في اطار الاستراتيجية المتعلقة بالإنتاج والتسويق، لعدة أهداف: أولها جلب الصناع التقليديين الفرادى وإعطائهم الفرصة للتعرف على الزبناء أولا، ثانيا  للتواصل بين الحرفيين والتعاونيات الحرفية لتبادل التجارب وكذا الالتقاء بين حرفيي  الجهة لتوطيد العلاقات والدفع في اتجاه تبادل الخبرات لتطوير المنتوج أكثر وباحترام الاختلاف وخصوصيات منتوج كل منطقة ( الفخارة بكل من أسفي، شيشاوة ومراكش مثلا).
لنا كذلك تصور جديد فيما يخص المعارض، نحن بصدد إيجاد معارض موضوعاتية، كل جهة تتميز بمنتوج، على سبيل المثال لمَ لا اقامة معرض موضوعاتي للفخار بمراكش، معرض موضوعاتي للزربية بالرباط، حتى يكون هناك تلاقي بين الحرفيين وطنيا وتبادل الخبرات والتجارب، هذا هو التوجه الذي نخطط له وأعتقد أننا نسير في هذا الاتجاه، كذلك مقترح ثان وهو معرض سنوي احتفالا بالأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، مقترح نريد العمل به مع الوزارة الوصية ومؤسسة دار الصانع، حتى يكون لكل جهة فرصة لخلق تميزها في معارضها بهذه المناسبة.
شميس copie
من المعلوم أن جهة مراكش أسفي تعاني من مشكل التكوينات الصناع التقليديين خصوصا  في المناطق الصغرى: شيشاوة الرحامنة قلعة السراغنة، هل لكم رؤية لتعزيز بنيات ومراكز لتكوين الحرفيين أمام تراجع عدد الحرفيين أن لم نقل انقراضهم؟
لا اتفق معك في مسألة التكوينات، هناك تكوينات، أعتقد أن المشكل هو مشكل التواصل ليس الا، هناك على صعيد الجهة التكوين بالتدرج، لأن الأساس في استمرارية الحرف هو التكوين، فحتى نضمن الاستمرارية لا بد من التكوين وايجاد الخلف لحماية الحرف من الانقراض، ولأجل هذا الغرض، نجد على مستوى الجهة التكوين بالتدرج الذي تسهر عليه الغرفة بشراكة مع المديرية ومندوبية التكوين المهني، وأؤكد لكم هنا أن جهة مراكش أسفي تحتل الصدارة ،ففي هذه السنة تم تسجيل حوالي 2400 مستفيد للتكوين بالتدرج، في تخصصات تتراوح بين سنة وسنتين في التكوين بالتدرج المهني.
وهناك أيضا التكوين النظامي الذي تشرف عليه المراكز التابعة للوزارة، أما التكوين الخاص بالصناع فهناك دورات استفاد منها الصناع والحرفيون، لكن لا زال هناك خصاص وسنعمل في حدود الامكانيات على تلبية حاجيات المهنيين.
وبخصوص الأحواز (شيشاوة، الحوز، السراغنة..) هناك برنامج “قوافل التكوين” التي سهرت عليها الوزارة وتستهدف المناطق الجبلية والقرى النائية لتقريب التكوين من الصناع، قوافل  تجاوب الحرفيون بشكل فعال معها، الا ان هذا يحتاج للاستمرارية.
حاليا نفكر في اجراء دراسة تتمحور حول الجواب عن سؤال ماذا نريد من هذا القطاع؟ نحن نهيئ البنية التحتية وتوفير الشروط والمعدات الأساسية للصناع، لكن نريد لهذا الإجراء انعكاسات، حيث لا يمكن ان نأتي بأفران غازية للحرفيين ولا وجود للتقنيين القادرين على استخدامها كل هذا في اتجاه تجويد المنتوج

إلى أي حد استطاع قطاعكم ان يعمل وفق الية المقاولات الصغرى، هل القطاع يعمل في هذا الاتجاه؟
خصوصية القطاع، المعلم يشغل معه بعض الحرفيين، قليل هم أولئك الحرفيون الذين يفكرون في انشاء المقاولة، قطاعنا لم يصل بعد الى مستوى المقاولة، نعم هناك تعاونيات تشتغل، لكن هناك هاجسا يحول دون تفكير الصانع التقليدي في المقاولة الصغرى وهو الهاجس الضريبي، فالناس تنزع نحو التعاونية لأن القطاع غير مهيكل، ونحن في اطار الغرفة لدينا مصلحة للتنشيط الاقتصادي نشجع من خلالها على انشاء المقاولات في اطار من التشاور وتقديم يد المساعدة في سياق قانون انشاء المقاولات الصغرى في القطاع.

ارتباطا بالصانع التقليدي، جهويا يعاني من تحديات اجتماعية كمشكل الضمان الاجتماعي، هل وزارتكم تفكر في تمكين الصانع التقليدي منه حتى يستشعر الصانع التقليدي الارتياح لمستقبله؟
أكثر من ذلك حتى استراتيجية 2015 لم تأخذ بعين الاعتبار الشق الاجتماعي ولم تعطيه الاهمية التي يستحقها، هذه الاستراتيجية تضم مجموعة من المحاور ومن بينها المحور الاجتماعي، حينما نتحدث عن الضمان الاجتماعي فهذا هاجس ومشكل الحكومة، لا يمكن للوزارة وحدها أن تأخذ المبادرة في هذا الأمر، وحتى نوفر الضمان الاجتماعي للحرفيين لابد أن يدخل القطاع في منظومة الضمان الاجتماعي  للدولة، والجانب الاجتماعي يتضمن كذلك (القروض، السكن، التغطية الصحية..)، لكن مع الأسف لم نصل لهذا المستوى المرغوب لقلة الموارد المطروحة أمام القطاع.
سابقا القطاع عرف تجاربا لبرامج اجتماعية ( الضمان الحرفي، برنامج عناية…) إلا انها لم تعرف اي نجاح، بسبب الافتقار للرؤية المستقبلية، لكن الحمد لله في اطار هذه الاصلاحات التي يعرفها صندوق التقاعد في ظل الحكومة الحالية، هناك بوادر حيث إن الحرفيين سيتفيدون من التغطية الصحية والضمان الاجتماعي، في السنة المقبلة، لكن السؤال الجوهري هو: هل نحن كحرفيين مستعدون للانخراط في هذه العملية؟ لأن الكثير من البرامج يكثر عليها القيل والقال إلا أنه في تنزيلها تصطدم بتحديات جمة، سيما أن جزءا من هذا القطاع لم يهيكل بعد. مسألة النجاح مطروحة للمستقبل وحده، واعتقد وبكل صراحة أن هذا القانون يطرح فرصة أمام الحرفيين، واقترح ان يكون هذا القانون الزاميا لأن هذا القطاع اذا لم يخضع لقوانين ولم ينظم لا يمكن له أن يعرف أي تطور، لأن هيكلة القطاع وتنظيمه منطلق ضروري للنهوض بالقطاع.

يقال بأن مراكش عاصمة الصناعة التقليدية إلا أنها مظلومة على جميع المستويات، الصانع التقليدي في الدباغ مثلا يعاني من غلاء المواد الأولية، الا ترون في احداث سوق للجملة متخصص في المواد الاولية الية لمساعدة الصانع التقليدي؟صراحة ذكرك لقطاع الجلد كواحد من ركائز الصناعة التقليدية بمدينة مراكش، هنا كان لنا سابقا لقاء مع حرفيي دار الدباغ بمدينة مراكش لحل مشاكل القطاع، ولنا معهم لقاءات مستقبلية. لكن كما قلت لك سابقا نحن الان في طور وضع البنية التحتية لبناء برنامج عمل لكل قطاع من هذه الحرف، لأن مشاكل كل حرفة تختلف عن الأخرى.
وبالعودة لقطاع الجلد أتعجب من صرف الدولة لمبالغ مالية مهمة في عدد من التجهيزات لصالح حرفيي الدباغة في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولا يستعملها المعنيون (الطونوات اقتنيت منذ سنة 2012)، في مقابل ذلك نجد أن هؤلاء الحرفيين يقصدون الآلات ومعدات الخواص ويدفعون ثمنها تاركين وراءهم معدات الدولة مجانا، هنا لابد من الوقوف عند سؤال: هل الخلل في القطاع أم في الإدارة أم هو خلل خفي؟ هناك أمور لابد من الوقوف عندها.
هناك أولويات لابد من العمل من أجلها، فيما يخص دار الجلد هناك صراعات بين الجمعيات، في بعض الأحيان الحرفيون يكونون هم أنفسهم عاملا أساسيا في عدم هيكلة القطاع، فمن الضروري أن تكون الغرفة حاضرة في جميع مشاريع الصناعة التقليدية من البداية الى النهاية، لأن عدد من المشاريع خلقت ولم تتمكن من النجاح.

ألا ترون أن قطاعكم في أمسّ الحاجة إلى جامعة القاضي عياض من أجل تجاوز اختلالات المشاريع عبر عقد شراكة مع الجامعة؟
لابد لنا في البداية أن نقيم تقييما للمخططات السابقة، ليس كل شيء ينجح، لكن تبقى مسألة أساسية لابد من إشراك المعنيين في الأمر، حتى يكون تصور أي برنامج ناجحا، لدي تجربة في غرفة أسفي، جميع المشاريع التي أنجزت في أسفي وكنا نتتبعها، حاليا اعتمدنا منهجية جديدة، وأكدنا خلال لقاءاتنا مع السادة العمال ضرورة أن نكون حاضرين في المشاريع وأن نكون شركاء بالاستشارة والتتبع وما بعد المشروع، أما الجامعة فهي الأخرى من طبيعة الحال شريك أساسي للاستفادة من خبرات كفاءاتها والإسهام في التنمية الجهوية في خضم الجهوية المتقدمة وإسهام الجامعة في إنجاح هذا الورش الملكي الهام. -بعض المتدخلين يقيمون مشاريع أحادية الجانب ويغفلون الشريك الأساسي الذي هو قطاع الصناعة التقليدية ما تعليقكم على هذا الأمر؟ نحن الآن لا نلتفت للوراء بل نرى المستقبل حتى نقطع مع الماضي، ليس كل شيء جميلا وليس كل شيء بخير، كان الإشراك سابقا أو لم يكن الأساس عندنا في الجهوية هو أن تؤدي الغرفة دورها كما هو منصوص عليه في الدستور وأن ندافع عن مصالح الصانع التقليدي وهذا أساسي عندنا وفق المنهجية التشاركية في كل ما يتعلق بالجهة.

هل لكم من الإمكانات البشرية والمادية ما يؤهلكم لمواكبة الجهوية المتقدمة في شكلها الحالي والسير نحو إنجاحها؟
لا زلنا نحتاج لشيء من الوقت لفهم الجهوية، ووضعها على أرض الواقع وفهم ماذا نريد منها؟ وبعدها نشارك فيها، الجهوية المتقدمة ماذا نعني بها، هل نريد جهوية تربطنا وتقيدنا بالمركز في جميع القرارات أم جهوية جهوية حتى في قرارها، الرؤية لا زالت غير واضحة، لكن يمكن هذه السنة ومن خلال اللقاءات التواصلية مع السيد رئيس الجهة والسيد الوالي والسادة العمال، أن نواكب هذا الورش لفهم الجهوية واستراتيجياتها حتى نفهمها. أما الموارد البشرية فهي متوفرة، لكن تنقصها طريقة الاشتغال والإمكانات، إذ لا يمكن بلورة الأفكار دون رصد الحاجيات، لا يمكن أن نظل مرهونين بمساعدات الدولة دون أن تكون هناك إمكانيات ذاتية قادرة على الاستجابة لتطلعات البرامج المستقبلية التي يضعها الفاعل الجهوي والتي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية في نفس الوقت.

نفهم من كلامكم أن الجهوية مجرد فكرة لكن تنزيلها أمامه إكراهات مادية؟
تنزيلها قطاعيا يحتاج منا التدرج، وما أريد تأكيده أن قطاع الصناعة التقليدية سيستفيد من الجهوية حتما، مكونات الجهة تختلف وتتباين لكنها تتكامل مع بعضها في كل الأقاليم.
المكونة للجهة، وأركز أن قطاع الصناعة التقليدية من أهم مرتكزات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأعتقد أنه هو المشغل الثاني بعد القطاع الفلاحي، ومن المفروض أننا مطالبون بتعزيز دور الغرف المهنية وتوفير الإمكانات أمامها حتى تؤدي أدوارها.
شميس
من مخلفات المجالس السابقة مجموعة من المشاريع أحدثت بواحة سيدي إبراهيم، فوق أراضي تابعة للدولة ولم تسو وضعيتها العقارية إلى الآن وتوقفت، هل لكم من رؤية لإنقاذ هذه المشاريع من مأزقها؟
سقف الطموح في هذا المشروع كان أكثر من اللازم، من طبيعة الحال مشروع طموح في بدايته إلا أن الكيفية التي وضع بها وبرمج بها لم تكن صحيحة، نحن بصدد إيجاد حل نهائي لهذا الملف حتى لا يبقى عبئا على الغرفة، نحن بصدد الاتصال بالشركاء لإيجاد تسوية نهائية لهذا المشروع الذي استغرق أكثر من عشرة سنين، حتى أن الغاية التي كان قد وضع لها ومن أجلها أصبحت متجاوزة

ما الغاية التي كان قد وضع لها؟
كان عبارة عن مركب يضم ورشات ومحلات الصناع التقليديين الفرادى، ورشات ودكاكين للبيع كان مشروعا متكاملا ومندمجا، يضم: إدارة ومركزا للترفيه. المشروع كان متكاملا في التصور أما الواقع فشيء آخر، وما ينبغي أن تعرفوه عن دور الغرف فليس دورها هو البناء، بل دورها محدود يتحدد في مواكبة الصناع التقليديين وتحسيسهم وتكوينهم وتقديم ما يمكن تقديمه من التوجيه، البناء ليس اختصاصنا أصلا، دورنا تمثيلي وتتبع القطاع، هذا ما أعتقده، ممكن أن أكون على صواب أو على خطأ، البناء له جهاته المختصة أما نحن فبالأفكار والتوجيه، حتى هذا المشروع الذي ذكرته ليس لنا موارده البشرية الكافية لتسييره، إنه مشروع طموح ولكنه فاشل في تنزيل أساساته، لذلك كان لزاما رؤيته بعين حقيقية وواقعية لأننا قد نكون رأيناه بعين أخرى

هل لكم رؤية للنهوض بالقطاع على مستوى جهة مراكش أسفي سيما أن خصومكم السياسيين يشككون في امتلاككم لتصور قادر على إنقاذ القطاع؟
كما قلت سابقا نحن بصدد إعداد برنامج مرحلي، وما بعده برنامج لثلاث سنوات أو أربع سنوات، لا يمكن أن نقدم في ظرف ثلاثة أشهر برنامجا واستراتيجية للقطاع بالجهة دون النظر إليه في شموليته والإحاطة بعناصره وإيجاد قاعدة معطيات كإطار مرجعي. هناك معطيات لدينا حاليا لكن لابد من تحليلها وتحيينها خصوصا أن أسفي واليوسفية أضيفتا للجهة وبناء عليها سنضع مشروع طموح

ماهي أبرز معالم هذا المشروع؟
مللنا من البناء لا بد من استهداف المهنيين في التكوين والمواكبة والتأطير، هناك من الحرفيين من لهم تعاونيات وجمعيات ولا يعرف كيفية التدبير والمقتضيات القانونية الخاصة بها، سيما وأن القانون الجديد للتعاونيات الذي سيتم الشروع فيه السنة الجارية فيه عدة تغييرات، والتعاونيات الحرفية مطالبة بمعرفة مضمونه ومحتوياته، هناك آفاق مستقبلية ولا يمكن أن نحددها لوحدنا بل لابد من الشركاء لأن رؤيتنا لوحدنا غير كافية، لكن لا يمكن ان نرى الأشياء بطموح زائد، لا بد من اعتماد أهداف وخطوات ثابتة وواضحة.

تجنبتم الإجابة عن سؤال الخصوم السياسيين، هل نفهم من هذا عدم رغبتكم الرد على كلامهم؟
حاليا لا اعتقد أن لي خصوما سياسيين من أراد اختلاق خصوما فإنما يختلقهم لنفسه، حين ندخل للغرفة لا ألوان سياسية بيننا، لنا جميعا لون واحد هو الصناعة التقليدية، بل همنا هو الصناعة التقليدية، أبوابنا مفتوحة وبصدر رحب نتقبل سواء الانتقادات أو أي واحد يأتينا بمشروع أو فكرة سواء من الخصوم أو الأصدقاء، وأنا شخصيا لا أومن بمسألة الخصوم وهمنا واحد وهو الرقي بغرفة الصناعة التقليدية، لأن الرقي بها هو رقي بالصناعة التقليدية، الخصوم السياسيون أهلا وسهلا بهم هذه مؤسستنا جميعا، لأننا نستشرف غدا أحسن وأفضل من السابق وهذا إحساس صادق لثقتي بالشركاء وبالمكتب الحالي الذي أتشرف برئاسته.