اخبار جهة مراكش | السبت 21 نوفمبر 2015 - 19:03

عناصر الأمن بقلعة السراغنة تفك لغز سرقة 3 سيارات بالجديدة

  • Whatsapp

مراكش الآن – عن هبة بريس

استطاعت المصالح الشرطية بالمنطقة الأمنية بقلعة السراغنة، التابعة لولاية أمن مراكش، أن تفك مؤخرا  لغز السرقة الموصوفة التي استهدفت، في عملية إجرامية “نوعية” غير مسبوقة، الثلاثاء 13 أكتوبر 2015، 3 سيارات خفيفة، بحي المنار في عاصمة دكالة. وهي الجريمة التي دوخت مصالح الشرطة القضائية بأمن الجديدة، التي عجزت عن معرفة ظروف وملابسات تنفيذها، وتحديد هويات الضالعين فيها.

وحسب المصدر رفيع المستوى، جيد الاطلاع، فإن شرطيا من الهيئة الحضرية التابعة للمنطقة الأمنية بقلعة السراغنة، كان يؤمن مؤخرا، في ساعة متأخرة من الليل، مهام تنظيم حركات السير والجولان في المدار الحضري،  فأشار لسائق سيارة خفيفة من نوع “كونغو”، بالتوقف، لإخضاع أوراق هربته للمراقبة الروتينية.   لكن السائق امتنع عن الامتثال،  وتابع سيره بسرعة جنونية. ما حدا برجل الأمن بالزي الرسمي إلى ربط الاتصال  عبر الجهاز اللاسلكي، بقاعة المواصلات المركزية،  وتعميم برقية استعجالية في موضوع  تدخل جميع المصالح الأمنية والدوريات الراكبة والراجلة، التي كانت تنتشر بشكل معقلن، في إطار التدابير الاحترازية والاستباقية لردع الجريمة، في جميع النقاط الترابية في القطاع، وفي الأحياء والتجمعات السكنية المترامية الأطراف. وعلى الفور، انطلقت الدوريات الراكبة وسيارات شرطة النجدة (P S)، مشغلة “لاسيرين” وأضواء “جيروفار”، في اتجاه الشارع  الذي كان يسلكه سائق العربة الفار. هذا الأخير الذي وجد نفسه محاصرا بعدة دوريات أمنية، كانت في انتظاره عند السد القضائي، حيث قطع المتدخلون الأمنيون المكلفون بمراقبة (الباراج) الطريق بسلسلة المسامير الحديدية (المشلفة)  (Herse).

ما جعل السائق المتهور يضطر لتغيير مساره، والانحراف بالعربة إلى ال”بيست”، خارج الطريقة المعبدة، حيث ترجل من على متنها، وأطلق ساقيه للريح، ليتبخر من ثمة تحت جنح الظلام، في الطبيعة.

هذا، وأخضعت الضابطة القضائية سيارة “كونغو” المتخلى عنها، لعملية التفتيش، التي أسفرت عن العثور  بداخلها على رخصة سياقة وبطاقة تعريف وطنية، وبطاقة رمادية للسيارة، وتحمل هذه الوثائق جميعها هوية  السائق الهارب.

وفتحت مصالح الشرطة القضائية بقلعة السراغنة بحثا قضائيا في النازلة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة. حيث عرضت رقم اللوحة المعدنية التي كانت تحملها العربة المشكوك في أمرها، على مصلحة تسجيل السيارات، والتي أكدت، بعد إجراء عملية التنقيط والفحص، أن صاحبها يتحدر من تاوريرت، بالمنطقة الشمالية-الشرقية للمغرب.

وفي إطار الأبحاث والتحريات التي أجراها المحققون، تم استدعاء المواطن الذي يتحدر من تاوريرت. وعند استفساره،  أكد الأخير أن  سيارة “كونغو” التي أطلعوه عليها، تحمل الرقم المعدني ذاته لسيارة من النوع نفسه (كونغو)، بيضاء اللون، والتي هي في ملكه، ويستعملها في تنقلاته. ونفى أن تكون له علاقة بالسيارة التي تم حجزها. كما أدلى للضابطة القضائية بتصريح عن ضياع الورقة الرمادية الخاصة بعربته، كان سجله لدى المصالح الأمنية المختصة.

وأبانت التحريات أن الورقة الرمادية التي تم العثور عليها بداخل العربة المشكوك في أمرها،  قد تم تزويرها، حيث أدرج فيها اسم غير اسم صاحبها الأصلي، الذي يتحدر من تاوريرت، مع الاحتفاظ بنوع السيارة والترقيم ذاتهما. وقد أصبحت الورقة الرمادية تحمل هوية سائقها الهارب، المضمنة على التوالي في رخصة السياقة وبطاقة التعريف، اللتين تم ضبطهما وحجزهما.

هذا، وقام السائق الفار  بتزوير واستبدال اللوحة المعدنية الخاصة بعربة “كونغو”، التي تمت سرقتها من الجديدة، باللوحة المعدنية، المضمن ترقيمها في الورقة الرمادية. وهكذا، كانت سيارتان خفيفتان من النوع ذاته، وبلونين مختلفين، تجوبان في الوقت نفسه، بلوحة معدنية ذات ترقيم واحد، شوارع وطرق تاوريرت وقلعة السراغنة.. إلى حين افتضاح أمر السيارة المسروقة، جراء الحيطة والحذر التي تتسلح بهما المصالح الشرطية بقلعة السراغنة.

واسترسالا في الأبحاث والتحريات، عرضت الضابطة القضائية السيارة المشكوك في أمرها، على المصالح التقنية المختصة، والتي أكدت أن الترقيم المثبت على ال”شاسي” والمحرك، يخصان سيارة من نوع “كونغو”،  تحمل الترقيم التالي:”55- أ- 26123″. وتبعا لذلك، جرى تحديد هوية صاحبها الحقيقي، والاهتداء إلى عنوان إقامته بالجديدة، حيث يمارس التجارة في شارع ال”برانس”.

وحسب المصدر جيد الاطلاع، فإن المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة (القسم القضائي الخامس)، استدعت، منذ 4 أيام، إلى مصالحها الأمنية، صاحب سيارة “كونغو”، التي تم استرجاعها من قبل المصالح الشرطية بقلعة السراغة. حيث انتقل الأخير، بمعية دورية للشرطة القضائية، من الجديدة إلى قلعة السراغنة، حيث استلم، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، سيارته التي كان اقتناها “دوبل في”، منذ حوالي 3 سنوات.

هذا، وتسلم المحققون ب”إس بي بي جي” بالجديدة، الإجراء المسطري الجزئي الذي أنجزته مصالح الشرطة القضائية بقلعة السراغنة، والتي كانت أبلغت بالنازلة ووقائعها وحيثياتها، النيابة العامة المختصة، وكذا، مديرية الشرطة القضائية (DPJ)  لدى الإدارة المركزية للأمن الوطني بالرباط.

هذا، وبعد أن فكت مصالح الشرطة القضائية بقلعة السراغنة، لغز نازلة السرقة الموصوفة التي استهدفت 3 سيارات بالجديدة، وبعد أن تسلمت نظيرتها الشرطة القضائية بأمن الجديدة (القسم القضائي الخامس)، في طابق من ذهب، الإجراء المسطري الجزئي، والهوية الكاملة لأحد الجناة الذي يتحدر، حسب الثابت من الوثائق التي تم حجزها من قبل الضابطة القضائية بلقلعة السراغنة (رخصة السياقة، وبطاقة التعريف الوطنية، والورقة الرمادية المزورة)، وتضمينها في محضر الانتقال والمعاينة والتفتيش والحجز، بقي على الضابطة القضائية لدى “إ سبي بي جي” بأمن الجديدة، الانتقال إلى جماعة خميس متوح، بدائرة سيدي إسماعيل، بالنفوذ الترابي لإقليم الجديدة، ووضع اليد على الفاعل، وإخضاعه للبحث، الذي سيسفر عن معرفة ظروف وملابسات النازلة الإجرامية، وتحديد هويات باقي المتورطين وشركائه، والاهتداء إلى عناوين سكناهم، وكذا، إعادة الاستماع إلى الحارس الليلي الذي كانت حامت حوله الشبهات.

وبالمناسبة، فإن مدينة الجديدة كانت  اهتزت، ليلة الثلاثاء 13  أكتوبر 2015، على وقع سرقة موصوفة “نوعية” وغير معهودة، استهدفت بحي المنار، 3 سيارات خفيفة،  اثنتين من نوع “كونكو”، وواحدة من نوع “فياط أونو”، وهي في ملك دركي متقاعد، وأستاذ، وتاجر. وهي السرقات التي نفذها أفراد عصابة إجرامية، في الليلة ذاتها، وفي مكان واحد، تحت جنح الظلام وباستعمال العنف، حسب الادعاءات والمزاعم، في حق الحارس الليلي، الذي عمدوا إلى اختطافه، بعد تكبيله واحتجازه في الصندوق الخلفي لإحدى السيارات. حيث توجهوا به إلى منتج سيدي بوزيد (4 كيلومترات جنوب الجديدة)، ثم إلى تراب جماعة الحوزية، حيث تخلوا عنه في الخلاء، وتبخروا من ثمة في الطبيعة.

هذا، وكانت ذعاصمة دكالة مجددا على موعد مع سرقة موصوفة “نوعية” جديدة، استهدفت، في الساعات الأولى من صبيحة الأربعاء الماضي، بحي السلام، سيارة خفيفة من نوع “فياط أونو”، بيضاء اللون، ذات ترقيم معدني (د – 6)، يخص مدينة الدارالبيضاء. وقد استغلت العصابة الإجرامية غياب التغطية الشرطية والدوريات والتواجد الأمني في القطاع، وفي الشارع العام، لتضرب مجددا وبقوة في عمق مدينة الجديدة.