اخبار جهة مراكش | الجمعة 11 ديسمبر 2015 - 09:04

كواليس “الليالي الملاح” التي قضاها كريستيانو رونالدو في مراكش

  • Whatsapp

تحط من جديد بمدينة مراكش، يومه الجمعة، الطائرة الخاصة الفارهة من طراز «كولف ستريم جي 200»، التي تقل اللاعب الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو، والتي سبق له أن اقتناها بـ19 مليون يورو، أي أكثر من 22 مليار سنتيم.
مهاجم النادي الملكي قام بحجز الجناح الملكي نفسه بالفندق الفاخر «اللؤلؤة» (دو بورل) بالحي الشتوي الراقي، الذي اعتاد الإقامة فيه خلال زياراته السابقة المتعددة للمدينة الحمراء، والذي يكلفه يوميا أداء فاتورة ثقيلة لا تقل عن ثلاثة ملايين ونصف مليون سنتيم لليلة الواحدة، دون احتساب النفقات الأخرى لشراء الهدايا، وفواتير المطاعم والملاهي الليلية الفاخرة التي يتردد عليها يوميا رفقة أصدقائه.
زيارة رونالدو الأخيرة لمراكش تأتي في وقت لم يهدأ فيه بعد الجدل الحاد، الذي أشعلته العاصفة الإعلامية التي أثارتها صحافة «البيبل»، وهي تنبش عن المستور في أسباب الزيارات المتكررة لمهاجم ريال مدريد للمدينة السياحية الأولى في المغرب، متحدثة مرة عن علاقة غرامية تجمعه بعارضة أزياء برتغالية تتردد بدورها على مراكش لقضاء عطلها، ومرجعة، مرة أخرى، هذه الزيارات المكوكية بين مراكش ومدريد للاعب المثير للجدل إلى علاقة خاصة تربطه بالبطل العالمي في رياضة الكيك بوكسينغ، بدر هاري.
وبينما آثر المصارع المغربي الصمت، رد رونالدو على هذه الاتهامات بطريقته الخاصة، فقد نشر صورة على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» رفقة ابنه «جونيور»، ثم واصل مبادراته الإنسانية، بتلبية طلب كان يحلم به الطفل مارتونيس، الذي نجا من التسونامي الذي ضرب إندونيسيا في سنة 2004، وذلك بالموافقة على عقد لقاء ودي معه في ملعب «سانتياغو بيرنابيو» بالعاصمة مدريد بعد إجراء المباراة التي جمعت بين ريال مدريد وخيطافي.

الصديق الحميم
رونالدو قرر أن يمضى بعيدا في التحدي الذي رفعه في مواجهة الاتهامات التي تلاحقه، وحل مرة جديدة بالمدينة الحمراء، التي أكد مصدر مطلع أنه سيلتقي بها العديد من أصدقائه، وعلى رأسهم المقاتل بدر هاري، الذي تجمع مصادر متطابقة على أن علاقته بالنجم البرتغالي ترجع إلى أكثر من ثلاث سنوات، وأن صديقا مغربيا مشتركا يُدعى «أنس أوزيفي»، يعمل وكيلا معتمدا للاعبي كرة القدم بإسبانيا، هو من قوى أواصر هذه الصداقة، خاصة أن هاري لم يبعد يوما عن أوساط كرة القدم، منذ أن كان طفلا يتعرض للضرب من طرف رفاقه بالحي الشعبي الواقع في شرق العاصمة الهولندية «أمستردام»، الذين كانوا يرفضون إشراكه في مباريات كرة القدم لضعف لياقته البدنية ومحدودية مهاراته الفنية، قبل أن يختار رياضة الملاكمة، التي حققت له المجد والشهرة، معوضا حلمه القديم بأن يصبح لاعب كرة قدم مشهورا بنسج علاقات صداقة مع ألمع النجوم الدوليين في هذه الرياضة، التي قربته من أوساطها علاقته العاطفية بالفاتنة الهولندية إستيل، ابنة الأسطورة يوهان كرويف، اللاعب والمدرب السابق لنادي برشلونة الإسباني، وطليقة نجم الميلان الإيطالي والمنتخب الهولندي في نهاية التسعينات، رود غوليت.
وتضيف المصادر نفسها أن اللقاءات العديدة التي جمعت بين النجمين العالميين سرعان ما حولت العلاقة بينهما إلى صداقة حميمة. فقد أعجب رونالدو بعفوية وتلقائية بدر هاري رغم طباعه الحادة، ومع تعدد لقاءاتهما اعتاد اللاعب البرتغالي الوديع على المزاج العصبي للمصارع المغربي «الهواري»، وأمسى لا يتضايق من المشاكل التي يثيرها، خاصة عندما يطول السهر بالملاهي الليلية في مدينة مراكش، التي أصبح اللاعب الأغلى في تاريخ كرة القدم يتردد عليها أكثر من موطنه بالبرتغال.

حسناوات بالجناح الملكي
يروي مصدر يعمل في قطاع السياحة تفاصيل البرنامج اليومي للعطلة الأخيرة التي قضاها رونالدو بمراكش رفقة شلته، المتكونة من حارسه الشخصي الإسباني الجنسية وهاري وأنس، الذين يبدأ يومهم متأخرا. فالرباعي يستيقظون عادة عند الظهيرة تقريبا بعد سهر طويل وقضاء ليلة صاخبة. يتناولون وجبة الفطور بالجناح الملكي، قبل أن يلتحقوا مباشرة بالمسبح، الذي يقضون فيه الظهيرة حتى حدود الخامسة مساءً، ثم يلتحقون مجددا بالجناح رقم 305، الممتد على مساحة 220 مترا مربعا، والمكون من غرفتي نوم فاخرتين وصالونين وحمامات وقاعة تدليك ومسبح صغير، قبل أن يصعدوا إلى سطح الفندق، حيث يتحلقون حول مائدة شراب في الحانة/المسبح لمدة تتجاوز في الغالب ساعتين من الزمن.
مصدرنا يؤكد أن المجموعة المتكونة من الأصدقاء الأربعة سرعان ما يتضاعف عددها، فالجناح الملكي والمسبح يستقبل يوميا، ومنذ الظهيرة، ضيوفا من نوع خاص: فتيات حسناوات، معظمهن من جنسية مغربية، يمضين بقية النهار مع رونالدو وصحبه ثم يكملن معهم باقي اليوم، حيث يلتحقون، في حدود الساعة التاسعة مساءً، بأحد المطاعم المشهورة بمراكش، فالمصارع المغربي يفضل، في معظم الأحيان، مطعما بحي جليز مختصا في المطبخ اللبناني، كما سبق له أن دعا المجموعة إلى العشاء بمطعم في شارع محمد السادس (شارع فرنسا سابقا)، تنشط الفقرات الفنية به فرقة للرقص من البرازيل، بينما اللاعب البرتغالي يفضل مطعما مشهورا بأحد الأحياء العتيقة، وهو المطعم نفسه الذي كان بدر هاري ظهر في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يغادره للتو، مطالبا مجموعة من الشباب المتحلقين حوله بعدم إحراجه أمام صديقه رونالدو، داعيا إياهم إلى عدم مضايقة اللاعب العالمي والاكتفاء بالتصفيق، موضحا أنه اقترح عليه قضاء عطلته بالمغرب لأنه بلد جميل وآمن، قبل أن يتوعد ويحذر بلغة صارمة كل من يقترب من ضيفه بأنه سيطرحه أرضا.
فضاءات السهرات الليلية الصاخبة تتنوع في الغالب، فما إن ينتصف الليل حتى ترجع المجموعة إما إلى العلبة الليلية التابعة للفندق الذي يقيمون به في الحي الشتوي، أو ينتقلون إلى الملهي الليلي «التياترو»، التابع للفندق الشهير «السعدي»، حيث يمضون هناك سهرة تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح.

كرم متبادل
يبدو أن الطباع الإنسانية لرونالدو، والأعمال ذات البعد الخيري التي يقوم بها، لا تنحصر فقط على حياته العادية، بل تطال أيضا حياة الليل التي يقضيها في مراكش. فالرجل يصرف بسخاء وكرم عربيين -يؤكد مصدرنا- ولا يقتصر الأمر على أصدقائه المقربين، بل على الحسناوات اللائي لفت المصدر نفسه إلى أن رونالدو يحرص على أن يتوفرن على مواصفات جمال خاصة: يافعات، أجسامهن فارعة، وشعر طويل أسود فاحم ومنسدل، مع التشديد على التكتم وحفظ الأسرار ومغادرة الفندق صباحا دون إثارة أي ضجيج أو ضوضاء، في مقابل الأموال التي يحصلن عليها قبل مغادرتهن الجناح الملكي، والتي قد تصل إلى مبالغ كبيرة حين يكون اللاعب الدولي في أحسن حالاته، ويصر على أن يبلغ الكرم مداه، كحالة فتاة مغربية على قدر عال من الجمال رافقته في زيارته الأخيرة إلى مدينة أكادير، والتي أكد مصدرنا أنه منحها مبلغا وصل إلى 15 مليون سنتيم مقابل الليالي التي قضتها معه.
رونالدو، الذي يصرف بسخاء وبدون حساب، تُرد له التحية بأحسن منها في مراكش. فإدارة الفندق تعطي تعليمات صارمة لرجال الأمن الخاص بعدم إزعاج مختلف الضيوف الذين يتم استقبالهم بالجناح رقم 305، الذي ينزل فيه هذا الضيف الاستثنائي، الذي اكتشف وكيل أعماله، وهو يحاسب إدارة الفندق في نهاية إحدى الزيارات، أن جميع الفواتير مؤداة مع عبارة شكر وترحيب من طرف مالك الفندق لزبون من عيار ثقيل يقدم خدمة إشهارية مجانية لهذه المؤسسة السياحية.

معاملة استثنائية
التحية الحسنة التي يتم الرد بها على رونالدو وبدر هاري، تحولت إلى معاملة استثنائية ضربت، في كثير من الأحيان، بالقوانين المحلية عرض الحائط، بل مرغتها في الوحل، فقد كاد الملهي الليلي «التياترو»، التابع لفندق «السعدي»، أن يتحول، حديثا، إلى حلبة لرياضة الكيك بوكسينغ، على إثر خلاف حاد بين المصارع المغربي بدر هاري وأحد مرتادي النادي الليلي.
شرارة النزاع، حسب ما روى شاهد عيان لـ«أخبار اليوم»، اندلعت إثر قيام المصارع العالمي، الذي كان برفقة رونالدو، خلال زيارته الأخيرة لمراكش، بالطابق العلوي للعلبة الليلية المخصص للزبناء المرموقين، بتوجيه ضوء مؤشر ليزر (مصباح يدوي صغير بالليزر) باتجاه فتاة كانت بالطابق الأرضي، داعيا إياها إلى الالتحاق بالمائدة التي يتحلق حولها مع شلته، وهو ما اعتبره صديقها، المنحدر من منطقة الريف، إهانة له وتحرشا بصديقته، قبل أن يقذف المصارع المثير للجدل بقدح لم يصبه، ولكنه تكسر غير بعيد عنه.
بدر هاري لم يقف مكتوف اليدين، فقد استشاط غضبا ونزل متوجها إلى الزبون ينوي الاعتداء عليه، غير أن حراس الأمن الخاص بالملهى تدخلوا وحالوا بينهما، قبل أن يعمدوا إلى إخراج الفتاة وصديقها الريفي من باب خلفي.
وسبق للمصارع المشهور بضرباته القاضية، في إحدى سهراته مع اللاعب البرتغالي، أن وجه لكمة إلى «ديدجى» بالملهى الليلي نفسه أسقطته أرضا، بعد أن شك في تحرشه بفتاة كانت برفقتهما.
كما سبق لإحدى سهراتهما الصاخبة بمراكش أن انتهت بنزاع بين هاري وسائحين بريطانيين حول أسبقية ركن السيارات أمام فندق «سوفيتيل» بالحي الشتوي، قبل أن تتدخل الشرطة وتُواجَه برفض مطلق للمصارع العالمي للانتقال إلى مقر الدائرة الأمنية الأولى على متن سيارة الشرطة، متوعدا رجال الأمن بإجراءات تأديبية، ومتوجها إليهم بعبارة: «والله تنربيكمْ».
وبعد أخذ ورد واستنفار الأجهزة الأمنية لعناصرها وتأكد هاري من أن انتقاله إلى الدائرة الأمنية على متن سيارة الشرطة أمر لا مناص منه، امتثل للتعليمات، وتم اقتياده رفقة السائحين الأجنبيين إلى مخفر الشرطة، بينما غادر رونالدو المكان بسرعة متوجها إلى جناحه الملكي، قبل أن يحرك المصارع هواتفه في الشفق الأبيض من الليل، وتنزل التعليمات على المسؤولين الأمنيين بضرورة إخلاء سبيل هاري، الذي أنقذته تدخلات آخر ساعة من الاعتقال رفقه صديقه المفضل وإحالتهما على النيابة العامة بتهمتي إحداث الفوضى في الشارع العام وإهانة موظفين عموميين أثناء أدائهم مهامهم.
المصدر: اليوم 24 (عبد الرحمان البصري)